عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 8 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : فضل يوم عاشوراء وشهر الله الحرام

كُتب : [ 29 - 12 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

= : (( فضل يوم عاشوراء وشهر الله المحرم )) : =

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد : فإن من نعم الله على عباده أن يوالي مواسم الخيرات عليهم على مدار الأيام والشهور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله ، فما أن انقضى موسم الحج المبارك إلا وتبعه شهر كريم ، هو شهر الله المحرم ، فقد روى الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم ، وأفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل } وقد سمى النبي المحرم شهر الله دلالة على شرفه وفضله ، فإن الله تعالى يخص بعض مخلوقاته بخصائص ويفضل بعضها على بعض .

وقال الحسن البصري رحمه الله تعالى : ( إن الله افتتح السنة بشهر حرام واختتمها بشهر حرام ، فليس شهر في السنة بعد شهر رمضان أعظم عند الله من شده تحريمه ).

وفي هذا الشهر يوم حصل فيه حدث عظيم ، ونصر مبين ، ظهر فيه الحق على الباطل ، حيث أنجى الله فيه موسى عليه الصلاة والسلام وقومه وأغرق فرعون وقومه ، فهو يوم له فضيلة عظيمة وحرمة قديمة ، هذا اليوم العاشر من شهر الله المحرم وهو ما يسمى بيوم عاشوراء .

فضل يوم عاشوراء وصيامه :

وردت أحاديث كثيرة عن فضل يوم عاشوراء والصوم فيه وهي ثابتة عن رسول الله صلى الله عيه وسلم نذكر منها على سبيل المثال ما يلي :

في الصحيحين عن ابن عباس أنه سئل عن يوم عاشوراء فقال : ( ما رأيت رسول الله يوماً يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم - يعني يوم عاشوراء - وهذا الشهر يعني رمضان ).

وكما أسلفنا من قبل أن يوم عاشوراء له فضيلة عظيمة وحرمة قديمة ، وكان موسى عليه الصلاة والسلام يصومه لفضله ، وليس هذا فحسب بل كان أهل الكتاب يصومونه ، وكذلك قريش في الجاهلية كانت تصومه .

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يوم عاشوراء بمكة ولم يأمر الناس بالصوم ، فلما قدم المدينة ورأى صيام أهل الكتاب له وتعظيمهم له ، وكان لا يحب موافقتهم فيما لم يؤمر به ، فامر به فصامه وأمر الناس بصيامه ، وأكد الأمر بصيامه والحث عليه ، حتى كانوا يصوّمونه أطفالهم . وفي الصحيحين عن ابن عباس قال : ( قدم رسول الله المدينة فوجد اليهود صياماً يوم عاشوراء ، فقال لهم رسول الله : { ما هذا اليوم الذي تصومونه } قالوا : ( هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه ، وأغرق فرعون وقومه ، فصامه موسى شكراً لله فنحن نصومه )، فقال : { فنحن أحق وأولى بموسى منكم } فصامه رسول الله وأمر بصيامه ).

وفي الصحيحين أيضاً عن الربيع بنت معوذ قالت : ( أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة : { من كان أصبح منكم صائماً فليتم صومه ، ومن كان أصبح منكم مفطراً فليتم بقية يومه }. فكنا بعد ذلك نصوم ونصوّم صبياننا الصغار منهم ، ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن ، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه إياها حتى يكون عند الإفطار ). وفي رواية : ( فإذا سألونا الطعام أعطيناهم اللعبة نلهيهم حتي يتموا صومهم ).

فلما فرض صيام شهر رمضان ترك النبي أمر الصحابة بصيام يوم عاشوراء وتأكيده فيه ، لما في الصحيحين من حديث ابن عمر قال : ( صام النبي عاشوراء وأمر بصيامه فلما فرض رمضان ترك ذلك - أي ترك أمرهم بذلك وبقي على الاستحباب ). وفي الصحيحين أيضاً عن معاوية قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { هذا يوم عاشوراء ولم يكتب الله عليكم صيامه وأنا صائم ، فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر }. وهذا دليل على نسخ الوجوب وبقاء الاستحباب .

من فضائل شهر الله المحرم أن صيام يوم عاشوراء فيه يكفر ذنوب السنة التي قبله ، فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي قتادة أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عاشوراء فقال : { أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله }.

أخي المسلم . أختي المسلمة :

عزم النبي صلى الله عليه وسلم في آخر عمره على أن لا يصومه مفرداً بل يضم إليه يوماً آخر مخالفةً لأهل الكتاب في صومه ، ففي صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( حين صام رسول الله عاشوراء وأمر بصيامه ، قالوا : يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى )، فقال : { فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا التاسع } [ أي مع العاشر مخالفةً لأهل الكتاب ] قال : ( فلم يأت العام المقبل حتى توفى رسول الله ).

قال ابن القيم رحمه الله تعالى في زاد المعاد [2/76] :

( مراتب الصوم ثلاثة : أكملها أن يصام قبله يوم وبعده يوم ، ويلي ذلك أن يصام التاسع والعاشر ، وعليه أكثر الأحاديث ، ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم ).

والأحوط أن يصام التاسع والعاشر والحادي عشر حتى يدرك صيام يوم عاشوراء .

بعض البدع والمخالفات التي تقع في هذا اليوم

اعلم أخي المسلم أنه لا يشرع لك أي عمل لم يثبت عن رسول الله ، ومن المخالفات التي تقع من بعض الناس في هذا اليوم : الاكتحال ، والاختضاب ، والاغتسال ، والتوسعة على الأهل والعيال وكذلك صنع طعام خاص بهذا اليوم . كل هذه الأعمال وردت فيها أحاديث موضوعة وضعيفة .

وهناك أيضاً بدع تقع من بعض الناس في هذا اليوم منها : تخصيص هذا اليوم بدعاء معين ، وكذلك ما يعرف عند أهل البدع برقية عاشوراء ، وأيضاً ما تفعله الرافضة في هذا اليوم لا أصل له في الشرع . كما وأن من الأمور المنكرة الاحتفال ببداية العام الهجري وتوزيع الهدايا والورود واتخاذه عيداً سنوياً . منقول .



رد مع اقتباس