الحلقة الثالثة :
يقول :وبعض الاحيان ندخل الى شقق وغرف فنوضع هناك شهر وشهرين لا نشارك في أي عمل ، ثم يأتي عميل
للعدو
فيضع عندنا قطعة الومنيوم صغيرة قدر الريال المعدني ونحن لا ندري ما دور هذه القطعة ثم يلقي بها بننا او خلف
احد الدواليب او في مكان لايشاهده احد ، فصار دور هذه القطعة المعدنية هي تحديد موقعنا بالنسبة لطائرات
الاباتشي اذا مرت من فوقنا ، تحددنا بالرادار عبر هذه القطعة فتضرب صواريخها وسهامها علينا فلا يسلم الا من
سلمه الله وإلا في الغالب ان الاكثر يموتون من جراء هذا القصف .
وبعد ذلك يأتي العميل ثم يتحاسب مع العدو على عدد الرؤوس التي قد أُزهقت في هذا المكان و يأخذ عن كل
رأس 7000 دولار امريكي ، وبعض الاحيان نجد من الامور ما يشيب له مفارق الولدان ، وهذا حدثنا بها احدهم .
يقول : امرنا الامير بعد ان حوصرت احد المناطق لا ادري الفلوجة او غيرها ، امرنا ان نصعد الى عمارة تقريبا
خمسة ادوار فنضرب العدو من فوقها ثم ننزل ، يقول : انا عندي خبر وعلم اننا اذا ضربنا العدو من أي مبنى انهم
يقصفون ذلك المبنى مباشرة ، فاعترضت وقلت للأمير: انا لا استطيع ان اذهب لأننا سوف نتسبب في ضرب هذا
المبنى ، (والعجيب ان بعض اهل القرى في العراق اذا حوصرت قريتهم يجتمعون في عمارة واحدة يقولون : ان متنا
نموت جميعا وان سلمنا نسلم جميعا مانريد ان نبقى في بيوتنا متفرقين ، نخشى ان يموت فلان وفلان فتترمل
المرأة ويتيتم الاطفال ويحصل ما يحصل ) فاجتمعوا في تلك العمارة خمسة ادوار ، امرنا الامير فانا ابيت وعصيت
وصعد اثنان ممن كانوا معي الى سطح العمارة وضربوا بعض الدبابات الامريكية التي كانت في احد الشوارع ، ثم
نزلوا مسرعين ووالله ما هي الا ربع ساعة واذا بالعمارة قد سُويت بالارض من الصواريخ بسبب هذه التصرفات
الهمجية التي تسببت في قتل اولئك الابرياء .وهذا حال كثير منهم يخرج فيضرب العدو ثم يندس بين صفوف النساء
والاطفال فيُضرب النساء والاطفال ، ثم تاتي وسائل الا علام فتقول انظروا ماذا فعل جيش العدو ( انظر من الذي
حرش العدو قبل ذلك انظر من تسبب ينبغي ان لا نغفل مثل هذا الجانب ، الان نعيش في المملكة تفتيش ونقاط
تفتيش وصبات وغير هذا وبعض الناس يتذمر على المرور وعلى الدوريات ويدعو عليهم ويحسبل ويوحوقل ،
فيقال : يااخي لماذا تدعو عليهم ؟ من الذي تسبب ؟ هل هم الذين جاؤك والزموك بالتفتيش من قبل ؟ لا . لكن بعد ا
ان حصلت مثل هذه الاعمال حصل هذا الامر ، اذاً نظر في السبب الذي كان سببا في ايجاد مثل هذه الامور ).
هذه بعض الوقائع التي تحصل في داخل العراق ، وبعضهم اذا تبينت له الحقيقة وعرف ان الدعوة حرب عصابات
وتصفية حسابات وحرب شوارع ، لايدري القاتل لماذا قتل والمقتول فيما قُتل ، فالمقتول الذي نراه كل يوم
عراقيون ، يوم في سوق يوم في حفل زفاف يوم في ماتم يوم في شارع بل اصبحوا الآن يتفننون في اصطياد
هؤلاء المساكين الابرياء ، يعني بعض الاحيان يجعلون تفجير صغير حتى يجتمع الناس حوله ثم جاءهم واحد آخر
ففجر في هذا الجمهور الذي قد اجتمع ، من الذي يقتل هؤلاء ؟ هل هو امريكي ؟ مارأينا امريكي يلبس حزام
ناسف ليفجر نفسه ، الامريكي حريص على الحياة اصلا ، فهو يريد الحياة ويريد بما وُعد من دولته من اوسمة او
شيء من هذا القبيل ، لكن الذي يقتل منهم وفيهم ممن يوجد هناك بغض النظر عن مذهبه او ملته ، لكن كل طائفة
تكفر الاخرى ، وتستبيح دمها وترسل اليها من يقتلها ، كما رايتم في قصة قديمة اظهرتها قناة المجد وهي قصة
احمد الشايع كيف استُدرج وكيف اركب الصهريج وكيف فجر وكيف كتب الله له النجاة .ينبغي ان نعتبر والسعيد
من وعظ بغيره .
فبعضهم عندما تتضح له الصورة يعود راجعا الى الخروج من العراق طبعا سيعود عن طريق سوريا ،لكن سوريا
تستقبله بالوجه غير الذي ودعته به ، تستقبله على السجن ثم اول ما يدخل السجن هناك اول مايسمع سب الرب
تبارك وتعالى تعالى الله سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علو عظيما ، والامر الثاني يجد لوحة مكتوب عليها
في آخر السجن ممنوع القرآن ممنوع الصلاة ممنوع الذكر ممنوع الاجتماع كل شيء ممنوع ، يقول : حتى الآذان
ما نستطيع نؤذن والصلاة نصلي قياما وقعودا وعلى جنوبنا ، الوضوء او دورة المياه اجلكم الله يرمون الينا
بقوارير فارغة يقولون : هذه دورة المياه . يقول : بل بعض الاحيان اذا الحينا بحاجتنا الى دورة المياه يقولون :
اخرج يدك من فتحة فيضربونها باسواط بقوة فينظرون اذا احتملتها فأنت صادق في حاجتك الى دورة المياه ، وان
سحبتها وخفت قالوا : انت لست بحاجة الى الدورة . يقول : الطعام يرمون الينابكسر الخبز وبعض الجبن وفي
الظلام والله نتسابق عليها قبل ان تأكلها الفئران ، احوال تشكى الى الله امور يندى لها الجبين لكن مالنا الا الصبر
، اما النوم فيقول ك يجمعوننا في غرفة 5×6 متر خمسين او خمسة واربعين شخص نصفنا قائم ونصفنا نائم
والقائم ينتظر النائم حتى يستيقض فينام مكانه ، هذه حياتنا هناك اشهر وبعض الاحيان تمتد الى سنة او سنتين .