رد : صحابة من بني عامر بن صعصعة
كُتب : [ 17 - 12 - 2008 ]
[ 151 ] عمر بن مالك العامري صوابه أبي بن مالك وقد تقدم
[ 152 ] قتادة بن عوف بن عبد بن أبي بكر بن كلاب العامري ثم الكلابي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم قاله أبو علي الهجري في نوادره
[ 153 ] قدامة بن عبد الله بن عمارة بن معاوية العامري الكلابي قال البخاري وابن أبي حاتم له صحبة وقال البغوي سكن مكة وله أحاديث منها حديث يعقوب بن محمد الزهري عن عريف بن إبراهيم الثقفي قال حدثنا حميد بن كلاب سمحت عمي قدامة الكلابي قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة وعليه حلة حبرة قال البغوي لا اعرفه الا من هذا الوجه وقال بن السكن له صحبة ويكنى أبا عبد الله يقال اسلم قديما ولم يهاجر وكان يسكن نجدا ولقي النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وذكر الحديث الذي قبله وقال لم يروه الا يعقوب بن محمد قلت وفيه تعقب على قول مسلم والحاكم والازدي وغيرهم ان ايمن تفرد بالرواية عنه ونسبه عبد الرزاق حين روى حديثه عن ايمن بن نابل عنه الى جده فقال عن قدامة بن عمار وقال أبو حاتم كان ينزل ركية من البدو
[ 154 ] قرة بن دعموص بن ربيعة بن عوف بن معاوية بن قريع بن الحارث بن نمير بن عامر العامري ثم النميري قال البخاري وابن السكن له صحبة يعد في البصريين وقال بن الكلبي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم الى بني هلال يدعوهم الى الإسلام فقتلوه واخرج أبو مسلم الكجي في السنن والحارث بن أبي أسامة في المسند من طريق جرير بن حازم قال رأيت في مجلس أيوب أعرابيا عليه جبة من صوف فلما رأى القوم يتحدثون قال أخبرني مولاي قرة بن دعموص قال أتيت المدينة فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قاعد وحوله اصحابه فأردت ان ادنو منه فلم استطع ان ادنو فقلت يا رسول الله استغفر للغلام النميري قال غفر الله لك قال وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الضحاك ساعيا فجاء بابل جلة فقال اتيتهم فاخذت جلة أموالهم ارددها عليهم وخذ صدقاتهم من مواشي أموالهم وأخرجه أحمد من هذا الوجه وأخرجه الباوردي من طريق عبد ربه بن خالد بن عبد الملك بن شريك النميري امام مسجد بني نمير سمعت أبي يذكر عن عائذ بن ربيعة القريعي عن عباد بن زيد عن قرة بن دعموص قال لما جاء الإسلام انطلق زيد بن معاوية وابنا أخيه قرة بن دعموص والحجاج بن فقال قرة يا رسول الله ان دية أبي عند هذا يعني زيدا فقال اكذاك يا زيد قال نعم ورواه عمر بن شبة من رواية يزيد بن عبد الملك بن شريك لم يذكره عباد زيد في السند وزاد انه كام معهم قيس بن عاصم وأبو زهير بن أسد بن جعونة ويزيد بن نمير ورواه البخاري في تاريخه من طريق فضيل بن سليمان عن عائذ بن ربيعة بن قيس حدثني جدي قرة بن دعموص فذكر بعضه وأخرجه بن منده من هذا الوجه وفيه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع اعهد اليكم ان تقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة أخرجه أبو نعيم من طريق دلهم بن دهثم العجلي عن عائذ بن ربيعة النميري عن قرة بن دعموص انهم وفدوا الى النبي صلى الله عليه وسلم قرة وقيس بن عاصم وأبو وهب أسد بن جعونة ومرثد بن عمرو الحديث واخرج أبو نعيم من طريق دلهم بهذا السند عن قرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم مال المسلم ودمه وقال بن حبان عداده في البصريين اتى النبي صلى الله عليه وسلم هو وعمه فسألاه عن الدية
[ 155 ] قرة بن هبيرة بن عامر بن سلمة بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري ثم القشيري قال البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان وابن السكن وابن منده له صحبة قال أبو عمر هو جد الصمة الشاعر واحد الوجوه من الوفود وروى بن أبي عاصم وابن شاهين من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثنا شيخ بالساحل عن رجل من بني قشير يقال له قرة بن هبيرة انه اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له انه كان لنا ربات وارباب نعبدهن من دون الله فبعثك الله فدعوناهن فلم يجبن وسألناهن فلم بعطين وجئناك فهدانا الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم افلح من رزق لبا فقال يا رسول الله اكسى ثوبين قد لبستهما فكساه فلما كان بالموقف من عرفات قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أعد على ما قلت فأعاد عليه فقال قد افلح من رزق لبا مرتين في إسناده هذا الشيخ الذي لم يسم وقد علقه البخاري من وجه آخر عن زيد بن يزيد بن جابر أخبرني شيخ بالساحل عن رجل من بني قشير يقال له قرة بن هبيرة وقال بن أبي حاتم روى عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن شيخ لقيه بالساحل عنه روى عنه سعيد بن نشيط مرسلا قلت وهذا رواه بن أبي داود والبغوي وابن شاهين من طريق الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن سعيد بن نشيط ان قرة بن هبيرة قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلاما كان في حجة الوداع ونظر اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على ناقة قصيرة فقال يا قرة كيف قلت حيث لقيتني فذكره وزاد فيه ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص الى البحرين وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمرو هناك قال بن السكن روى عنه حديث مرسل من رواية أهل مصر ثم ذكره وقال في آخره ثم ذكر حديث مسيلمة الكذاب بطوله ثم قال لم يرو أحد عن قرة غير هذا قلت وقصة مسيلمة أوردها بن شاهين متصلة بالخبر المذكور وزاد قال عمرو يعني بن العاص فمررت بمسيلمة فاعطاني الأمان ثم قال ان محمدا أرسل في جسيم الأمر وارسلت في المحقرات فقلت اعرض على ما تقول فذكر كلامه وفيه فقال عمرو فقلت والله انك لتعلم انك من الكاذبين فتوعدني فقال لي قرة بن هبيرة ما فعل صاحبكم فقلت ان الله اختار له ما عنده فقال لا اصدق أحدا منكم بعد قال ثم لقيته بعد ذلك وقد امنه أبو بكر وكتب معه أن أد الصدقة فقلت له ما حملك على ما قلت قال كان لي مال وولد فتخوفت من مسيلمة وانما أردت اني لا اصدق من يقول بعده انه رسول الله وذكر المرزباني انه شهد يوم شعب جبلة قال وكان قبل مولد النبي صلى الله عليه وسلم بسبع عشرة سنة وعاش الى ان وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فأنشده :
حباها رسول الله إذا نزلت به
= فامكنها من نائل غير مفقد
فأضحت بروض الخضر وهي حثيثة
= وقد انجحت حاجتها من محمد
قلت وأورد بن شاهين هذه القصة من طريق المدائني عن رجاله وهي عند بن الكلبي مثله وذكرها بن سعد وزاد بعد البيتين :
عليها بني لا يردف الذم رحله
= تروك لأمر العاجز المتردد
وذكر في كتاب الردة انه ارتد مع من ارتد من بني قشير ثم أسره خالد بن الوليد وبعث به موثقا الى أبي بكر فاعتذر عن ارتداده بأنه كان له مال وولد فخاف عليهم ولم يرتد في الباطن فاطلق ووقع عند بن حبان قرة بن هبيرة القرشي العامري له صحبة وأظن قوله القرشي تصحيفا من القشيري وقد تقدم ذلك قريبا مبسوطا وهو الجد الأعلى للصمة بن عبد الله بن الطفيل بن قرة بن هبيرة شاعر مشهور في دولة بني أمية وهو القائل :
وأذكر أيام الحمى ثم انثنى
= على كبدي من خشية ان تصدعا
فليست عشيات الحمى برواجع
= عليك ولكن خل عينيك تدمعا
[ 156 ] قبيصة بن مسعود بن عمر بن عامر بن عبد الله بن الحارث بن نمير العامري ثم النميري له إدراك كان ولده همام سيد قومه في زمن يزيد بن معاوية وقتل يوم مرج راهط ورثاه بن مقبل بقصيدة أولها :
يا جدع أنف قيس بعد همام
ذكره بن الكلبي
[ 157 ] قيس بن عمرو بن خويلد بن نفيل بن عمرو بن كلاب العامري الكلابي ذكره المرزباني وقال انه مخضرم وجده خويلد هو الذي يقال له الصعق وهو القائل لعمر : الا ابلغ أمير المؤمنين رسالة
في أبيات يذم فيها العمال يقول فيها :
إذا التاجر الهندي جاء بفأرة
= من المسك اضحت في مفارقهم تجرى
[ 158 ] قيس بن المغفل بن عوف بن عمير العامري تقدم نسبه في ترجمة أخيه الحكم بن مغفل ولقيس إدراك واستشهد بالقادسية في زمن عمر ذكره بن الكلبي
[ 159 ] قيس بن يزيد بن قيس العامري الكلابي ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال انه مخضرم
[ 160 ] كعب بن خفاجة بن عمرو بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري العقيلي جد توبة بن الحمير بن كعب الشاعر المشهور له إدراك وأخبار توبة مع ليلى الاخيلية مشهورة في زمن عبد الملك بن مروان
[ 161 ] لقيط بن صبرة بن عبد الله بن المنتفق بن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه ابنه عاصم قرأت على فاطمة بنت المنجا عن سليمان بن حمزة وانبأنا أبو هريرة بن الذهبي إجازة أنبأنا أبو نصر بن الشيرازي كلاهما عن محمد بن عبد الواحد المديني أنبأنا إسماعيل بن علي الحماني أبو مسلم الأديب أنبأنا أبو بكر بن المقري حدثنا مأمون بن هارون حدثنا حسين بن عيسى البسطامي حدثنا الفضل بن دكين حدثنا سفيان عن أبي هاشم واسمه إسماعيل بن كثير عن عاصم بن لقيط بن صبرة عن أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال أسبغ الوضوء وخلل الأصابع وبالغ في الاستنشاق الا ان تكون صائما هذا حديث صحيح أخرجه أحمد عن شيخ عن سفيان فوافقناه في شيخ شيخه بعلو وأخرجه الترمذي عن قتيبة والنسائي عن إسحاق بن إبراهيم كلاهما عن وكيع والنسائي أيضا عن محمد بن رافع عن يحيى بن آدم وعن محمد بن المثنى عن عبد الرحمن بن مهدي ثلاثتهم عن سفيان الثوري فوقع لنا عاليا بدرجتين وأخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة من رواية يحيى بن سليم عن إسماعيل بن كثير طوله بعضهم وفيه كنت وافد بني المنتفق وفيه قصة طويلة جرت له مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع عائشة وأخرجه بطوله بن حبان في صحيحه
[ 162 ] لقيط بن عامر بن المنتفق بن عامر العامري أبو رزين العقيلي وافد بني المنتفق روى عنه بن أخيه وكيع بن عدس وعبد الله بن حاجب وعمرو بن أوس الثقفي ذهب علي بن المديني وخليفة بن خياط وابن أبي خيثمة ومحمد بن سعد ومسلم والبغوي والدارمي والباوردي وابن قانع وغيرهم الى انه غير لقيط بن صبرة المذكور قبله وقال بن معين انهما واحد وان من قال لقيط بن عامر نسبه لجده وانما هو لقيط بن صبرة والذي في جامع الأصول لقيط بن عامر بن صبرة وضبطه قتيبة ونسبه من بني عامر وحكاه الأثرم عن أحمد ومال اليه البخاري وجزم به بن حبان وابن السكن وعبد الغني بن سعيد في إيضاح الاشكال وقال قيل انه غيره وليس بصحيح وكذا قال بن عبد البر وقال في مقابلة ليس بشيء وتناقض فيه المزي فجزم في الأطراف بانهما اثنان وفي التهذيب بانهما واحد والراجح في نظري انهما اثنان لان لقيط بن عامر معروف بكنيته ولقيط بن صبرة لم يذكر كنيته الا ما شذ به بن شاهين فقال أبو رزين العقيلي أيضا والرواة عن أبي رزين جماعة ولقيط بن صبرة لا يعرف له راو الا ابنه عاصم وانما قوى كونهما واحدا عند من جزم به لأنه وقع في صفة كل واحد منهما انه وافد بني المنتفق وليس بواضح لأنه يحتمل ان يكون كل منهما كان رأسا ومن حديثه ما أخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد المسند وأبو حفص بن شاهين والطبراني من طريق عبد الرحمن بن عياش الأنصاري ثم السمعي عن دلهم بن الأسود عن عبد الله بن حاجب بن عامر بن المنتفق العقيلي عن أبيه عن عمه لقيط بن عامر انه خرج وافدا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نهيك بن عاصم بن مالك بن المنتفق قال فقدمنا المدينة انسلاخ رجب الحديث بطوله في صفة البعث يوم القيامة في نحو ورقتين وهو الذي وقع فيه لعمرو وفيه ذكر كعب بن الخدارية وغير ذلك ومنه ما أخرجه في العتيرة في رجب واخرج البخاري في تاريخه من طريق شعبة عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن عدس عن أبي رزين العقيلي رفعه مثل المؤمن مثل النحلة لا تأكل الا طيبا وتقدم له ذكر في ترجمة كعب بن الخدارية وسيأتي فيمن كنيته أبو رزين في الكنى وأغرب بن شاهين فقال يكنى أبا مصعب
163 ] مالك بن الحارث القشيري العامري يأتي في مالك بن عمرو
[ 164 ] مالك بن قيس بن نجيد بن رؤاس بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري الكلابي وفد هو وابنه عمرو بن مالك على النبي صلى الله عليه وسلم فاسلما وقد تقدم بيان ذلك في عمرو بن مالك
[ 165 ] عبد الله بن مجيب بن المضرحي من بني أبي بكر بن كلاب أبو المسيب الشاعر ويعرف بالقتال الكلابي قال أبو زيد الأنصاري هو من شعراء الجاهلية وذكر أبو عبيدة ان مروان بن الحكم سجنه قال أبو عبيد البكري في شرح أمالي القالي فهو على هذا من المخضرمين ومن شعره في قومه :
هل من معاشر غيركم ادعوهم
= فلقد سئمت دعاء يال كلاب
[ 166 ] قيس بن كلاب الكلابي ذكره بن قانع وغيره في الصحابة وقال أبو عمر له صحبة حديثه عند أهل مصر ووقع لنا حديثه بعلو في المعرفة لابن منده من طريق بن عبد الحكم عن سعيد بن بشير القرشي وكان يلزم المسجد فذكر من فضله عن عبد الله بن حكيم الكناني عن قيس بن كلاب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهر الثنية ينادي الناس ثلاثا ان الله حرم دماءكم واموالكم الحديث وزعم بن قانع انه والد عطية بن قيس الكلابي التابعي الشامي ولم يتابع عليه الا ان الفضل الغلابي قال في تاريخه حدثني رجل من بني عامر من أهل الشام عن عطية بن قيس وكان من التابعين ولأبيه صحبة .
[ 167 ] قيس الكلابي والد عطية بن قيس وقع حديثه في سنن النسائي وسيأتي بيانه في القسم الرابع ان شاء الله تعالى .
[ 168 ] قيس والد عطية الكلابي التابعي نبهت على وهم بن قانع فيه في قيس بن كلاب في الأول ووقع في النسائي في حديث طخفة بن قيس في النوم على الوجه لما اورد الاختلاف فيه على الأوزاعي وغيره ففي بعض طرقه رواه قيس بن إسماعيل عن الأوزاعي عن يحيى عن محمد بن إبراهيم حدثني عطية بن قيس
[ 169 ] كعب بن الخدارية الكلابي من بني بكر بن كلاب صحابي له ذكر في حديث أبي رزين العقيلي الطويل فقد وقع في أثنائه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ها ان ذين ها ان ذين يعني أبا رزين ورفيقه لمن نفر حدثت انهم من اتقى الناس لله في الدنيا والآخرة فقال له كعب بن الخدارية بضم المعجمة وتخفيف الدال أحد بني بكر بن كلاب من هم يا رسول الله قال بنو المنتفق قالها ثلاثا وسند الحديث حسن كما سأبينه في حرف اللام في ترحمة لقيط بن عامر ان شاء الله تعالى وأخرجه بن أبي خيثمة وغيره من رواية دلهم بن الأسود بن عبد الله بن حاجب بن عامر بن المنتفق عن جده عن عمه لقيط بن عامر أنه خرج وافدا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه صاحب له يقال له نهيك بن عاصم فذكر الحديث بطوله
[ 170 ] لبيد بن ربيعة بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن صعصعة الكلابي الجعفري أبو عقيل الشاعر المشهور قال المرزباني في معجمه كان فارسا شجاعا شاعرا سخيا قال الشعر في الجاهلية دهرا ثم اسلم ولما كتب عمر الى عامله بالكوفة سل لبيدا والاغلب العجلي ما احدثا من الشعر في الإسلام فقال لبيد ابدلني الله بالشعر سورة البقرة وآل عمران فزاد عمر في عطائه قال ويقال انه ما قال في الإسلام الا بيتا واحدا :
ما عاتب المرء اللبيب كنفسه
= والمرء يصلحه الجليس الصالح
ويقال بل قوله :
الحمد لله إذ لم يأتني أجلي
= حتى لبست من الإسلام سربالا
ولما اسلم رجع الى بلاد قومه ثم نزل الكوفة حتى مات في سنة إحدى وأربعين لما دخل معاوية الكوفة إذ صالح الحسن بن علي ونحوه قال العسكري ودخل بنوه البادية قال وكان عمره مائة وخمسا وأربعين سنة منها خمس وخمسون في الإسلام وتسعون في الجاهلية قلت المدة التي ذكرها في الإسلام وهم والصواب ثلاثون وزيادة سنة أو سنتين إلا ان يكون ذلك مبنيا على ان سنة وفاته كانت سنة نيف وستين وهو أحد الأقوال وقال أبو عمر البيت الذي أوله : الحمد لله إذ لم يأتني أجلي ليس للبيد بل هو لقردة بن نفاثة وهو القائل القصيدة المشهورة التي أولها :
الا كل شيء ما خلا الله باطل
وقد ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد فذكر هذا الشطر قال أبو عمر في هذه القصيدة ما يدل على انه قاله في الإسلام وذلك قوله :
وكل امرئ يوما سيعلم سعيه
= إذا كشفت عند الإله المحاصل
قلت ولم يتعين ما قال بل فيه دلالة على أنه كان يؤمن بالبعث مثل غيره من عقلاء الجاهلية كقس بن ساعدة وزيد بن عمر وكيف يخفي على أبي عمر انه قالها قبل ان يسلم مع القصة المشهورة في السيرة لعثمان بن مظعون مع لبيد لما انشد قريشا هذه القصيدة بعينها فلما قال الا كل شيء قال له عثمان صدقت فلما قال وكل نعيم لا محالة زائل قال له عثمان كذبت نعيم الجنة لا يزول فغضب لبيد وكادت قريش تضرب سيفهم على وجهه إنما كان هذا قبل ان يسلم لبيد نعم ويحتمل ان يكون زاد هذا البيت بخصوصه بعد ان اسلم ويكون مراد من قال انه لم ينظم شعرا منذ اسلم يريد شعرا كاملا لا تكميلا لقصيدة سبق نظمه لها وبالله التوفيق وقال أبو حاتم السجستاني في المعمرين عن اشياخه قالوا عاش لبيد مائة وعشرين سنة وأدرك الإسلام فاسلم قال وسمعت الأصمعي يقول كتب معاوية الى زياد ان اجعل أعطيات الناس في ألفين وكان عطاء لبيد الفين وخمسمائة فقال له زياد أبا عقيل هذان الخراجان فما بال هذه العلاوة قال الحق الخراجين بالعلاوة فإنك لا تلبث الا قليلا حتى يصير لك الخراجان والعلاوة قال فأكملها له زياد ولم يكملها لغيره فما أخذ لبيد عطاء آخر حتى مات وحكى الرياشي وهو في ديوان شعره من غير رواية أبي سعيد السكري قال لما اشتد الجدب على مضر بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم وفد عليه وفد قيس وفيهم لبيد فأنشده :
اتيناك يا خير البرية كلها
= لترحمنا مما لقينا من الأزل
اتيناك والعذراء تدمي لبانها
= وقد ذهلت أم الصبي عن الطفل
فان تدع بالسقيا وبالعفو ترسل
= السماء والأمر يبقى على الأصل
والقى تكنيه الشجاع استكانة
= من الجوع صمتا لا يمر ولا يحلى
وفي الصحيحين عن أبي هيريرة مرفوعا اصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد الا كل شيء ما خلا الله باطل
ووقع في معجم الشعراء للمرزباني ان النبي صلى الله عليه وسلم قالها على المنبر وقال المدائني عن أبي معشر عن يزيد بن رومان وغيره قالوا وفد من بني كلاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر رجلا منهم لبيد بن ربيعة وقال بن أبي خيثمة اسلم لبيد وحسن إسلامه وقال هشام بن الكلبي وغيره عاش مائة وثلاثين سنة وفي حكاية الشعبي مع عبد الملك بن مروان انه عاش مائة وأربعين وقال البخاري قال الأويسي عن مالك عاش لبيد مائة وستين سنة واخرج بن منده وسعدان بن نصر في الثاني من فوائده من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة انها قالت رحم الله لبيدا حيث يقول :
ذهب الذين يعاش في اكنافهم
= وبقيت في خلف كجلد الاجرب
قالت عائشة فكيف لو أدرك زماننا هذا قال عروة رحم الله عائشة كيف لو أدركت زماننا هذا قال هشام رحم الله عروة كيف لو أدرك زماننا واتصلت السلسة هكذا الى سعدان والى بن منده وقال المبرد لما اسلم لبيد نذر الا تهب الصبا الا اطعم وكان امتنع من قول الشعر فهبت الصبا وهو مملق فقال لابنته قولي شعرا وذلك في إمرة الوليد بن عقبة على الكوفة فقالت :
إذا هبت رياح أبي عقيل
= دعونا عند هبها الوليدا
الأبيات والقصة ومما يستجاد من شعره قوله :
واكذب النفس إذا حدثتها
= ان صدق النفس يزري بالامل
قال المرزباني سمع الفرزدق رجلا ينشد قول لبيد :
وجلا السيول عن الطول كأنها
= زبر تجد متونها اقلامها
فنزل عن بغلته وسجد فقيل له ما هذا فقال انا اعرف سجدة الشعر كما يعرفون سجدة القرآن قلت وعامر بن مالك جده ان كان هو أبو براء ملاعب الأسنة فليذكر لبيد فيمن صحب هو وأبوه وجده فتقدم في حرف العين عامر بن مالك وما قيل فيه وتقدم في حرف الراء ربيعة بن عامر وما قيل فيه الا انني لم ار من صرح بصحبة ربيعة لكنه أدرك العصر النبوي وراسله حسان بن ثابت فالله اعلم قال البخاري قال الأويسي حدثنا مالك قال عاش لبيد بن ربيعة مائة وستين سنة .
|