الموضوع: موشحات أندلسية
عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 15 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : موشحات أندلسية

كُتب : [ 22 - 08 - 2008 ]

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيال الغلباء مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

اخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : جاء في ( نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب ) من محاسن الموشّحات موشحة / ابن سهل شاعر إشبيلية وسبتة من بعدها :

هل درى ظبي الحمى أن قد حمى
= قلب صبٍّ حلّه عن مكنس

فهو في حر وخفق مثلما
= لعبت ريح الصبا بالقبس

وقد نسج على منواله فيها الوزير / أبو عبد الله ابن الخطيب شاعر الأندلس والمغرب لعصره فقال :

جادك الغيث إذا الغيث همى
= يا زمان الوصل بالأندلس

لم يكن وصلك إلا حلما
= في الكرى أو خلسة المختلس

إذ يقود الدهر أشتات المنى
= ينقل الخطو على ما يرسم

زمراً بين فرادى وثنا
= مثلما يدعو الوفود الموسم

والحيا قد جلّل الروض سنا
= فثغور الزهر منه تبسم

وروى النعمان عن ماء السما
= كيف يروي مالك عن أنس

فكساه الحسن ثوباً معلما
= يزدهي منه بأبهى ملبس

في ليال كتمت سرّ الهوى
= بالدجى لولا شموس الغرر

مال نجم الكأس فيها وهوى
= مستقيم السير سعد الأثر

وطر ما فيه من عيب سوى
= أنّه مّر كلمح البصر

حين لّذ الأنس شيئا أو كما
= هجم الصبح هجوم الحرس

غارت الشهب بنا أو ربما
= أثرت فينا عيون النرجس

أي شيءٍ لامرىء قد خلصا
= فيكون الروض قد مكّن فيه

تنهب الأزهار منه الفرصا
= أمنت من مكره ما تتقيه

فإذا الماء تناجى والحصى
= وخلا كّل خليل بأخيه

تبصر الورد غيوراً برما
= يكتسي من غيظه ما يكتسي

وترى الآس لبيباً فهما
= يسرق السّمع بأذني فرس

يا أهيل الحيّ من وادي الغضا
= وبقلبي سكن أنتم به

ضاق عن وجدي بكم رحب الفضا
= لا أبالي شرقه من غربه

فأعيدوا عهد أنس قد مضى
= تعتقوا عانيكم من كربه

واتقوا الله وأحيوا مغرما
= يتلاشى نفساً في نفس

حبس القلب عليكم كرما
= أفترضون عفاء الحبس

وبقلبي منكم مقترب
= بأحاديث المنى وهو بعيد

قمر أطلع منه المغرب
= شقوة المغرى به وهو سعيد

قد تساوى محسن أو مذنب
= في هواه بين وعد ووعيد

ساحر المقلة معسول اللمى
= جال في النفس مجال النفس

سدّد السهم وسمىّ ورمى
= ففؤادي نهبة المفترس

إن يكن جار وخاب الأمل
= وفؤاد الصبّ بالشوق يذوب

فهو للنفس حبيب أول
= ليس في الحبّ لمحبوب ذنوب

أمره معتمل ممتثل
= في ضلوع قد براها وقلوب

حكّم اللّحظ بها فاحتكما
= لم يراقب في ضعاف الأنفس

منصف المظلوم ممّن ظلما
= ومجازي البّر منها والمسي

ما لقلبي كلمّا هبت صبا
= عاده عيد من الشوق جديد

كان في اللوح له مكتتبا
= قوله: " إن عذابي لشديد "

جلب الهمّ له والوصبا
= فهو للأشجان في جهد جهيد

لاعج في أضلعي قد أضرما
= فهي نار في هشيم اليبس

لم يدع في مهجتي إلا ذما
= كبقاء الصبح بعد الغلس

سلّمي يا نفس في حكم القضا
= واعمري الوقت برجعى ومتاب

دعك من ذكرى زمان قد مضى
= بين عتبى قد تقضّت وعتاب

واصرفي القول إلى المولى الرضى
= ملهم التوفيق في أمّ الكتاب

الكريم المنتهى والمنتمى
= أسد السرج وبدر المجلس

ينزل النصر عليه مثلما
= ينزل الوحي بروح القدس

إلى هذا الحد انتهى ابن خلدون من موشحة لسان الدين ، ولا أدري لِمَ لَمْ يكملها ، وتمامها قوله :

مصطفى الله سمىّ المصطفى
= الغني باللّه عن كلّ أحد

من إذا ما عقد العهد وفى
= وإذا مافتح الخطب عقد

من بني قيس بن سعدٍ وكفى
= حيث بيت النصر مرفوع العمد

حيث بيت النصر محمي الحمى
= وجنى الفضل زكي المغرس

والهوى ظل ظليل خيّما
= والندى هبّ إلى المغترس

هاكها يا سبط أنصار العلا
= والذي إن عثر الدهر أقال

غادة ألبسها الحسن ملا
= تبهر العين جلاء وصقال

عارضت لفظا ومعنى وحلى
= قول من أنطقه الحبّ فقال

" هل درى ظبي الحمى أن قد حمى
= قلب صبّ حلّه عن مكنس "

" فهو في خفقٍ وحرٍ مثلما
= لعبت ريح الصّبا بالقبس "

منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
أخي الكريم / حمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم بتلك الموشحات الأندلسية رحم الله شعراءها وأعاد الله علينا الأندلس السليب وجعل الله مرورك في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم والله يعافيك ويبارك فيك ويجزاك خيرا ويبيض وجهك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه هذا وتقبل فائق الشكر والإمتنان مقرونا بجزيل المحبة والإحترام والله لا يهينك مع خالص التحية وأطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام .



رد مع اقتباس