بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمدلله وصلاة والسلام على من لانبي بعد .
إن من جهل قيمة الوقت الآن فسياتي عليه حين يعرف فيه قدره وقيمة العمل فيه ، ولكن بعد فوات الآوان ،
وفي هذا يذكر الله عز وجل في القراّن الكريم موقفين للإنسان يندم فيهما على ضياع وقته حيث لاينفع الندم :
الموقف الآول :
ساعة الاحتضار، حيث يستدبر الإنسان الدنياء ويستقبل الآخرة ، ويتمنى لو منح مهلة من الزمن ،
وأُخر إلى أجل قريب ليصلح ما أفسده ويتدارك مافات .
الموقف الثاني :
في الآخرة ،حيث توفى كل نفس ماعملت وتُجزى بما كسبت ،ويدخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ،
هناك يتمنى أهل النار لو يعودون مرة أخرى إلى حياة التكليف ، ليبدأوا من جديد عملآصالحاً .
هيهات هيهات لما يطلبون فقد انتهى زمن العمل وجاء زمن الجزاء.
ولكي يحافظ الإنسان على وقته يجب أن يعرف أين يصرفه ؟ وكيف يصرفه ؟
وأعظم المصارف وأجلها : طاعة الله عز وجل , فكل زمن أنفقته في تلك الطاعة لن تندم عليه أبداً .
إن وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة ، وهو مادة حياته الآبدية في النعيم المقيم ، ومادة معيشته الضنك في
العذاب الآليم ، وهو يمر مرَ السحاب ،فما كان من وقته لله وبالله فهو حياته وعمره ، وغيرذلك ليس محسوباً من
حياته، فإذا قطع وقته في الغفلة والسهو والآماني الباطلة ، وكان خير ما قطعه به النوم والبطالة ،
فموت هذا خير له من حياته .
قال بلال بن سعد : يقال لآحدنا :أتريد أن تموت ؟ فيقول : لا ، فيقال له : لم ؟ حتى أتوب وأعمل صالحاً ،
فيقال له : اعمل ، فيقول : سوف أعمل ، فلايحب أن يموت ولايحب أن يعمل ، فيؤخر عمل الله تعالى ولايؤخر
عمل الدنياء.
اللهم وفقنا لعمل الخيرات واغتنام الساعات يا أرحم الراحمين .