رد : الشاعر / مالك بن الريب التميمي يرثي نفسه
كُتب : [ 24 - 07 - 2008 ]
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيال الغلباء
بسم الله الرحمن الرحيم
( مالك بن الريب التميمي يرثي نفسه )
اخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : تعتبر هذه المرثية ل / مالك بن الريب التميمي قبل موته من أجود وأجمل المراثي التي قالتها العرب . ولعل مايميزها عن غيرها أن الشاعر رثى بها نفسه حيث قال :
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
= بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيا
وهذا البيت من قصيدته العصماء التي تعتبر من عيون الشعر العربي وقائلها هو : مالك بن الريب التميمي وهو من مازن تميم . وكان فاتكاً لصا , يصيب الطريق مع شظاظٍ الضبي الذي يضرب به المثل وهو الذي يقول :
سيغنيني المليك ونصل سيفي
= وكرات الكميت على التجاري
وحبس في مكه , فشفع فيه شماس بن عقبة المازني فاستنقذه وهو القائل في الحبس :
أتلحق بالريب الرقاق ومالك
= بمكة في سجن يعنيه راقبه
ثم لحق ب / سعيد بن عثمان بن عفان فغزا معه خرسان , فلم يزل بها حتى مات , ولما حضرته الوفاة قال تلك القصيدة التي يعتبرها العرب من أجود المراثي حيث رثى بها نفسه قبل الموت وقد روي أن مالك بن الريب اشتهر في أوائل العصر الأموي , وهجا / الحجاج بن يوسف الثقفي بقصيدة منها هذا البيت :
فلولا بنو المروان كان ابن يوسف
= كما كان عبدا من عبيد إياد
فطلبه / الحجاج بن يوسف , فهرب وصار يقطع الطريق مدة حتى لقيه / سعيد بن عثمان بن عفان الذي استصلحه واصطحبه مجاهدا إلى خرسان ويقول مالك في ذلك :
ألم ترني بعت الضلالة بالهدى
= وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا
وعودة لمطلع القصيدة التي يقول فيها :
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلةً
= بجنب الغضى أزجي القلاصَ النواجيا
فليتَ الغضى لم يقطع الركبُ عرضَهُ
= وليتَ الغضى ماشى الركابَ لياليا
لقد كان في أهلِ الغضى لو دنا الغضى
= مزارٌ ولكنّ الغضى ليسَ دانيا
والشاعر هنا يتذكر موطنه الأصلي وما اشتهرت به أرضه من كثرة نبات الغضى . والغضى من أفضل أنواع الحطب ويتميز بطيب رائحته . وحرارة جمرته .
ألم ترني بعتُ الضلالةَ بالهدى
= وأصبحتُ في جيشِ ابن عفانَ غازيا
إشارةَ إلى تركه قطع الطرق وانضمامه لقوافل المجاهدين في خراسان .
وأصبحتُ في أرضَ الأعادىّ بعدما
= أراني عن أرض الأعادىّ قاصيا
أجبتُ الهوى لمّا دعاني بزفرةٍ
= تقنعتُ منها أن أُلامَ ردائيا
وهنا يشير في معنىً رائع . أنه لما أحس بألم القرصة ودنو الأجل غطى وجهه بردائه حتى لا يراه الناس خائفاً وجلاً . فما ذاك بخلق لهذا الشاعر الفارس .
تقولُ ابنتي لمّا رأت طولَ رحلتي
= سِفارك هذا تاركي لا أبا ليا
فللهِ دري يومَ أتركُ طائعاً
= بنيّ بأعلى الرقمتين وماليا
ودرُ الظباءِ السانحاتِ عشيةً
= يُخبرنَ أني هالكٌ من ورائيا
ودرُ الهوى من حيثُ يدعو سحابهُ
= ودرُ لجاجاتي ودرُ انتهائيا
ثم يقول : وهو يتذكر شجاعته وإقدامه . ويتذكر فرسه الأشقر . وسيفه ورمحه .
