عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
المختار العروسي
عضو
رقم العضوية : 27701
تاريخ التسجيل : 13 - 06 - 2008
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : المختار العروسي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رسائل الأنس مع القرآن الكريم: قول في الإستعاذة

كُتب : [ 29 - 12 - 2008 ]

[size=5]رسائل الأنس مع القرآن الكريم: قول في الإستعاذة.

بقلم: المختار العروسي البوعبدلي

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بســــــم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) }آل عمران { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) }النساء . { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) }الأحزاب
أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد وشر
الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار "
أعوذ: لفظ استجارة يدل على رجاء الحماية للابتعاد عن الإصابة بالمكروه، لجوءً
بعلم إلى من له القدرة المطلقة على الرد والردع المطلق على مستوى الجزاء والعقاب، ولا تكون إلاّ من معرفة بمواطن الضعف الملازمة لطبيعة الخلق مما هو في النفس من تفاعلها وتعاملها مع مجموع القيم والقوانين الضابطة و المنظمة لنمط الفكر والنظام والممارسة. من خلال الإدراك العقلي القاصر لها. وذلك لعدم توفر المعطيات بكلياتها وخاصة تفصيلاتها، واستحالة العلم بها ومعرفتها معرفة شاملة كاملة وتفصيلية، ومن هذا كان أمر الله  في العديد من الآيات ومنها:
قوله:وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67)  سورة البقرة،
وقوله:قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (47)  سورة هود
وقوله:وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) الأعراف
وقوله:فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (100)  سورة النحل
وقوله: قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ (93) رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (94) وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ (95) ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ (96) وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98)  سورة المؤمنون
وقوله: إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (56)  سورة غافر
وقوله:وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
(36)  سورة فصلت
وقوله:قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)  سورة الفلق
وقوله: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)  سورة الناس
بالاستعاذة لعلمه ما لا نعلم مما أخفاه و بينه و ابلغ عنه كلاما مفصلا كان أو إشارة إليه ,و الخالق يعلم تفاصيل و دقائق خلقه في التأثر والتأثير وغيرهما,و من قوله: وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67)  سورة البقرة فاستعاذة موسى بيان لما عليه بنو إسرائيل من جهل, لأن الأصل في المهمة الوظيفية للنبي أو الرسول البلاغ والبيان لما ينزل عليه من وحي, وكل ما كان من قول أو فعل أو تقرير فمرجعه إلى أمر الله  فهو العاصم والحامي والموجه لهم. وكل ما كان من تقريرهم أو فعلهم أو قولهم كلهم إنما يعبر عن إتيان الطاعة و التقرب من الله  بما يحبه و يرضاه علما منهم بما علمهم الله سبحانه و تعالى.والجهل هاهنا لعدم إدراك حقيقة عملية ذبح البقرة بأمر البعث وهذا يدخل في إطار التعجيز الرباني لبي إسرائيل بعد ما كان منهم من إنكار لما قبل ذلك من معجزات. ومن هذا وغيره كانت استعاذة رسول الله موسى  من أن يكون من الجاهلين من منطلق إصرار قومه على الإنكار رغم العلم ببعثة موسى. وهذا عين الجهل.ومن قوله: قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (47)  سورة هود إذ تشير الآية إلى نفس الحال من بيان و بلاغ و تقرب من الله ,فالله  و عظ نبيه نوح عليه السلام تذكيرا لما علمه من علمه إذ الوعظ يعطي هنا صورة من صور الحماية والعصمة الربانية والتوجيه الإلهي السديد. و سؤال نوح عليه السلام الله إعاذته مما ليس له به علم ,إنما جاء أمرا من الله  يعلمنا به أمور ديننا و حقيقة العلاقات الواجبة,و استغفاره عليه السلام إنما العلم أن أكثر الخلق استغفارا هم الأنبياء و الرسل و أن الله تعالى قد غفر لهم ما تقدم و ما تأخر ولم يقدموا إلا الطاعة في سبيل الحق و كذا ما أخره لهم من جزاء حسن, فأمر الله تعالى نبيه بيان و بلاغ لنا من باب أن ابن آدم خطاء و ذلك من قول النبي محمد «كل بني آدم خطاء و خير الخطاءين التوابون»حديث حسن و الاستغفار من أسس الرجوع إلى الله ,وسياق الآيتين إنما تعبير عما صدر من مخالفة لما انزل الله تعالى على أنبيائه المعصومين الصادرة عن غيرهم , و أمر بالانتهاء عنها ,لان القول و الفعل و التقرير الصادر من الأنبياء و الرسل تحقيق لأمر الله سبحانه و الذي منه تتحقق الوظيفة الخلقية ,ألا و هي العبادة الحق لله  قال : وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ{55} وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ{56} . سورة الذاريات و أمر الله تعالى بالاستعاذة في ما بقي مما أوردناه من كلام الله تعالى الآية200 من سورة الأعراف و الآية 98 من سورة النحل , الآيتين97,98من سورة المؤمنون , الآية 56 غافر, الآية 36 فصلت و المعوذتين .
فالأمر فيها يأخذ معنى إقرار العبد من باب استسلامه وخضوعه المطلق لله  يقينا منه لما كان من إدراكه العقلي واعتقاده القلبي بالشهادة وما تقتضيه وأنه: لا
إله إلاّ الله وأن محمد رسول الله.

.../... يتبع


رد مع اقتباس