رد : التواضع
كُتب : [ 18 - 08 - 2008 ]
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيال الغلباء
بسم الله الرحمن الرحيم
مـــــــــــــــا هو التواضع :
التواضع هو / عدم التعالي والتكبر على أحد من الناس ، بل على المسلم أن يحترم الجميع مهما كانوا فقراء أو ضعفاء أو أقل منزلة منه . وقد أمرنا الله - تعالى - بالتواضع ، فقال : { واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين } [ الشعراء : 215 ]، أي تواضع للناس جميعًا . وقال تعالى : { تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوًا في الأرض ولا فسادًا والعاقبة للمتقين } [ القصص : 83 ].
والتواضع من أبرز أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم ، والنماذج التي تدل على تواضعه صلى الله عليه وسلم كثيرة ، منها : أن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها وأرضاها - سُئِلَتْ : ما كان النبي يصنع في أهله ؟ فقالت : كان في مهنة أهله ( يساعدهم )، فإذا حضرت الصلاة قام إلى الصلاة . [ البخاري ].
وكان يحلب الشاة ، ويخصف النعل ، ويُرَقِّع الثوب ، ويأكل مع خادمه ، ويشتري الشيء من السوق بنفسه ، ويحمله بيديه ، ويبدأ من يقابله بالسلام ويصافحه ، ولا يفرق في ذلك بين صغير وكبير أو أسود وأحمر أو حر وعبد ، وكان صلى الله عليه وسلم لا يتميز على أصحابه ، بل يشاركهم العمل ما قل منه وما كثر . وعندما فتح الرسول صلى الله عليه وسلم مكة ، دخلها صلى الله عليه وسلم خافضًا رأسه تواضعًا لله رب العالمين ، حتى إن رأسه صلى الله عليه وسلم كادت أن تمس ظهر ناقته . ثم عفا صلى الله عليه وسلم عن أهل مكة وسامحهم وقال لهم : ( اذهبوا فأنتم الطلقاء ) [ سيرة ابن هشام ].
أنواع التواضع :
والتواضع يكون مع الله ومع رسوله ومع الخلق أجمعين ؛ فالمسلم يتواضع مع الله بأن يتقبل دينه ، ويخضع له سبحانه ، ولا يجادل ولا يعترض على أوامر الله برأيه أو هواه ، ويتواضع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يتمسك بسنته وهديه ، فيقتدي به في أدب وطاعة ، ودون مخالفة لأوامره ونواهيه . والمسلم يتواضع مع الخلق بألا يتكبر عليهم ، وأن يعرف حقوقهم ، ويؤديها إليهم مهما كانت درجتهم ، وأن يعود إلى الحق ويرضى به مهما كان مصدره .
فضل التواضع :
التواضع صفة محمودة تدل على طهارة النفس ، وتدعو إلى المودة والمحبة والمساواة بين الناس ، وينشر الترابط بينهم ، ويمحو الحسد والبغض والكراهية من قلوب الناس ، وفوق هذا كله فإن التواضع يؤدي إلى رضا المولى - سبحانه وتعالى -.
قال الله صلى الله عليه وسلم : ( ما نقصت صدقة من مال ، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا ، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله ) [ مسلم ]، وقال الله صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ تواضع لله رفعه الله ) [ أبو نعيم ]. وقال الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى أوحى إلى أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد ) [ مسلم ].
وقال الشاعر :
إذا شــِئْتَ أن تَـزْدَادَ قَـدْرًا ورِفْـــعَــةً
=فَلِنْ وتواضعْ واتْرُكِ الْكِبْـرَ والْعُجْـــبَا
منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
|
بسم الله الرحمن الرحيم
المشكلة الكبرى في مرض الكبر أنه داء خفي قلما يشعر به المريض . فإذا سألتك الآن : هل أنت متكبر ؟ فأعتقد أن الغالبية العظمى سيجيبون بارتياح : بالطبع لا لست متكبرا وأنا هنا أتساءل هل هذا تقويم دقيق ؟ مالكبر ؟ ماعلاماته ؟ سأختصر عليكم الطريق وأسرد لكم بعض صفات المتكبر إذا أجبت بنعم على عدد من هذه الأسئلة فاعلم أن فيك كبرا خفيا يجب معالجته وقد تكتشف في نفسك خللا كبيرا بعد المرور بهذا الإختبار البسيط والمطلوب من كل واحد الصراحة مع نفسه فلا أحد يراك . عندما تواجه بنقد من شخص ما هل تغضب أو تشعر بعدم ارتياح ؟ أو تبدأ بالدفاع عن نفسك فورا وبأي وسيلة كانت ؟ هل تقاطع حديث الناس عندما لا تعجبك نقطة أو قول معين ؟ هل تشعر بقلق ونوع من الخوف وأنت أمام شخص أعلى منك مكانة في الشركة أو في المنصب ؟ هل تشعر بخوف لإبداء رأيك أمام الناس خوفا من أن لا يوافقوك الرأي ؟ هل تحدث أكثر مما تسمع ؟ هل طريقة تعاملك مع مديرك عكسية تماما لطريقة تعاملك مع من هم دونك في العمل فتتعامل مع الناس على حسب مناصبهم وليس على أساس أنهم أناس سواسية ؟ هل تأخذ الأمور بشكل شخصي عندما يجادلك أحد في مجلس ؟ هل تغضب أو تتوتر عندما لا يؤيدك اناس ولا يتفقون مع وجهة نظرك ؟ هل ترغب دائما في سماع المدح ؟ وتبذل جهدك لكي يمدحك الناس ؟ هل دائما تقارن نفسك بغيرك وتشعر بارتياح عندما تكون مع من هو دونك ، وتشعر بتوتر عندما تكون مع من هو أفضل منك حديثا أو موهبة ؟ أخي الكريم قد تكون أول الناجحين في هذا الإختبار أو العكس . وإن كان العكس فلا بد أن تعلم أن مسألة الكبر مسألة خطيرة وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال : ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ) ويأتي السؤال المهم : كيف أتواضع وكيف يكون لديي منهج واضح للتواضع ؟ لا تقاطع الناس ولكن انصت إليهم فقولك ليس أهم من قولهم استمع أكثر مما تتحدث لا تفرق في شعورك الداخلي عند تعاملك مع طبقات الناس المختلفة اعمل لله وليس لأجل سماع المديح فمدح الناس فقط يغذي الكبر الذي في داخلك . وتذكر أنه إذا لم ينعكس تواضعك أمام الله إلى تواضع عملي وواضح أمام خلق الله فاعلم أن تواضعك أمام الله فيه خلل وفيه نقص وهو تواضع وهمي فالتواضع الحقيقي أمام الله يستوجب التواضع مع خلقه . فتدارك نفسك قبل فوات الأوان والغرور مما زينه الشيطان ويؤدي في النهاية إلى الكبر إذا لم يعالج . منقول بتصرف يسير وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
|