عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 2 )
راعي الجوفا
وسام التميز
رقم العضوية : 4596
تاريخ التسجيل : 11 - 11 - 2005
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 7,391 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 106
قوة الترشيح : راعي الجوفا will become famous soon enoughراعي الجوفا will become famous soon enough
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : معركة بدر بَنَتْ التصوّر الإسلامي الصحيح للنصر

كُتب : [ 17 - 09 - 2008 ]

المعركة وضعت حداً فاصلاً في علاقة الرسول مع مشركي مكة



الأربعاء, 17 سبتمبر 2008


كرى غزوة بدر ذكرى مهمة للمسلمين ، ففيه وقعت غزوة بدر الكبرى وكان ذلك في السنة الثانية للهجرة ، وقد مثلت هذه المعركة حداً فاصلاً في علاقة الرسول صلى الله عليه و سلم و صحابته الكرام من المهاجرين و الأنصار مع مشركي قريش حيث كانت هي المواجهة العسكرية الأولى بين الطرفين ، جاءت الأخبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن القافلة قد غيرت طريقها ، حيث إن أبا سفيان قد سلك طريقاً ساحليا استطاع عبره الهروب بالقافلة من المواجهة و الاقتراب بها من مكة دون أن يتمكن المسلمون من اعتراضها ، فأرسل أبو سفيان لأهل مكة بأن الله قد نجى قافلته ، وأنه لا حاجة للمساعدة ، ولكن أبا جهل ثار بغضب وقال لا نرجع حتى نرد بدرا فنقيم ثلاثا ننحر الجُزر، ونطعم الطعام، ونشرب الخمر، وتعزف القيان علينا، فلن تزال العرب تهابنا أبدا"، لكنّ "بني زهرة" لم تستجب لهذه الدعوة فرجعت ولم تقاتل.
جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بعدما نزل عليه قول الله تعالى (وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنهما لكم وتودون أنّ غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين) و قرأ عليهم ما أوحي إليه، فقام المقداد بن الأسود وقال : " امض يا رسول الله لما أمرك ربك ، فو الله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى : (قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبداً ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون)
ولكن نقول لك : اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون . فأبشر الرسول عليه الصلاة والسلام خيرا ، ثم قال : " أشيروا علي أيها الناس " فقام سعد بن معاذ وقال : " يا رسول الله ، آمنا بك وصدقناك وأعطيناك عهودنا فامض لما أمرك الله ، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد" فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " أبشروا ، والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم " .
وصل المشركون إلى بدر ونزلوا العدوة القصوى ، أما المسلمون فنزلوا بالعدوة الدنيا . وقام المسلمون ببناء عريش للرسول صلى الله عليه وسلم على ربوة ، وأخذ لسانه يلهج بالدعاء قائلا : "اللهم هذه قريش قد أتت بخيلائها تكذب رسولك ، اللهم فنصرك الذي وعدتني ؟ اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم فلن تعبد في الأرض " . وسقط رداؤه صلى الله عليه وسلم عن منكبيه ، فقال له أبو بكر : " يا رسول الله ، إن الله منجز ما وعدك ".
بئر الماء
قام المسلمون بردم بئر الماء - بعد أن استولوا عليه وشربوا منه - حتى لا يتمكن المشركون من الشرب منه . وقبل أن تبدأ المعركة ، تقدم ثلاثة من صناديد قريش وهم : عتبة بن ربيعة ، وأخوه شيبة ، وولده الوليد يطلبون من يبارزهم من المسلمين . فتقدم ثلاثة من الأنصار ، فصرخ الصناديد قائلين : " يا محمد ، أخرج إلينا نظراءنا من قومنا من بني عمنا" فقدم الرسول عليه الصلاة والسلام عبيدة بن الحارث ، وحمزة بن عبد المطلب ، وعلي بن أبي طالب . فبارز حمزة شيبة فقتله ، وبارز علي الوليد فقتله ، وبارز عبيدة عتبة فجرحا