عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 8 )
عواكيس
وسام التميز
رقم العضوية : 8208
تاريخ التسجيل : 19 - 06 - 2006
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1,524 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : عواكيس is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : الشاعر / مالك بن الريب التميمي يرثي نفسه

كُتب : [ 24 - 07 - 2008 ]

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيال الغلباء مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

( مالك بن الريب التميمي يرثي نفسه )

اخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : تعتبر هذه المرثية ل / مالك بن الريب التميمي قبل موته من أجود وأجمل المراثي التي قالتها العرب . ولعل مايميزها عن غيرها أن الشاعر رثى بها نفسه حيث قال :

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
= بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيا

وهذا البيت من قصيدته العصماء التي تعتبر من عيون الشعر العربي وقائلها هو : مالك بن الريب التميمي وهو من مازن تميم . وكان فاتكاً لصا , يصيب الطريق مع شظاظٍ الضبي الذي يضرب به المثل وهو الذي يقول :

سيغنيني المليك ونصل سيفي
= وكرات الكميت على التجاري

وحبس في مكه , فشفع فيه شماس بن عقبة المازني فاستنقذه وهو القائل في الحبس :

أتلحق بالريب الرقاق ومالك
= بمكة في سجن يعنيه راقبه

ثم لحق ب / سعيد بن عثمان بن عفان فغزا معه خرسان , فلم يزل بها حتى مات , ولما حضرته الوفاة قال تلك القصيدة التي يعتبرها العرب من أجود المراثي حيث رثى بها نفسه قبل الموت وقد روي أن مالك بن الريب اشتهر في أوائل العصر الأموي , وهجا / الحجاج بن يوسف الثقفي بقصيدة منها هذا البيت :

فلولا بنو المروان كان ابن يوسف
= كما كان عبدا من عبيد إياد

فطلبه / الحجاج بن يوسف , فهرب وصار يقطع الطريق مدة حتى لقيه / سعيد بن عثمان بن عفان الذي استصلحه واصطحبه مجاهدا إلى خرسان ويقول مالك في ذلك :

ألم ترني بعت الضلالة بالهدى
= وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا

وعودة لمطلع القصيدة التي يقول فيها :

ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلةً
= بجنب الغضى أزجي القلاصَ النواجيا

فليتَ الغضى لم يقطع الركبُ عرضَهُ
= وليتَ الغضى ماشى الركابَ لياليا

لقد كان في أهلِ الغضى لو دنا الغضى
= مزارٌ ولكنّ الغضى ليسَ دانيا

والشاعر هنا يتذكر موطنه الأصلي وما اشتهرت به أرضه من كثرة نبات الغضى . والغضى من أفضل أنواع الحطب ويتميز بطيب رائحته . وحرارة جمرته .

ألم ترني بعتُ الضلالةَ بالهدى
= وأصبحتُ في جيشِ ابن عفانَ غازيا

إشارةَ إلى تركه قطع الطرق وانضمامه لقوافل المجاهدين في خراسان .

وأصبحتُ في أرضَ الأعادىّ بعدما
= أراني عن أرض الأعادىّ قاصيا

أجبتُ الهوى لمّا دعاني بزفرةٍ
= تقنعتُ منها أن أُلامَ ردائيا

وهنا يشير في معنىً رائع . أنه لما أحس بألم القرصة ودنو الأجل غطى وجهه بردائه حتى لا يراه الناس خائفاً وجلاً . فما ذاك بخلق لهذا الشاعر الفارس .

تقولُ ابنتي لمّا رأت طولَ رحلتي
= سِفارك هذا تاركي لا أبا ليا

فللهِ دري يومَ أتركُ طائعاً
= بنيّ بأعلى الرقمتين وماليا

ودرُ الظباءِ السانحاتِ عشيةً
= يُخبرنَ أني هالكٌ من ورائيا

ودرُ الهوى من حيثُ يدعو سحابهُ
= ودرُ لجاجاتي ودرُ انتهائيا

ثم يقول : وهو يتذكر شجاعته وإقدامه . ويتذكر فرسه الأشقر . وسيفه ورمحه .

