رد : شجرة الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام
كُتب : [ 13 - 11 - 2008 ]
أيوب ( عليه السلام ) :
كان أيوب - عليه السلام - نبيا كريمًا يرجع نسبه إلى إبراهيم الخليل - عليه السلام -، قال تعالى : ( ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون ) [ الأنعام : 84 ]. وكان أيوب كثير المال والأنعام والعبيد ، وكان له زوجة طيبة وذرية صالحة ؛ فأراد الله أن يختبره ويمتحنه ، ففقد ماله ، ومات أولاده ، وضاع ما عنده من خيرات ونعم ، وأصابه المرض ، فصبر أيوب على ذلك كله ، وظل يذكر الله - عز وجل - ويشكره . ومرت الأيام ، وكلما مر يوم اشتد البلاء على أيوب ، إلا أنه كان يلقى البلاء الشديد بصبر أشد ، ولما زاد عليه البلاء ، انقطع عنه الأهل ، وابتعد عنه الأصدقاء ، فصبر ولم يسخط أو يعترض على قضاء الله . وظل أيوب في مرضه مدة طويلة لا يشتكي ، ولا يعترض على أمر الله ، وظل صابرًا محتسبًا يحمد الله ويشكره ، فأصبح نموذجا فريدًا في الصبر والتحمل . وبعد طول صبر ، توجه أيوب إلى ربه ؛ ليكشف عنه ما به من الضر والسقم : ( أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ) [ الأنبياء : 83 ]، فأوحى الله إلى أيوب أن يضرب الأرض بقدمه ، فامتثل أيوب لأمر ربه ، فانفجرت عين ماء باردة فاغتسل منها ؛ فشفي بإذن الله ، فلم يبق فيه جرح إلا وقد برئ منه ، ثم شرب شربة فلم يبق في جوفه داء إلا خرج ، وعاد سليمًا ، ورجع كما كان شابًا جميلاً ، قال تعالى : ( فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر ) [ الأنبياء : 84 ]. ونظرت زوجة أيوب إليه ، فوجدته في أحسن صورة ، وقد أذهب الله عنه ما كان به من ألم وأذى وسقم ومرض ، وأصبح صحيحًا معافى ، وأغناه الله ، ورد عليه ماله وولده ، قال تعالى : ( وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا ) [ الأنبياء : 84 ]. وقد جعل الله - عز وجل - أيوب - عليه السلام - أسوة وقدوة لكل مؤمن ابتلي في جسده أو ماله أو ولده ، حيث ابتلاه الله بما هو أعظم من ذلك فصبر واحتسب حتى فرج الله عنه . قال النبي صلى الله عليه وسلم : " بينما أيوب يغتسل عريانًا خرَّ عليه رِجْل جراد ( جماعة من الجراد ) من ذهب ، فجعل يحثي ( يأخذ بيديه ) في ثوبه ، فناداه ربه : يا أيوب ، ألم أكن أغنيتك عما ترى ؟ قال : بلى يا رب ، ولكن لا غنى لي عن بركتك " [ البخاري ].
ذو الكفل ( عليه السلام ) :
أحد أنبياء الله ، ورد ذكره في القرآن الكريم مرتين ، فقد مدحه الله - عز وجل - وأثنى عليه لصبره وصلاحه ، وصدقه ، وأمانته وتحمله لكثير من المصاعب والآلام في سبيل تبليغ دعوته إلى قومه ، ولم يقصَّ الله - عز وجل - لنا قصته ، ولم يحدد زمن دعوته ، أو القوم الذين أرسل إليهم . قال تعالى : ( وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين . وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين ) [ الأنبياء : 85-86 ]. وقال تعالى : (واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الأخيار ) [ ص : 48 ]. وقد روي أن نبيًّا من الأنبياء قال لمن معه : أيكم يكفل لي أن يصوم النهار ويقوم الليل ولا يغضب ، ويكون معي في درجتي ويكون بعدي في مقامي ؟ قال شاب من القوم : أنا . ثم أعاد فقال الشاب : أنا ، ثم أعاد فقال الشاب : أنا ، ثم أعاد فقال الشاب : أنا ، فلما مات قام بعده في مقامه فأتاه إبليس بعدما قال : ليغضبه يستعديه فقال الرجل : اذهب معه . فجاء فأخبره أنه لم ير شيئًا ، ثم أتاه فأرسل معه آخر فجاءه فأخبره أنه لم ير شيئًا ، ثم أتاه فقام معه فأخذ بيده فانفلت منه فسمي ( ذا الكفل ) لأنه كفل أن لا يغضب . [ ابن جرير وابن المنذر وأبي تمام ]. منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
|