بعضهما ، فهجم حمزة وعلي على عتبة فقتلاه . واشتدت رحى الحرب ، وحمي الوطيس . ولقد أمد الله المسلمين بالملائكة تقاتل معهم . قال تعالى : (بَلَى إن تَصْبِرُوا وتَتَّقُوا ويَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ المَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ) وهكذا انتهت المعركة بنصر المسلمين وهزيمة المشركين ، حيث قتل من المشركين سبعون وأسر منهم سبعون آخرون . أما شهداء المسلمين فكانوا أربعة عشر شهيدا . ولقد رمى المسلمون جثث المشركين في البئر ، أما الأسرى فقد أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم 4000 درهم عن كل أسير امتثالا لمشورة أبي بكر ، أما من كان لا يملك الفداء فقد أعطه عشرة من غلمان المسلمين يعلمهم القراءة والكتابة . وهكذا انتصر المسلمون انتصارا عظيما بإيمانهم على المشركين الذين كفروا بالله ورسوله.
دروس كفيلة بأن تصنع المجد من جديد
* يرى الدكتور عبد الصبور شاهين المفكر الاسلامي والاستاذ بجامعة القاهرة ان المسلمين باتوا يتسلون بتاريخهم ولا يبالون بالزخم الكبير الذي يجب ان يقودهم الى المستقبل الامن بل ان البعض يشكك في قدرة الاسلام على ان يكون سبيلا للنصر والتقدم وغزوة بدر الكبرى وما بها من دروس وعبر كفيلة ان تصنع مجد الاسلام من جديد لو وعي كل مسلم ما في هذه الغزوة من دروس في الايمان والتجلد والانتماء للقضية والولاء لله ولرسوله حتى ان احد الصحابة قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم لو امرتنا ان نرمي بانفسنا في البحر لفعلنا فكان اليقين والايمان البين الذي لا يفسده شيطان ولا يزعزعه خوف كما استشار النبي أهل التقوى من أهل العلم بالدين وأهل الخبرة في أمور الدنيا وذلك من أسباب النصر وصلاح أحوال المجتمع المسلم ويتضح ذلك جليا عندما استشار النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه من المهاجرين والأنصار في لقاء جيش المشركين، ولقد استجاب الرسول صلى الله عليه وسلم لمشورة الحباب بن المنذر عندما تحرك الرسول صلى الله عليه وسلم بجيشه ليسبق المشركين إلى ماء بدر ويحول بينهم وبين الاستيلاء عليه، فنزل أدنى ماء من مياه بدر، فقام الحباب بن المنذر وقال: يا رسول الله، أرأيت هذا المنزل أمنزل أنزله الله ليس لنا أن نتقدمه أو نتأخر عنه أم هو الحرب والرأي والمكيدة ؟ قال: بل هو الحرب والرأي والمكيدة، فقال: يا رسول الله، فإن هذا ليس بمنزل فانهض بالناس حتى تأتي أدنى (أقرب) ماء من القوم ثم نغور ما وراءه من القلب ثم نبني عليه حوضا فنملؤه ماء ثم نقاتل القوم، فنشرب ولا يشربون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقد أشرت علي بالرأي)، فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم وسار معه الصحابة حتى نزل بالمكان الذي أشار به الحباب بن المنذر.
اسباب الغشاوات
* ويضيف الدكتور عبدالصبور شاهين ان الايمان الغائب وعدم الثقة في قدرة الله الخالق والميل لغلبة الفكر المادي كان من اسباب الغشاوات التي تصيب المسلمين ولو علموا ان الايمان كان ويظل اهم اسباب النصر وان الرسول صلى الله عليه وسلم علم اصحابه ان النصر إنما يكون من عند الله وحده مع وجوب الأخذ بالأسباب ولو كانت قليلة، ويتضح ذلك جليا عندما نعقد مقارنة بين قوة جيش المسلمين وقوة المشركين في غزوة بدر، حيث كان عدد المسلمين ثلاثمائة وبضعة عشر، وعدد المشركين تسعمائة وخمسين رجلا، وكان مع المسلمين سبعون بعيرا يتعقبونها، كل ثلاثة على بعير، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه اثنان من الصحابة يعتقبون بعيرا واحدا، وكان مع المسلمين فرسان فقط أحدهما للزبير بن العوام والثاني للمقداد بن الأسود، وكان مع المسلمين ستون درعا، بينما كان للمشركين أكثر من سبعمائة بعير، ومعهم مائتا فرس، وستمائة درع.




رد مع اقتباس