تذكرتُ من يبكي عليّ فلم أجد
= سوى السيفِ والرمحِ الردينيّ باكيا

وأشقرَ محبوكاً يجر عنانهُ
= الى الماءِ لم يترك لهُ الموتُ ساقيا

ويختم قصيدته الرائعة المبكية بهذه الأبيات التي كأن الدموع تنساب منها على صفحات حياته التي شارفت على الإنتهاء .

ولمّا ترآءت عند مروٍ منيتي
= وخلّ بها جسمي وحانت وفاتيا

أقول لأصحابي ارفعوني فإنني
= يقرُ بعيني أن سهيلٌ بدا ليا

خذاني فجراني ببردي إليكما
= فقد كنتُ قبل اليومِ صعبَ قياديا

فيا صاحبي رحلي دنا الموتُ فانز
لا= برابيةٍ إني مقيمٌ لياليا

وقوما إذا ما استل روحي وقربا
= ليَ السدر والأكفان عند فنائيا

وخطا بأطراف الأسنةِ مضجعي
= وردا على عينيّ فضل ردائيا

ولا تحسداني بارك اللهُ فيكما
= من الأرض ذاتِ العرضِ أن توسعا ليا

كلمة عن الشاعر :

هو / مالك بن الريب من بني مازن التميمي شاعر مقلّ لم تشتهر من شعره إلا هذه القصيدة ومقاطع شعرية في الوصف والحماسة وردت في كتاب الأغاني .

وكان مالك شابا شجاع فاتكاً لا ينام الليل إلا متوشحاً سيفه ولكنه استغل قوته في قطع الطريق هو وثلاثة من أصدقائه . وفي يوم مر عليه / سعيد بن عثمان بن عفان وهو متوجه لإخماد تمرّد في خُرسان فأغراه بالجهاد في سبيل الله بدلاّ من قطع الطريق ، فاستجاب مالك لنصح سعيد وذهب معه وأبلى بلاءً حسناً ، وفي عودته إلى وادي الغضا في نجد وهو مسكن أهله ، مرض مرضاً شديداً بسبب لدغة ، فقال هذه القصيدة الرائعة الفريدة يرثي بها نفسه .

وتتمتع هذه القصيدة في أدبنا بشهره فذه لأن الإنسان مهما صدقت عاطفته في رثاء حبيب فلن تكون أصدق منها عندما يرثي نفسه . وقد كانت وفاة / مالك بعيد نظمه لهذه القصيدة في خلافة معاوية سنة 56 هـ .

أبيات من القصيدة :

ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلهً
= بجنب الغضا اُزجي القلاص النواجيا

فليت الغضا لم يقطع الركب عرضهُ
= وليت الغضا ماشى الركاب لياليا

لقد كانَ في أهلِ الغضا لودنا الغضا
= مزارٌ و لكنّ الغضا ليس دانيا

ألم ترني بعتُ الضلاله بالُهدى
= وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا

لعمري لئن غالت خراسان هامتي
= لقد كنت عن بابي خراسان نائيا

فلله دري يوم أترك طائعا
= بنيّ بأعلى الرقمتين وماليا

ولما تراءت عند مروٌ منيّتي
= وخلّ بها جسمي وحانت وفاتيا

تذكرت من يبكي عليَّ فلم أجد
= سوى السيف والرمح الرديني باكيا

وأشقر محبوك يجر عنانه
= الى الماء لم يترك له الدهر ساقيا

أقولُ لأصحابي ارفعوني فإنني
= يقرُّ بعيني أن سهيل بداليا

فيا صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا
= برابية إني مقيم لياليا