تذكرتُ من يبكي عليّ فلم أجد
= سوى السيفِ والرمحِ الردينيّ باكيا
وأشقرَ محبوكاً يجر عنانهُ
= الى الماءِ لم يترك لهُ الموتُ ساقيا
ويختم قصيدته الرائعة المبكية بهذه الأبيات التي كأن الدموع تنساب منها على صفحات حياته التي شارفت على الإنتهاء .
ولمّا ترآءت عند مروٍ منيتي
= وخلّ بها جسمي وحانت وفاتيا
أقول لأصحابي ارفعوني فإنني
= يقرُ بعيني أن سهيلٌ بدا ليا
خذاني فجراني ببردي إليكما
= فقد كنتُ قبل اليومِ صعبَ قياديا
فيا صاحبي رحلي دنا الموتُ فانز
لا= برابيةٍ إني مقيمٌ لياليا
وقوما إذا ما استل روحي وقربا
= ليَ السدر والأكفان عند فنائيا
وخطا بأطراف الأسنةِ مضجعي
= وردا على عينيّ فضل ردائيا
ولا تحسداني بارك اللهُ فيكما
= من الأرض ذاتِ العرضِ أن توسعا ليا
كلمة عن الشاعر :
هو / مالك بن الريب من بني مازن التميمي شاعر مقلّ لم تشتهر من شعره إلا هذه القصيدة ومقاطع شعرية في الوصف والحماسة وردت في كتاب الأغاني .
وكان مالك شابا شجاع فاتكاً لا ينام الليل إلا متوشحاً سيفه ولكنه استغل قوته في قطع الطريق هو وثلاثة من أصدقائه . وفي يوم مر عليه / سعيد بن عثمان بن عفان وهو متوجه لإخماد تمرّد في خُرسان فأغراه بالجهاد في سبيل الله بدلاّ من قطع الطريق ، فاستجاب مالك لنصح سعيد وذهب معه وأبلى بلاءً حسناً ، وفي عودته إلى وادي الغضا في نجد وهو مسكن أهله ، مرض مرضاً شديداً بسبب لدغة ، فقال هذه القصيدة الرائعة الفريدة يرثي بها نفسه .
وتتمتع هذه القصيدة في أدبنا بشهره فذه لأن الإنسان مهما صدقت عاطفته في رثاء حبيب فلن تكون أصدق منها عندما يرثي نفسه . وقد كانت وفاة / مالك بعيد نظمه لهذه القصيدة في خلافة معاوية سنة 56 هـ .
أبيات من القصيدة :
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلهً
= بجنب الغضا اُزجي القلاص النواجيا
فليت الغضا لم يقطع الركب عرضهُ
= وليت الغضا ماشى الركاب لياليا
لقد كانَ في أهلِ الغضا لودنا الغضا
= مزارٌ و لكنّ الغضا ليس دانيا
ألم ترني بعتُ الضلاله بالُهدى
= وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا
لعمري لئن غالت خراسان هامتي
= لقد كنت عن بابي خراسان نائيا
فلله دري يوم أترك طائعا
= بنيّ بأعلى الرقمتين وماليا
ولما تراءت عند مروٌ منيّتي
= وخلّ بها جسمي وحانت وفاتيا
تذكرت من يبكي عليَّ فلم أجد
= سوى السيف والرمح الرديني باكيا
وأشقر محبوك يجر عنانه
= الى الماء لم يترك له الدهر ساقيا
أقولُ لأصحابي ارفعوني فإنني
= يقرُّ بعيني أن سهيل بداليا
فيا صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا
= برابية إني مقيم لياليا
أقيم علي اليوم أو بعض ليلةٍ
= ولا تعُجلاني قد تبيّن مابيا
وقوما إذا ما استُل روحي فهيّئا
= لي السدر و الأكفان ثم ابكيا ليا
وخطا بأطراف الأسنة مضجعي
= وردّا على عيني فضل ردائيا
ولا تحسُداني بارك الله فيكُما
= من الأرض ذات العرض أن توسعا ليا
خُذاني فجُرّاني ببردي إليكما
= فقد كنت قبل اليوم صعبا قياديا
وقد كنت عطّافاً اذا الخيل أحجمت
= سريعاً لدي الهيجا إلى من دعانيا
وقد كنت محمودا لدى الزاد والقرى
= وعن شتم ابن العم والجار وانيا
يقولون لاتبعد وهم يدفنونني
= وأي مكان البعد الا مكانيا
غداة عد يالهف نفسي على غد
= اذا أدلجوا عني وخلفت ثاويا
وأصبح مالي من طريف وتالد
= لغيري وكان المال بالأمس ماليا
وبالرّمل منا نسوةًّ لو شهد نني
= بكين وفدّين الطبيب المداويا
فمنهن أمّي وابنتاها وخالتي
= وباكية أخرى تهيج ألبواكيا
وياليت شعري هل بكت أم مالك
= كما كنت لو عادوا بنعيك باكيا
اذا مت فاعتادي القبور فسلمي
= على الريم أسقيت الغمام الغواديا
فيا راكبا اما عرضت فبلغا
= بني مالك والريب ألا تلاقيا
وعطل قلوصي في الركاب فانها
= ستبرد أكبادا وتبكي بواكيا
وما كان عهد الرّمل مني وأهلهِ
= ذميماً و لا بالرّملِ و دّعت ُ قاليا
شرح المفردات :
5- الرديني : الرمح القوي نسبه الى ردينه وهي قبيله كانت تجيد صنع الرماح .
6- أشقر محبوك : يعني حصانه الاشقر القوي محبوك العنان .
7- تراءت : ظهرت وبدت . مرو :عاصمة خرسان . خل : ضعف .
9- سهيل : نجم لامع يطلع من الجنوب كان العرب يحبونه ويكثرون من ذكره .
10- ياصحبي رحلي : ياصاحبي في سفري .
11- السدر : ورق السدر العر ب يستخدمونه بدل الصابون .
12- فضل ردائيا : الزائدج من ثوبي .
14- بردي : ثوبى .
15- عطافاً : انعطف نحو الأعداء مهاجماً . أحجمت : تراجعت .
17- باكيه أخرى : يعني زوجته .
الشرح :
يا ترى هل تعود أيامنا مع الأحباب بوادي الغضا فأبيت فيه ليلة أسوق النياق السريعة . كم كنت أتمنى لو أن الغضا مشى معنا ونحن مسافرون فلم تقطع المطايا عرضه . إن أهل الغضا أحباب مخلصون لو كانوا قريبين منا لواصلونا وزارونا ولكنهم للأسف بعيدون . لقد كنت ضالاً فاهتديت وأصبحت في الجيش الغازي بقيادة سعيد بن عفان . وحين أتذكر موتي ومن سيبكي عليّ لا أجد إلا رمحي وسيفي وهذا الفرس المضمّر القوي الذي يجرٌ رسنه الى الماء دونما فارس يسقيه . حينما شعرت بالموت عند مدينة مرو وضعف جسمي قلت لا صحابي : ارفعوا راسي لأرى نجم سهيل فهو نجم محبوب لدي لأنه يطلع من نحو أهلي ، وقد لا تنتظران عندي الايوماً أو بعض ليلة لأن أمري قد اتضح ، فإذا خرجت روحي فاغسلاني بالسدر وجهزا أكفاني وأبكيا لوفاتي واحفرا قبري برؤس الرماح وغطيا وجهي بالزائد من ثوبي . ووسعا لي في قبري لأن أرض الله واسعه , واسحباني إليكما بثوبي ، فقد كنت أيام قوتي لايستطيع أحد أن يجرّني . وكنت انعطف على الأعداء إذا تقهقرت الخيل وأسرع إلى نجدة من يدعوني . آه على الرمّل بوادي الغضا إن فيه نساءً لو رأينني لبكين لحالتي وفدّين الطبيب بانفسهن ، منهن أمي وأختاي وخالتي وزوجي . ماأحسن أيام الرمل لقد كانت حميدة وكان أهل الرمل محبين لنا مخلصين في ودادنا .
