رد : = (( الحباري )) =
كُتب : [ 05 - 08 - 2008 ]
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيال الغلباء
|
ماذا تعرف عن الحبارى؟
الحبارى طائر من بين أكثر الطيور التي تعلق بها وأحبها الإنسان في الجزيرة العربية . والعلاقة بين هذا الطائر البديع والإنسان غائرة في القدم ,فقد وجد أول سجل يبين هذه العلاقة في كهف تاجو سيجورا بجنوب إسبانيا يرج تاريخه إلى الفترة مابين ( 4000-6000 ) سنة قبل الميلاد , ويظهر السجل على شكل رسم تخطيطي بسيط يوضح مدى تعلق الإنسان بطائر الحبارى الذي أصبح اليوم بحاجة للكثير من الاهتمام وتضافر الجهود الدولية للمحافظة عليه , بعد أن أصبح مهدداً بالانقراض في جميع مناطق انتشاره وتواجده . وتقع الحبارى ضمن قائمة الأنواع التي يُمنع الاتجار بها وذلك وفق قانون العديد من المنظمات والهيئات العالمية المختصة , وفي مقدمتها اتفاقية السايتس واتفاقية بون . وهي تعتبر من الطيور المحمية في معظم الدول التي تتواجد فيها . وللوقوف عند هذا الطائر العجيب لا بد لنا من التعريف به وشرح صفاته ونمط حياته وعاداته , ومن خلال ذلك نستطيع فهم آلية تأثير العوامل التي تتهدد الحياة الفطرية بشكل عام والحبارى بشك خاص . وطيور الحبارى هي العامل الرئيسي في الاهتمام بالصقور وفي رياضة الصيد بالصقور المفضلة عند العرب , حيث تعتبر سرعة الحبارى ومناورتها وطرق التخفي من الصقر أهم اللحظات على الإطلاق في هذه الرياضة العريقة الموغلة في القدم .
عائلة الحبارى :
تتكون عائلة الحبارى من 22 نوعاً تدخل ضمن ثمانية أجناس , وبصفة عامة فإن هذه الأنواع تتفرع إلى 47 نوعاً فرعياً بينها اختلافات في الحجم ونوع الريش والتوزع الجغرافي الذي تنتشر فيه . وليس من شك في أن أفريقيا تحظى بأكبر عدد من أنواع الحبارى , إلا أن أماكن انتشارها الحالية تغطي أيضاً أوربا وآسيا وأستراليا , لكنها غير موجودة على الإطلاق في الأميركيتين سواء اليوم أو في الماضي .
1- صفات الحبارى :
الحبارى طيور برية يتراوح حجمها بين التوسط إلى الضخم , والذكور منها أكبر بصورة عامة من الإناث , وهي تقترب في الوزن من الحد الأقصى النظري لطائر يطير . وتستوطن الحبارى في السهول المفتوحة والمناطق شبه الصحراوية في العالم , على الرغم من أن بعض الأنواع الإفريقية تحتل مناطق تكثر فيها الأشجار الشوكية الكثيفة . وتفتقر طيور الحبارى إلى وجود حوصلة وغدد لتنظيف الريش ( الحبارى تعتني بريشها ولكنها لا تستطيع دهنه , وبدلاً من ذلك فإنها تغطيه بمادة سهلة الإزالة تساعد مع حمام التراب على بقاء الريش نظيفاً ). وللذكور ريش استعراضي جميل , وتكون الأجزاء العليا عادة ذات ألوان مضللة للتخفي , أما الأجزاء السفلى فإن ألوانها قد تكون بيضاء أو صفراء برتقالية أو سوداء . ويزين طائر الحبارى العرف والشوارب وريش الرقبة التي يقوم بنفخها باستخدام نسيج تحت الجلد ( وهو كيس متضخم ) أو المرىء القابل للانتفاخ وهو جزء من القناة الهضمية بين الفم والمعدة ). وتحدث بعض أنواع طيور الحبارى أصواتاً عديدة خلال موسم التكاثر ( مثل الحبارى الكوري أو الحبارى الهندي الكبير ). أما الأنواع الأصغر فهي تستخدم أصواتها بصورة متكررة كما أنها كثيرة الضوضاء . وتقوم الأنواع الأفريقية بعروض هوائية ( مثل الحبارى السوداء والحبارى ذات العرف ).
2- هجرة الحبارى :
تقضي طيور الحبارى أكثر أوقاتها مشياً , إلا أنها تعتبر من الطيور القادرة على التحليق بقوة وسرعة كبيرة , وخاصة إذا ما أحست بالخطر . وتقوم معظم أنواع الحبارى بتحركات في بيئتها المحلية , فعلى سبيل المثال يقوم طائر الحبارى الكبير في أوروبا , بالهجرة من أماكن تكاثره لمواجهة طقس الشتاء شديد البرودة . ويهاجر حبارى الدنهام والحبارى العربي في شمال وسط وغرب أفريقيا نحو الشمال في شهر يونيو من كل عام للتكاثر , ثم يعود إلى الجنوب في أكتوبر . وبصورة مماثلة , فإن الأنواع الآسيوية التي تعرف باسم حبارى الماكويني تهاجر من الأرض التي تزاوجت فيها في دول الإتحاد السوفييتي السابق والصين وبعض مناطق منغوليا , وباكستان وإيران والعراق وشبه الجزيرة العربية .
3- تغذية الحبارى :
تتغذى معظم طيور الحبارى على ما تجده في البيئة المحيطة بها , وتتضمن وجبات الكبار منها الجراد , صرار الليل , براعم النباتات الصغيرة , البذور , الفاكهة , الأزهار , والحيوانات الفقارية الصغيرة . أما صغار الحبارى فتأكل أساساً الحشرات . ومن الملاحظ أن الحبارى في مناطق تكاثرها تركز على البروتينات كطعام وذلك لبناء الشحم في الجسم للتكاثر , وأيضاً قبل الهجرة إلى مناطق الإشتاء وذلك لمساعدتها على قطع المسافات الطويلة بالإعتماد على الشحم المخزن في الجسم .
4- تكاثرها :
كان يعتقد أن معظم طيور الحبارى أحادية التزاوج , أي لدى كل طائر رفيق واحد في وقت واحد , وأن العلاقة الدائمة للزوجين بين الذكر والأنثى هي التي تضمن لأبوين تربية الصغار . غير أن معظم الأنواع التي تمت دراستها بتفصيل كاف بينت أن تعدد الأزواج ( بمعنى أن يكون للطائر أكثر من رفيق ) هو القانون السائد لديها , وأن الأنثى هي التي تحتضن البيض حتى يفقس وترعى الصغار بمفردها , وهذا القانون ينطبق على الحباريات الكبيرة , والحباريات الصغيرة , والحباريات العربية , والحباريات الإسترالية . ويحتمل أن تكون بعض أنواع جنوب أفريقيا الصغيرة ( مثل حبارى فيجورز ) أحادية التزاوج . منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
|