أقيم علي اليوم أو بعض ليلةٍ
= ولا تعُجلاني قد تبيّن مابيا

وقوما إذا ما استُل روحي فهيّئا
= لي السدر و الأكفان ثم ابكيا ليا

وخطا بأطراف الأسنة مضجعي
= وردّا على عيني فضل ردائيا

ولا تحسُداني بارك الله فيكُما
= من الأرض ذات العرض أن توسعا ليا

خُذاني فجُرّاني ببردي إليكما
= فقد كنت قبل اليوم صعبا قياديا

وقد كنت عطّافاً اذا الخيل أحجمت
= سريعاً لدي الهيجا إلى من دعانيا

وقد كنت محمودا لدى الزاد والقرى
= وعن شتم ابن العم والجار وانيا

يقولون لاتبعد وهم يدفنونني
= وأي مكان البعد الا مكانيا

غداة عد يالهف نفسي على غد
= اذا أدلجوا عني وخلفت ثاويا

وأصبح مالي من طريف وتالد
= لغيري وكان المال بالأمس ماليا

وبالرّمل منا نسوةًّ لو شهد نني
= بكين وفدّين الطبيب المداويا

فمنهن أمّي وابنتاها وخالتي
= وباكية أخرى تهيج ألبواكيا

وياليت شعري هل بكت أم مالك
= كما كنت لو عادوا بنعيك باكيا

اذا مت فاعتادي القبور فسلمي
= على الريم أسقيت الغمام الغواديا

فيا راكبا اما عرضت فبلغا
= بني مالك والريب ألا تلاقيا

وعطل قلوصي في الركاب فانها
= ستبرد أكبادا وتبكي بواكيا

وما كان عهد الرّمل مني وأهلهِ
= ذميماً و لا بالرّملِ و دّعت ُ قاليا

شرح المفردات :

5- الرديني : الرمح القوي نسبه الى ردينه وهي قبيله كانت تجيد صنع الرماح .

6- أشقر محبوك : يعني حصانه الاشقر القوي محبوك العنان .

7- تراءت : ظهرت وبدت . مرو :عاصمة خرسان . خل : ضعف .

9- سهيل : نجم لامع يطلع من الجنوب كان العرب يحبونه ويكثرون من ذكره .

10- ياصحبي رحلي : ياصاحبي في سفري .

11- السدر : ورق السدر العر ب يستخدمونه بدل الصابون .

12- فضل ردائيا : الزائدج من ثوبي .

14- بردي : ثوبى .

15- عطافاً : انعطف نحو الأعداء مهاجماً . أحجمت : تراجعت .

17- باكيه أخرى : يعني زوجته .

الشرح :

يا ترى هل تعود أيامنا مع الأحباب بوادي الغضا فأبيت فيه ليلة أسوق النياق السريعة . كم كنت أتمنى لو أن الغضا مشى معنا ونحن مسافرون فلم تقطع المطايا عرضه . إن أهل الغضا أحباب مخلصون لو كانوا قريبين منا لواصلونا وزارونا ولكنهم للأسف بعيدون . لقد كنت ضالاً فاهتديت وأصبحت في الجيش الغازي بقيادة سعيد بن عفان . وحين أتذكر موتي ومن سيبكي عليّ لا أجد إلا رمحي وسيفي وهذا الفرس المضمّر القوي الذي يجرٌ رسنه الى الماء دونما فارس يسقيه . حينما شعرت بالموت عند مدينة مرو وضعف جسمي قلت لا صحابي : ارفعوا راسي لأرى نجم سهيل فهو نجم محبوب لدي لأنه يطلع من نحو أهلي ، وقد لا تنتظران عندي الايوماً أو بعض ليلة لأن أمري قد اتضح ، فإذا خرجت روحي فاغسلاني بالسدر وجهزا أكفاني وأبكيا لوفاتي واحفرا قبري برؤس الرماح وغطيا وجهي بالزائد من ثوبي . ووسعا لي في قبري لأن أرض الله واسعه , واسحباني إليكما بثوبي ، فقد كنت أيام قوتي لايستطيع أحد أن يجرّني . وكنت انعطف على الأعداء إذا تقهقرت الخيل وأسرع إلى نجدة من يدعوني . آه على الرمّل بوادي الغضا إن فيه نساءً لو رأينني لبكين لحالتي وفدّين الطبيب بانفسهن ، منهن أمي وأختاي وخالتي وزوجي . ماأحسن أيام الرمل لقد كانت حميدة وكان أهل الرمل محبين لنا مخلصين في ودادنا .