التعليق :
إذا تأملت هذه القصيدة العظيمة اتضحت لك فيها الخصائص الآتيه :
1. أن العاطفه فيها في أوج الصّدق والحرارة لأن الشاعر حين يرثي نفسه يكون منفعلاً بإحاس لا مثيل له ، إذ نفسه أغلى عليه من كل غالٍ . وهذه الخاصة جعلت هذه القصيدة من أشهر المراثي في الشعر العربي .
2. المعاني فيها ابتكار وروعة كحديثه عن سيفه ورمحه وحصانه ، وهي تبكي بطولته وفروسيته ، وفي توصياته لرفاقه تأثير موجع حقاً ، ومن معانيه الطريفة : معنى تشابه فيه مع شاعر انجليزي جاء بعده . وهو قوله ( خُطّا بأطراف الأسنّة مضجعي) . ومن أجمل معانيه مقارنته بين حالته وهو ميت يسهل على أصحابه أن يجرّوه ، وبين حالته وهو في كامل صحته حين كان من الصعب على أصحابه أن يجرّوه ، كما أنّ في ذكره لزوجه ووالدته وقريباته ، وتصوير شعورهنّ حين يبلغهن النبأ إبداعاً ممتازاً .
3. الصور والأخيلة الواردة في معظم القصيدة بدويه ، ولكنّ بعضها يوضح جوّ الفتوح الإسلامية ، ومن الإشارات البدويه ( أزجي القلاص النواجيا ، لم أجد سوى السيف والرمح الرديني باكيا ، وأشقر محبوك ، سهيل ، ياصاحبي رحلي ، هيئا السدر ) .
4. في القصيدة تكرار بليغ الوقع والتأثير ، فقد كرر كلمتي الغضا والرّمل عدة مرات لشدت حبه لهذين الموضعين . حتى لقد كرر كلمة الغضا ثلاث مرات في بيت واحد وهو البيت الثالث .
5. وبلاد الغضا هي القصيم من بلاد قبيلته بني تميم وقد قال الراجز ( الله نجاك من القصيم وذيب الغضا وبني تميم ). المرجع / الشعر والشعراء للعلامة بن قتيبة . منقول بتصرف وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
|
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة=بوادي الغضى أزجي القلاص النواجيا
فليت الغضى لم يقطع الركب عرضه=وليت الغضى ماشى الركاب لياليا
لقد كان في أهل الغضى لودنا الغضى=مزار ولكن الغضى ليس دانيا
أم ترني بعت الضلالة بالهدى=واصبحت في جيش ابن عفان غازيا
واصبحت في أرض الأعادي بعدما=أراني عن أرض الأعادي قاصيا
دعاني الهوى من أهل أود وصحبتي=بذي الطبسين فالتفت ورائيا
أجبت الهوى لما دعاني بزفرة=تقنعت منها أن ألام ردائيا
أقول وقد حالت قرى الكرد دوننا=جزي الله عمرو خير ماكان جازيا
إن الله يرجعني من الغزو لا أرى=وإن قل مالي طالبا ماورائيا
تقول أبنتي لما رأت طول رحلتي=سفارك هذا تاركي لا أباليا
لعمري لئن غالت خراسان هامتي=لقد كنت عن بابي خراسان نابيا
فإن انج من بابي خراسان لا أعد=اليها وإن منيتموني الأمانيا
فلله دري يوم أترك طائعاً=بني بأعلى الرقمتين وماليا
ودر الظباء السانحات عشية=يخبرن أني هالك من ورائيا
ودر كبيري اللذين كلاهما=علي شفيق ناصح لو نهاينا
ودر الرجال الشاهدين تفتكي=بامري ألا يقصروا من وثاقيا
