السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بينما كان الحسن البصري جالساً في بيته المتواضع ذات يوم ، جاءهُ وفد من عبيد البصــــرة
وقالوا لهُ : ياتقي الدين ان سادتنا اساؤوا معاملتنا ، ونريد منك ان تخطب الجمعــــة القادمة
على عتق العبيد لتنقذنا من سوء المعاملة .
وأستمع البصري الى كلام العبيد ....ومضت جمعة واخرى ولم يتكلم البصـــــــــري عن عتق
العبيد، وذات يوم من أيام الجمعة صعد المنبر ، وألقى خطبــة على عتــــق العبيـــــــد، فأثرت
في المصلين الى حد أن كل من كان عنده عبد أعتقه بعد الخروج من المسجد من دون مقابل
بعدما سمع خطبة واحدة من خطب البصري ، ومضت الأيام وإذا بوفد العبيد الذين جاؤوه من
قبل ، وصاروا أحراراً بعد تلك الخطبة أتوا الى البصري ، وقالوا له : ما جئنا شاكـــــــــرين
وإنما جئنا معاتبين فقال لهم: وفيم العتاب ياأخوتاه؟ قالوا له : ياتقي الدين لقــــد رجوناك أن
تعجل بالخطبة ، ولكنك تأخرت جمعة وجمعة ونحن كنا في أمس الحاجة الى التعجيل فقــــال
لهم البصري : أتدرون ما السر في أنني أجلت الخطبة ؟ قالوا الله أعلم .
قال لهم : إنما أجلت الكلام عن العتق لأنني لم أكن أملك عبداً ولم يكن معي ماأشتري بــــه
عبداً حتى وفقني الله لشراء عبد فأشتريته ،ثم أعتقته فلما طبقت الكلام على نفـــــــسي أولاً
دعوت الناس بعد ذلك فأستجابوا لنداء الله رب العالمين .