[سلطان بن سعود]

تجربتي مع الموقوفين .............هام جدا

--------------------------------------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا

وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان

محمدا عبده ورسوله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته الى يوم الدين ....امابعد :

فقبل ان ابدأ في الموضوع احب ان اقول لكم ايها الاخوة ان قصدي في نقل الموضوع هو النصيحة وهذه

المحاضرة القاها احد اعضاء لجنة المناصحة في سجن الحاير وهو يخبرنا بما سمعه من اولئك الشباب الذين

جربوا لذهاب الى العراق و يروي لنا قصة بعضهم فأرجوا منكم ايها الاخوة ان تقرأوا الموضوع كاملاً وسيكون

على شكل حلقات ، وأسأل الله تعالى ان يفعنا واياكم بما نقرأ :

يقول الشيخ :فبحكم انني عضو لجنة المناصحة للموقوفين والتي يرأسها سمو الامير محمد بن نايف حفظه الله وهي تتكون من

لجان شرعية واجتماعية ونفسية تقف مع الموقوف ومعالجة ماعنده من اخطاء ، وابشركم بأن هذه اللجنة قد آتت

ثمارها ونتائجها بفضل الله ثم بفضل ما تقوم به هذه الدولة المباركة على الاصلاح والتصحيح والتوجيه ، ولا اكون

مبالغا ان قلت ان المستفيدين من المناصحة قد تجاوزت 90% ولله الحمد ، والذين قد خرجوا قبل اشهر قليلة ايضا

ربما تجاوزوا 700 ولله الحمد ، وسيكون الحديث حول بعض انواع الموقوفين وذلك بحسب قضايا كل شخص ،

فمنهم من قضايا متعلقة بالجهاد والخروج الى العراق ومنهم من قضايا متعلقة بالتكفير وما يدور حوله من

الشبهات ، وقسم ثالث وهو قسم المتعاطفين والمؤين والمغرر بهم هذه تقريبا انواع الموقوفين .

والاسباب في نظري وحسب استقرائي الشخصي تنحصر في ثلاثة امور :

1ـ الاعلام وقوة تأثيره في ايجاد بعض القناعات .

2ـ الرفقة المشبوهة والاحتكاك بها .

3ـ الفتاوى اللا مسئولة ، وقد يضاف سبب رابع وهو حداثة الاستقامة والجهل .

ففي نظري هذه الاسباب هي التي اثرت في تغيير كثير من المفاهيم عند بعض الشباب .

اولاً : الإعلام :

وهو السلطة الرابعة ولا شك ان له تأثيرا قويا في ايجاد مفاهيم عند كثير من الشعوب والامم والمجتمعات ، بل وصل

الحال من خطورة الاعلام ان يجعل امور كانت من مسلمات الدين وثوابت العقيدة يجعلها امورا مشكوكا فيها ،

والعكس صحيح قد يجعل امور مشكوكا فيها تصبح عند الناس من السلمات التي لاتقبل النقاش ولا الجدل ، ولا

أدل على هذا من حادثة صعود القمر ، وما فعله الاعلام بالعالم حيث اوصل لهم فكرةً وهي ان الغرب قد هبطوا على

سطح القمر ، وهذا لم يحدث لعدة ادلة واسباب ويكيفك ان احدا من رواد الفضاء الذين زعموا انهم صعدوا على سطح

القمر لم ينكر هذه التكذيبات التي صدرت من العقلاء بأنه لم يصعد الى القمر ولم يصدر من أي احد من هؤلاء الرواد

تكذيب لهذا الخبر ، فالاعلام لاشك ان له دور قوي ومؤثر في مثل هذه القضايا ولذلك ينبغي ان نكون على حذر في

الاطلاع في كل مايُعرض ويطرح ، فليس كل ما يطرح حقيقة وليس كل مايطرح كذب ،ولكن ينبغي التثبت

والتأكد ولذلك قال جل وعلا في سورة النساء وما اعظم هذه الاية { واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به

ولو ردوه الى الرسول والى اولى الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم } اذاً الاذاعة بهذه الاخبار امر مذموم ولكن

الامر المحمود قوله { ولو ردوه الى الرسول } أي في حياته والى سنته بعد مماته { والى اولي الامر منهم } أي

العلماء والامراء فالمسألة فيها علم واستنباط ، ليست المسألة تحليلات سياسية ولا تقارير اخبارية تصدر عبر

وكالات او قنوات فضائية تجعل الحدث امام الناس شبحا لايمكن صده او رده ثم نكتشف بعد ايام او اسابيع او

اشهر ان مثل هذه الاخبار انما دُبرت بليل وقام عليها من قام وروجها واشاعها حتى اصبحت عند كثير من الناس

امرا لايقبل النقاش ، فالخلاصة ينبغي الحذر مما يعرض وان نرجع فيه الى اهل العلم واهل الحل والعقد حتى

لاتنزلق بنا الاقدام او تزل بنا الافهام فنضل مع من ضل او نزل مع من زل عياذا بالله من ذلك .

واضرب مثالا على هذا ؛ مثل ماتطرحه قناة الجزيرة وهذه القناة المُشاهد لها يعرف حقيقتها ولماذا أُنشئت ومن

استهدفت بطرحها وكأن ليس لها عمل ولا وظيفة ولا شغل الا السعودية وما يحدث في السعودية فتجعل من الذرة

امرا عظيما وتشنع عليه وتضخم من اجله هذه الاخبار بينما نجد اخبارأً اعظم من هذه الاخبار تحصل في غير البلاد

السعودية لكنهم لا يلقون لها بالاً ،بل تجد انها تشتغل بما يطعن في هذه البلاد ، وخاصة في الدعوة الوهابية وان

كنا لا نرضى بهذه التسمية لكن هم يسمونها الدعوة الوهابية وهي في الحقيقة دعوة الى التوحيد والسنة فجعلت

همها الطعن في هذه الدعوة واستضافة من يستطيع ان يوجِد شبهات حول هذه الدعوة ومن قام بها من آل محمد بن

عبدالوهاب او آل سعود محمد بن سعود رحم الله الجميع ، وايضا تستضيف من تحول حولهم الشبهات ، فانظر الى

الضيوف الذين تستضيفهم هذه القناة ، في الغالب انهم ممن اُعتقلوا سابقا ، فتقول هذا فلان بن فلان المعتقل

السعودي السابق او المعارض السعودي الفلاني وهكذا ، وكما في بعض ابرامج التي ليس لها هم الا اثارة

الشبهات (كالاتجاه المعاكس ) تأتي بشخص يغاير شخصا آخر في التوجه وتجعلهم يتناقرون على هذه الشاشة

كالديكة ليصبح المشاهد ضائعا حائرا لا يدري يصدق من ويكذب من فيعيش في شبهات وربما علق بعضها في

قلبه ، وغير هذا كثير لكن اقول ان الاعلام له دور قوي في هذه المسألة .

وايضا مثال آخر عندما أسأل بعض الشباب الذين التقي بهم ممن ذهب الى العراق مالسبب في ذهابك ؟ قال : ما

رأيته عبر وسائل الاعلام . وحقيقة ان ماينشر عبر وسائل الاعلام امر مؤثر يتفطر له قلب كل مسلم لما يتألم له

اخوانه المسلمون في جميع انحاء العالم ، لكن ان تُجير هذه اللقطات و توظف لإحداث افعال او اقوال او ردة فعل لا

تتناسب مع الشريعة هذا ما لا نريده ، نعم عندنا غيرة على الدين وعندنا حب للجهاد وحب للمسلمين وحب لحماية

الاعراض لكن لا نسمح لأحد كائنا من كان ان يستغل هذا الحب وهذا الحرص على الخير فيوظفه لأعمال تسيء الى

الدين والى سمعة هذه البلاد .

مما يعرض على القنوات مثل ماحصل في سجن ابوغريب من التعذيب والالوان والاشكال يهتز له وجدان كل مسلم ،

نحن نتكلم لما أُختيرت مثل هذه اللقطات ؟ ولماذا أًختيرت الشيخ الكبير الذي في المسجد يقتل وهو يصلي ؟

ولماذا أُختيرت صورة المرأة التي يدخل عليها الجندي الامريكي مدجج بالسلاح وليس عليها الا ثياب النوم تصرخ

واطفالها حولها يتضاغون خوفا وفزعا وهلعا مما يشاهدون ؟ لماذا تُختار مثل هذه اللقطات ؟

إلا لتحرك ما هو كامن في قلوب كثير من المسلمين ، وهي كالسنارة التي يلقي بها الصياد ليصطاد السمك فلم

نرى صيادا ينزل الى الماء يغوص ويلاحق السمك بنفسه ابداً وانما يجلس على المقعد ويضع سنارة وينشغل عنها

بقراءة جريدة او مجلة حتى تهتز تلك السنارة فيعلم ان صيدا ثمينا قد علق بتلك السنارة . فكذلك الاعلام للعدو سواء

كان للامريكي اوغيره يحرص على نشر مثل هذه اللقطات مما تتحرك معها مشاعر كثير من المسلمين وخاصة

الشباب فيتحركوا للعراق لنصرة اخوانهم هناك ، فتكون قوات العدو لهم بالمرصاد وتنصب لهم الفخ ليقعوا فريسة

سهلة لأولئك القوم فتبدأ رحلة العذاب والشقة عافنا الله واياكم ولا يعلم عظمها وفظاعتها وشناعتها الا الله سبحانه

وتعالى ثم من جربها ، هذا هو السبب الاول التأثير الاعلامي .