ودر الهوى من حيث يدعو صحابه=ودر لجاجاتي ودر انتهائيا
تذكرت من يبكي علي فلم أجد=سوى السيف والرمح الرديني باكيا
واشقر محبوك يجر لجامه=إلى الماء لم يترك له الموت ساقيا
ولكن بأكناف السمينة نسوة=عزيز عليهن العشية مابيا
صريع على ايدي الرجال بقفرة=يسوون لحدي حيث حم قضائيا
ولما تراءت عند مرو منيتي=وخل بها جسمي وحانت وفاتيا
اقول لأصحابي ارفعوني فإنه=يقر بعيني أن سهيل بداليا
فيا صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا=برابية إني مقيم لياليا
أقيما علي اليوم أو بعض ليلة=ولاتعجلاني قد تبين شانيا
وقوما إذا ما استل روحي فهيئا=لي السدر والأكفان عند فنائيا
وخطا بأطراف الأسنة مضجعي=وردا على عيني فضل ردائيا
ولاتحسداني بارك الله فيكما=من الأرض ذات العرض أن توسعا ليا
خذاني فجراني ببردي إليكما=فقد كنت قبل اليوم صعبا قياديا
فقد كنت عطافاًإذا الخيل أدبرت=سريعاً إلى الهيجا إلى من دعانيا
وقد كنت صباراً على القرن في الوغى=وعن شتمي ابن العم والجار وانيا
فطوراً تراني في ظلال ونعمة=ويوماً تراني والعتاق ركابياً
ويوما تراني في رحى مستديرة=تخرق أطراف الرماح ثيابياً
وقوما على بئر السمينة أسمعا=بها الغر والبيض الحسان الروانيا
بأنكما خلفتماني بقفرة=تهيل على الريح فيها السوافيا
ولاتنسيا عهدي خليلي بعدما=تقطع أوصالي وتبلى عظاميا
ولن يعدم الوالون مما يصيبهم=ولن يعدم الميراث مني المواليا
يقولون لاتبعد وهم يدفنونني=وأين مكان البعد إلا مكانياً
غداة غد يالهف نفسي على غد=إذا أدلجوا عني وأصبحت ثاويا
وأصبح مالي من طريف وتالد=لغيري وكان المال بالأمس ماليا
فياليت شعري هل تغيرت الرحى=رحى المثل أو أمست بفلج كماهيا
إذا الحي حلوها جميعاً وأنزلوا=بها بقراً حم العيون سواجيا
فياليت شعري هل بكت أم مالك=كما كنت لو عالوا نعيك باكياً
إذا مت فاعتادي القبور فسلمي=على الرمس أسقيت السحاب الغواديا
على جدث قد جرت الريح فوقه=تراباً كسحق المرنباني هابيا
رهينة أحجار وترب تضمنت=قرارتها مني العظام البواليا
فياصاحبي إما عرضت فبلغن=بني مازن والريب أن لاتلاقيا
وعطل قلوصي في الركاب فإنها=ستفلق أكباداً وتبكي بواكيا
وأبصرت نار المازنيات موهناً=بعلياء يثنى دونها الطرف وانيا
بعيد غريب الدار ثاو وبقفزة=يد الدهر معروفاً بأن لاتدانيا
أقلب طرفي حول رحلي فلا أرى=به من عيون المؤنسات مراعياً
وبالرمل منا نسوة لوشهدنني=بكين وفدين الطبيب المداويا
وما كان عهد الرمل عندي وأهله=ذميماً ولا ودعت بالرمل قاليا
فمنهن أمي وابنتاها وخالتي=وباكية أخرى تهيج البواكيا
أخوي / خيال الغلباء بيض الله وجهك ورحم الله الشاعر / مالك بن الريب وشكرا لك على هذه القصيدة الجميلة والتوضيح المصاحب مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي .
|