التعليق :

إذا تأملت هذه القصيدة العظيمة اتضحت لك فيها الخصائص الآتيه :

1. أن العاطفه فيها في أوج الصّدق والحرارة لأن الشاعر حين يرثي نفسه يكون منفعلاً بإحاس لا مثيل له ، إذ نفسه أغلى عليه من كل غالٍ . وهذه الخاصة جعلت هذه القصيدة من أشهر المراثي في الشعر العربي .

2. المعاني فيها ابتكار وروعة كحديثه عن سيفه ورمحه وحصانه ، وهي تبكي بطولته وفروسيته ، وفي توصياته لرفاقه تأثير موجع حقاً ، ومن معانيه الطريفة : معنى تشابه فيه مع شاعر انجليزي جاء بعده . وهو قوله ( خُطّا بأطراف الأسنّة مضجعي) . ومن أجمل معانيه مقارنته بين حالته وهو ميت يسهل على أصحابه أن يجرّوه ، وبين حالته وهو في كامل صحته حين كان من الصعب على أصحابه أن يجرّوه ، كما أنّ في ذكره لزوجه ووالدته وقريباته ، وتصوير شعورهنّ حين يبلغهن النبأ إبداعاً ممتازاً .

3. الصور والأخيلة الواردة في معظم القصيدة بدويه ، ولكنّ بعضها يوضح جوّ الفتوح الإسلامية ، ومن الإشارات البدويه ( أزجي القلاص النواجيا ، لم أجد سوى السيف والرمح الرديني باكيا ، وأشقر محبوك ، سهيل ، ياصاحبي رحلي ، هيئا السدر ) .

4. في القصيدة تكرار بليغ الوقع والتأثير ، فقد كرر كلمتي الغضا والرّمل عدة مرات لشدت حبه لهذين الموضعين . حتى لقد كرر كلمة الغضا ثلاث مرات في بيت واحد وهو البيت الثالث .

