[size=4]نحن أحوج من أي وقت مضئ للقبلية
( الله لا يخلينا منها )
لماذا رؤس الاموال التي مشكوك في أصولها بل معدومة الاصول تبحث عن قبائل تعتنز عليها
هل الجريسي بحاجة للعتبان وهل قبولهم لنسبة من بعضهم إستمر سرعان ما تغيرت الامور
عند الحقيقة أمام القبائل
ليس مستغربًا أن توجد أو تتفشى العصبية القبلية في كثيرٍ من المجتمعات الإسلامية، وبخاصة العربية منها، وفي جزيرة العرب تحديدًا، حيث أصل العروبة ومهدها؛ فقد أنبأ بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أربعة عشر قرنًا، فأخبر أن أربع خصال من خصال الجاهلية تظل في أمته، ولايدعها أهل الإسلام؛ منها التفاخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، فقال عليه الصلاة والسلام: ((أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ؛ لا يَتْرُكُونَهُنَّ: الْفَخْرُ فِي الأَحْسَابِ، وَالطَّعْنُ فِي الأَنْسَابِ، وَالاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ، وَالنِّيَاحَةُ)) [1].
وعليه: فإنه مع كون التعصب القبلي خصلة مستمرة في أمة الإسلام، كما أخبر بذلك نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام، لكن بقاءه لا يعني أنه أصبح أمرًا مقبولاً، أو واقعًا محتومًا يُعذَر المسلم فيه إذا ما سايره، أو انخرط فيه، فليس ذلك قصد الحديث، بل القصد هو تحذير الأمة من اتّباع عادات الجاهلية، والانسياق خلف دعاواها الباطلة. ومع هذا التحذير النبوي الشريف؛ نرى كثيرًا من الناس متأثرين بالعصبية القبلية، حتى أصبحت حديث سامرهم، وشغل شاعرهم.
وليس من المعيب أن يحفظ الإنسان نسبه وحسبه، لكن الزلل يكمن في أن يعتقد أن ذلك هو معيار التفاضل بين البشر، أو أن يتخذ ذلك سببًا للتعالي والتكبر على الآخرين، أو التفريق بين عباد الله المسلمين، وتصنيفهم إلى طبقات وفئات تفصل بينهم حواجز النسب وعوازل الحسب، فإن كان ليس محمودًا للإنسان أن يفخر على غيره بما كان من كسب يده، فما بالك بما ليس من كسبه، وما لا جهد له فيه؟!
إن معرفة الشخص لنسبه نعمة خالصة من الله؛ فهو سبحانه شاء لك أن تولد ابن فلان الفلاني، ولو شاء سبحانه أن تولد من غير ذلك النسب لنَفَذَتْ مشيئته، إذًا فالنسب نعمة تستحق الشكر لا الفخر، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، حيث قال: ((أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا فَخْرَ، وبِيَدِي لِوَاءُ الْحَمْدِ وَلاَ فَخْرَ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ يَوْمَئِذٍ - آدَمُ فَمَنْ سِوَاهُ - إِلاَّ تَحْتَ لِوائِي، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَْرْضُ وَلاَ فَخْرَ)) [2]، وقد بيّن القرآن الكريم الحكمة من جعل الناس شعوبًا وقبائل، فقال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ *} [الحُجرَات: 13]؛ فالله سبحانه يقول: {لِتَعَارَفُوا}، وليس: لتفاخروا وتعاظموا. فليس عيبًا أن يعرف الناس أنسابهم؛ حتى يتحقق التعارف بينهم؛ شعوبهم وقبائلهم، ولكن العيب أن يكون ذلك مدعاة للتعاظم والتعالي على غيرهم. فمابال أقوام ينحون هذا المنحى، ويَدْعون بهذه الدعوى، والله سبحانه قد وضع الميزان القِسْطَ لذلك: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}؟!
وأنا لن أتنازل عن قبليتي مهما حصل
ولا هنتو
الله يبارك فيكم جميعاً