رد : مقتطفات شعرية
كُتب : [ 14 - 10 - 2008 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
مقتطفات من الشعر قال الإمام الشافعي رحمه الله :
دع الأيام تفعل ما تشاءُ
= وطب نفساً إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثت الليالي
= فما لحوادث الدنيا بقاء
قال الشافعي :
حسبي بعلمي إن نفع
ما الذلُ إلا في الطمع
من راقب الله رجع
ما طار طير وارتفع
إلا كما طار وقع
قال الأعشى :
إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى
= ولاقيت بعد الموت من قد تزودا
ندمت على ألا تكون كمثله
= فترصد للأمر الذي كان أرصدا
قضاء الحاجات :
وأفضل الناس من بين الورى رجل
= تُقضى على يده للناس حاجات
لا تمنعن يد المعروف عن أحد
= ما دام مقتدراً فالسعد تارا ت
وأشكر فضائل الله إذ جعلت
= إليك لا لك عند الناس حاجات
الصمت :
إن كان يعجبك السكوت فإنه
= قد كان يعجب قبلك الأخيارا
ولئن ندمت على السكوت مرة
= فلقد ندمت على الكلام مرارا
إن السكوت سلامة ولربما
= زرع الكلام عداوة وضرارا
البكاء والسرور :
ولدتك أمك يا ابن آدم باكياً
= والناس حولك يضحكون سروراً
فاحفظ لنفسك أن تكون إذا بكوا
= في يوم موتك ضاحكاً مسروراً
التقي :
وإذا بحثت عن التقي وجدته
= رجلاً يصدق قوله بفعال
وإذا اتقى الله امرؤ وأطاعه
= فيداه بين مكارم ومعال
وعلى التقي إذا ترسخ في التقى
= تاجان تاج سكينة وجمال
وإذا تناسبت الرجال فما أرى
= نسباً يكون كصالح الأعمال
موعظة :
الموت باب وكل الناس داخله
= يا ليت شعري بعد الباب ما الدار
الدار دار نعيم إن عملت بما
= يرضي الإله وإن خالفت فالنار
هما محلان ما للمر غيرهما
= فاختر لنفسك إي الدار تختار
قيل في الكتاب :
نعم المحدث والرفيق كتاب
= تلهو به إن خانك الأصحاب
لا مفشياً سراً إذا استودعته
= وتنال منه حكمة وصواب
موعظة :
كم جاهلٍ متواضع
= ستر التواضعُ جهله ُ
ومميزٍ في علمه
= هدمَ التكبر فضلهُ
فدع التكبر ما حييت
= ولا تصاحب أهلهُ
فالكبرُ عيب للفتى
= أبداً يُقبح فعلهُ
قال الشافعي رحمه الله :
صن النفس واحملها على ما يزينها
= تعش سالماً والقول فيك جميل
ولا تولين الناس إلا تجملاً
= نبا بك دهر أو جفاك خليل
وإن ضاق رزق اليوم فأصبر إلى غد
= عسى نكبات الدهر عنك تزول
ولا خير في ود امرئ متلوُن
= إذا الريح مالت مال حيث تميل
وما أكثر الأخوان حين تعدهم
= ولكنهم في النائبات قليل
يرى بجميل الظن :
وسارية لم تسر في الأرض تبتغي
= محلا ولم يقطع بها البيد قاطع
سرت حيث لم تسر الركاب ولم تنخ
= لورد ولم يقصر لها القيد مانع
تظل وراء الليل والليل ســـــاقط
= بأوراقه فيه سمير وهـــاجع
تفتح أبواب الســـماء لـوفـدهــــا
= إذا قرع الأبواب منهن قارع
إذا ســألت لم يردد الله ســــؤلها
= على أهلها والله راء وســامــع
وأني لأرجــــو الله حتى كأنمـــا
= أرى بجميل الظن ما الله صانع
هذه هي الدنيا :
تموت الأسد في الغابات جوعا
= ولحم الضأن تأكله الكــلاب
وعبد قد ينام على حريـــر
= وذو نسب مفارشه التــراب
دعوة إلى التنقل والترحال :
ما في المقام لذي عـقـل وذي أدب
= من راحة فدع الأوطان واغتـرب
سافر تجد عوضـا عمن تفارقــه
= وانْصَبْ فإن لذيذ العيش في النَّصب
إني رأيت ركـود الـماء يفســده
= إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب
والأسد لولا فراق الغاب ما افترست
= والسهم لولا فراق القوس لم يصب
والشمس لو وقفت في الفلك دائمة
= لملَّها الناس من عجم ومن عـرب
والتِّبرُ كالتُّـرب مُلقى في أماكنـه
= والعود في أرضه نوع من الحطب
فإن تغرّب هـذا عـَزّ مطلبـــه
= وإن تغرب ذاك عـزّ كالذهــب
الضرب في الأرض :
سأضرب في طول البلاد وعرضها
= أنال مرادي أو أموت غريبـا
فإن تلفت نفسي فلله درهــــا
= وإن سلمت كان الرجوع قريبا
آداب التعلم :
اصبر على مـر الجفـا من معلم
= فإن رسوب العلم في نفراته
ومن لم يذق مر التعلم ساعــة
= تجرع ذل الجهل طول حياته
ومن فاته التعليم وقت شبابــه
= فكبر عليه أربعا لوفاتــه
وذات الفتى والله بالعلم والتقى
= إذا لم يكونا لا اعتبار لذاته
متى يكون السكوت من ذهب :
إذا نطق السفيه فلا تجبه
= فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فـرّجت عنـه
= وإن خليته كـمدا يمـوت
عدو يتمنى الموت للشافعي :
تمنى رجال أن أموت وإن أمت
= فتلك سبيـل لـست فيها بأوحــد
وما موت من قد مات قبلي بضائر
= ولا عيش من قد عاش بعدي بمخلد
لعل الذي يرجـو فنـائي ويدّعي
= به قبل موتـي أن يكون هو الردى
لا تيأسن من لطف ربك :
إن كنت تغدو في الذنـوب جليـدا
= وتخاف في يوم المعاد وعيـدا
فلقـد أتاك من المهيمـن عـفـوه
= وأفاض من نعم عليك مزيـدا
لا تيأسن من لطف ربك في الحشا
= في بطن أمك مضغة ووليـدا
لو شــاء أن تصلى جهنم خالـدا
= ما كان أَلْهمَ قلبك التوحيــدا
الصديق الصدوق :
إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا
= فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
= وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه
= ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
= فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
= ويلقاه من بعد المودة بالجفا
وينكر عيشا قد تقادم عهده
= ويظهر سرا كان بالأمس قد خفا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها
= صديق صدوق صادق الوعد منصفا
التوكل على الله :
توكلت في رزقي على الله خـالقي
= وأيقنـت أن الله لا شك رازقي
وما يك من رزقي فليـس يفوتني
= ولو كان في قاع البحار العوامق
سيأتي بـه الله العظـيم بفضلـه
= ولو لم يكن من اللسـان بناطق
ففي أي شيء تذهب النفس حسرة
= وقد قسم الرحـمن رزق الخلائق
لمن نعطي رأينا :
ولا تعطين الرأي من لا يريده
= فلا أنت محمود ولا الرأي نافعه
كتمان الأسرار :
إذا المـرء أفشـى سـره بلسانـه
= ولام عليـه غيـره فهـو أحمـق
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه
= فصدر الذي يستودع السر أضيـق
لما عفوت ولم أحقد على أحدٍ
= أرحت نفسي من هم العداوات
إني أحيي عدوي عند رؤيتـه
= أدفع الشر عنـي بالتحيـات
وأظهر البشر للإنسان أبغضه
= كما أن قد حشى قلبي محبات
الناس داء ودواء الناس قربهم
= وفي اعتزالهم قطع المـودات
الإعراض عن الجاهل :
أعرض عن الجاهل السفيه
= فكل مـا قـال فهـو فيـه
ما ضر بحر الفرات يومـاً
= إن خاض بعض الكلاب فيه
منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
|