5. وبلاد الغضا هي القصيم من بلاد قبيلته بني تميم وقد قال الراجز ( الله نجاك من القصيم وذيب الغضا وبني تميم ). المرجع / الشعر والشعراء للعلامة بن قتيبة . منقول بتصرف وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة=بوادي الغضى أزجي القلاص النواجيا
فليت الغضى لم يقطع الركب عرضه=وليت الغضى ماشى الركاب لياليا
لقد كان في أهل الغضى لودنا الغضى=مزار ولكن الغضى ليس دانيا
أم ترني بعت الضلالة بالهدى=واصبحت في جيش ابن عفان غازيا
واصبحت في أرض الأعادي بعدما=أراني عن أرض الأعادي قاصيا
دعاني الهوى من أهل أود وصحبتي=بذي الطبسين فالتفت ورائيا
أجبت الهوى لما دعاني بزفرة=تقنعت منها أن ألام ردائيا
أقول وقد حالت قرى الكرد دوننا=جزي الله عمرو خير ماكان جازيا
إن الله يرجعني من الغزو لا أرى=وإن قل مالي طالبا ماورائيا
تقول أبنتي لما رأت طول رحلتي=سفارك هذا تاركي لا أباليا
لعمري لئن غالت خراسان هامتي=لقد كنت عن بابي خراسان نابيا
فإن انج من بابي خراسان لا أعد=اليها وإن منيتموني الأمانيا
فلله دري يوم أترك طائعاً=بني بأعلى الرقمتين وماليا
ودر الظباء السانحات عشية=يخبرن أني هالك من ورائيا
ودر كبيري اللذين كلاهما=علي شفيق ناصح لو نهاينا
ودر الرجال الشاهدين تفتكي=بامري ألا يقصروا من وثاقيا
ودر الهوى من حيث يدعو صحابه=ودر لجاجاتي ودر انتهائيا
تذكرت من يبكي علي فلم أجد=سوى السيف والرمح الرديني باكيا
واشقر محبوك يجر لجامه=إلى الماء لم يترك له الموت ساقيا
ولكن بأكناف السمينة نسوة=عزيز عليهن العشية مابيا
صريع على ايدي الرجال بقفرة=يسوون لحدي حيث حم قضائيا
ولما تراءت عند مرو منيتي=وخل بها جسمي وحانت وفاتيا
اقول لأصحابي ارفعوني فإنه=يقر بعيني أن سهيل بداليا
فيا صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا=برابية إني مقيم لياليا
أقيما علي اليوم أو بعض ليلة=ولاتعجلاني قد تبين شانيا
وقوما إذا ما استل روحي فهيئا=لي السدر والأكفان عند فنائيا
وخطا بأطراف الأسنة مضجعي=وردا على عيني فضل ردائيا
ولاتحسداني بارك الله فيكما=من الأرض ذات العرض أن توسعا ليا
خذاني فجراني ببردي إليكما=فقد كنت قبل اليوم صعبا قياديا
فقد كنت عطافاًإذا الخيل أدبرت=سريعاً إلى الهيجا إلى من دعانيا
وقد كنت صباراً على القرن في الوغى=وعن شتمي ابن العم والجار وانيا
فطوراً تراني في ظلال ونعمة=ويوماً تراني والعتاق ركابياً
ويوما تراني في رحى مستديرة=تخرق أطراف الرماح ثيابياً
وقوما على بئر السمينة أسمعا=بها الغر والبيض الحسان الروانيا
بأنكما خلفتماني بقفرة=تهيل على الريح فيها السوافيا
ولاتنسيا عهدي خليلي بعدما=تقطع أوصالي وتبلى عظاميا
ولن يعدم الوالون مما يصيبهم=ولن يعدم الميراث مني المواليا
يقولون لاتبعد وهم يدفنونني=وأين مكان البعد إلا مكانياً
غداة غد يالهف نفسي على غد=إذا أدلجوا عني وأصبحت ثاويا
وأصبح مالي من طريف وتالد=لغيري وكان المال بالأمس ماليا
فياليت شعري هل تغيرت الرحى=رحى المثل أو أمست بفلج كماهيا
إذا الحي حلوها جميعاً وأنزلوا=بها بقراً حم العيون سواجيا
فياليت شعري هل بكت أم مالك=كما كنت لو عالوا نعيك باكياً
إذا مت فاعتادي القبور فسلمي=على الرمس أسقيت السحاب الغواديا
على جدث قد جرت الريح فوقه=تراباً كسحق المرنباني هابيا
رهينة أحجار وترب تضمنت=قرارتها مني العظام البواليا
فياصاحبي إما عرضت فبلغن=بني مازن والريب أن لاتلاقيا
وعطل قلوصي في الركاب فإنها=ستفلق أكباداً وتبكي بواكيا
وأبصرت نار المازنيات موهناً=بعلياء يثنى دونها الطرف وانيا
بعيد غريب الدار ثاو وبقفزة=يد الدهر معروفاً بأن لاتدانيا
أقلب طرفي حول رحلي فلا أرى=به من عيون المؤنسات مراعياً
وبالرمل منا نسوة لوشهدنني=بكين وفدين الطبيب المداويا
وما كان عهد الرمل عندي وأهله=ذميماً ولا ودعت بالرمل قاليا
فمنهن أمي وابنتاها وخالتي=وباكية أخرى تهيج البواكيا

أخوي / خيال الغلباء بيض الله وجهك ورحم الله الشاعر / مالك بن الريب وشكرا لك على هذه القصيدة الجميلة والتوضيح المصاحب مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي .


رد مع اقتباس