عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 37 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : شجرة الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام

كُتب : [ 22 - 11 - 2008 ]

يونس ( عليه السلام ) :

في أرض الموصل بالعراق ، كانت هناك بلدة تسمى " نينوي " ، انحرف أهلها عن منهج الله ، وعن طريقه المستقيم ، وصاروا يعبدون الأصنام ، ويجعلونها ندًّا لله وشريكًا له ، فأراد الله أن يهديهم إلى عبادته ، وإلى طريقه الحق ، فأرسل إليهم يونس - عليه السلام - ، ليدعوهم إلى الإيمان ، وترك عبادة الأصنام التي لا تضر ولا تنفع ، لكنهم رفضوا الإيمان بالله ، وتمسكوا بعبادة الأصنام ، واستعمروا على كفرهم وضلالهم دون أن يؤمن منهم أحد ، بل إنهم كذَّبوا يونس وتمردوا عليه ، واستهزءوا به ، وسخروا منه . فغضب يونس من قومه ، ويئس من استجابتهم له ، فأوحى الله إليه أن يخبر قومه بأن الله سوف يعذبهم بسبب كفرهم . فامتثل يونس لأمر ربه ، وبلغ قومه ، ووعدهم بنزول العذاب والعقاب من الله تعالى ، ثم خرج من بينهم ، وعلم القوم أن يونس قد ترك القرية ، فتحققوا حينئذ من أن العذاب سيأتيهم لا محالة ، وأن يونس نبي لا يكذب ، فسارعوا ، وتابوا إلى الله سبحانه ، ورجعوا إليه وندموا على ما فعلوه مع نبيهم ، وبكى الرجال والنساء والبنون والبنات خوفًا من العذاب الذي سيقع عليهم ، فلما رأى الله - سبحانه - صدق توبتهم ورجوعهم إليه ، كشف عنهم العذاب ، وأبعد عنهم العقاب بحوله وقوته ورحمته . قال تعالى : ( فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين ) [ يونس : 98 ]. وبعد خروج يونس من قريته ، ذهب إلى شاطئ البحر ، وركب سفينة ، وفي وسط البحر هاجت الأمواج واشتدت الرياح ، فمالت السفينة وكادت تغرق . وكانت السفينة محملة بالبضائع الثقيلة ، فألقى الناس بعضًا منها في البحر ، لتخفيف الحمولة ، ورغم ذلك لم تهدأ السفينة ، بل ظلت مضطربة تتمايل بهم يمينًا ويسارًا فتشاوروا فيما بينهم على تخفيف الحمولة البشرية ، فاتفقوا على عمل قرعة والذي تقع عليه ؛ يرمي نفسه في البحر . فوقعت القرعة على نبي الله يونس ، لكن القوم رفضوا أن يرمي يونس نفسه في البحر ، وأعيدت القرعة مرة أخرى ، فوقعت على يونس ، فأعادوا مرة ثالثة فوقعت القرعة عليه أيضًا ، فقام يونس- عليه السلام - وألقى بنفسه في البحر ، وكان في انتظاره حوت كبير أرسله الله له ، وأوحى إليه أن يبتلع يونس دون أن يخدش له لحمًا ، أو يكسر له عظمًا ؛ ففعل ، قال تعالى : ( وإن يونس لمن المرسلين . إذ أبق إلى الفلك المشحون . فساهم فكان من المدحضين . فالتقمه الحوت وهو مليم ) [ الصافات : 139-142 ]. وظل يونس في بطن الحوت بعض الوقت ، يسبح الله - عز وجل - ، ويدعوه أن ينجيه من هذا الكرب ، قال تعالى : ( وذا النون إذ ذهب مغاضبًا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين . فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين ) [ الأنبياء : 87-88 ]. وأمر الله الحوت أن يقذفه على الساحل ، ثم أنبت عليه شجرة ذات أوراق عريضة تظلله وتستره وتقيه حرارة الشمس ، قال تعالى : ( فنبذناه بالعراء وهو سقيم . وأنبتنا عليه شجرة من يقطين ) [ الصافات : 145-146 ]. وأمر الله يونس أن يذهب إلى قومه ؛ ليخبرهم بأن الله تاب عليهم ، ورضى عنهم ، فامتثل يونس لأمر ربه ، وذهب إلى قومه ، وأخبرهم بما أوحى إليه ، فآمنوا به فبارك الله لهم في أموالهم وأولادهم . قال تعالى : ( أرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون . فآمنوا فمتعناهم إلى حين ) [ الصافات : 147 - 148 ]. وقد أثنى الله - عز وجل - على يونس في القرآن الكريم ، قال تعالى : ( وإسماعيل والسع ويونس ولوطًا وكلا فضلنا على العالمين ) [ الأنعام : 86 ]. كما أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على يونس - عليه السلام - فقال : " لا ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى " [ متفق عليه ]. وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الذي تصيبه مصيبة أو شر ثم يدعو بدعاء يونس - عليه السلام - ، يفرِّج الله عنه ، فقال صلى الله عليه وسلم : " دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له ". [ الترمذي ]. منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس