عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Lightbulb انْصُر أَخَاكَ ظَالماً أو مَظْلُوماً

كُتب : [ 22 - 12 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

انْصُر أَخَاكَ ظَالماً أو مَظْلُوماً :

يروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ هذا ، فقيل : يا رسول الله ، هذا ننصره مظلوماً ، فكيف ننصره ظالماً ؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم : تَرُدُّهُ عن الظلم .

قَالَ أبو عبيد :

أم الحديث فهكذا ، وأما العرب فكان مذهبها في المثل نصرته على كل حال .

قال المفضل :

أول من قَالَ ذلك / جُنْدُب بن العَنْبَر بن تميم بن عمرو ، وكان رجلاً دميماً فاحشاً ، وكان شجاعاً ، وإنه جَلَس هو وسَعْد بن زَيْد مَنَاة يَشْرَبَانِ ، فلما أخذ الشرابُ فيهما

قَالَ / جندب لسعد وهو يمازحه :

يا سعد لشُرْبُ لبن اللقَاح ، وطولُ *** ، وحُسْن المزاح ، أحَبُّ إليك من الكِفَاح ، ودَعْس الرِّمَاح ، ورَكْضِ الوقَاح ،

قَالَ / سعد :

كذَبْتَ ، والله إن لأعْمِلُ العامِلَ ، وأنْحَرُ البازِل ، وأسْكِتُ القائل ،

قَالَ / جُنْدُب :

إنك لتعلم أنك لو فَزِغْتَ دَعَوْتَنِي عجلاً ، وما ابتغيت بي بَدَلاً ، ولرأيتني بَطَلاً ، أركب العزيمة ، وأمنع الكريمة ، وأحمي الحريمة ، فغضب سعد وأنشأ يقول :

هَلْ يَسُودُ الفَتَى إذا قَبُحَ الوَجْـ
هـُ وأمْسَى قراه غَيْرَ عَتِيدِ

وَإذَا الناسُ في النَّدَىِّ رَأوْهُ
نَاطِقاً قَالَ قَوْلَ غَيْرِ سَديِدِ

فأجابه / جندب :

لَيْسَ زَيْنُ الْفَتَى الْجَمَالَ وَلكِنْ
زَيْنُهُ الضَّرْبُ بِالْحُسَامِ التَّلِيدِ

إنْ يَنُلْكَ الْفَتَى فَزَيْنً وَإلاَ
رُبَّمَا ضَنَّ بِاليَسِيرِ الْعَتِيدِ

قَالَ / سعد ، وكان عائفاً :

أما والذي أحْلِفُ به لتأسرنَّكَ ظَعِينة ، بين العَرينة والدهينة ، ولقد أخبرني طَيْرِي ، أنه لاَ يَفُكُّكَ غيري

فَقَالَ / جُنْدُب :

كلاَ! إنك لجَبَان ، تكره الطِعان ، وتُحُبُّ القِيَان ، فتفرقا على ذلك ، فَغبَرا حيناً ، ثم إن جُنْدُبا خرج علي فرس له يطلب القَنَصَ ، فأتى على أمةٍ لبني تميم يُقَال إن أصلها من جُرْهُم فَقَالَ لها : لتمكنني مَسْرُورة ، أو تقهرين مجبورة ،

قَالَت :

مَهْلاً ، فإن المرء من نُوكِه ، يشرب من سقاء لَمْ يُوكِه ، فنزل إليها عن فرسه مُدِلاَّ ، فلما دنا منها قبضَتْ على يديه بيدٍ واحدة ، فما زالت تَعْصِرُهما حتى صار لاَ يستطيع أن يحركهما ثم كتفته بعِنَانِ فَرَسِه وراحت به مع غنمها ، وهي تحدو به وتقول :

لاَ تَأْمَنَنَّ بَعْدَهَا الوَلاَئِدَا

فَسَوْفَ تَلْقَى بَاسِلاً مواردا

وَحَية تُضْحِي لحي رَاصِدَا

قَالَ : فمرَّ بسعد في إبله ، فَقَالَ : يا سعد أغثني ،

قَالَ سعد : إن الجَبَان لاَ يُغيث ،

فَقَالَ / جُنْدُب :

يا أيها المرءُ الكريمُ المشكوم
انْصُرْ أخاك ظالماً أو مظلوم

فأقبل إليه / سعد فأطلقه ، ثم قَالَ : لولاَ أن يُقَال قتل امرأة لقتلتُكِ .

قَالَ جندب : كلاَ! لم يكن ليكذب طَيْرُك ، ويصدق غيرك ، قَالَ : صدقت . قوله : " انصر أخاك ظالماً " يجوز أن يكون ظالماً أو مظلوماً حالين من قوله أخاك ويجوز أن يكونا حالين من الضمير المستكن المستتر في الأمر ، يعني انصره ظالماً إن كنتَ خصمه أو مظلوماً من جهة خصمه ، أي لاَ تُسْلِمه في أي حال كنت . منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس