عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 2 )
المختار العروسي
عضو
رقم العضوية : 27701
تاريخ التسجيل : 13 - 06 - 2008
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : المختار العروسي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : رسائل الأنس مع القرآن الكريم: قول في الإستعاذة

كُتب : [ 29 - 12 - 2008 ]


تابع قول في الإستعاذة:
بقلم المختار العروسي البوعبدلي

وأنه: لا إله إلاّ الله وأن محمد رسول الله.
وأمر الله  بالاستعاذة لما يعلمه من ضعف حاصل من تشابك في طبيعة الخلق وتداخل في صفات تراكيبها والقصد منّا في التشابك والتداخل علاقة التفكير بالشعور وانعكاساتهما على النفس على مستوى التأثيرات الداخلية والخارجية الظاهرة والخفية.
ومن منطلق ما للعقل وللقلب من آليات تميز الإنسان عن غيره.هذا العقل والقلب المتسمين بخاصية النقص والضعف المصاحب لهما، وكذا من تشابكهما المجعول فينا المميز بالتعقيد. إذ لا يتضح إلا بادراك واعتقاد معاني الحق للوصول للحق بالحق و على هذا كان الأمر بالاستعاذة.فلا تكون الاستعاذة من غير علم بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا.
والأمر بها كذلك من باب أن الشيطان لنا عدو مبين قال الله :يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ168سورة البقرة
قال الله : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ208 سورة البقرة
قال الله :وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَـاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً فَسَاء قِرِيناً38 سورة النساء
قال الله :أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً 60 سورة النساء
قال الله :وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ 142سورة الأنعام
قال الله :قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ 05 سورة يوسف
قال الله :إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً 27 سورة الأعراف
قال الله :وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً53 سورة الإسراء
قال الله :لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً 29سورة الفرقان
قال الله :وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ 15سورة القصص
قال الله :إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ  سورة فاطر
قال الله :أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ 60سورة يس
قال الله :وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ 62 سورة الزخرف
و أما بالله: فالباء تفيد الاستعانة. و هنا يطرح السؤال ما الاستعانة؟ ما
مصدرها؟ كيف تكون؟ ما الجزاء الحاصل منها.؟
فأما الاستعانة فهي الحاملة لعدة معاني وأنها لا تتم إلاّ بين طرفين أي وجود المستعين والمعين. والمستعين هو الإنسان والمعين هو الله .وقبل أن نخوض في هذا لفت انتباهي أمر غالبا و كثيرا ما يرد في حياتنا اليومية سواء كان في العلاقات بين الأفراد أو الجماعات أو الدول وهو أن للمعين شروطا على المستعين تحقيقها ومن هذا وفي هذا الموضع فالقول المعين هو الله أخذنا صفة الألوهية و الألوهية متعلقة بالعبادة ومنه فأول الاستعانة تحقيق العبودية من المستعين حتى يصل بها إلى بناء علاقة بالمستعان به أي أن الشرط الأول:العلم والعمل بمعنى العلم بكيفية العبادة والعمل بها أي الأخذ بالكتاب والسنة علما وعملا. والشرط الثاني: المُراجَعة، بمعنى الذكر أي مراجعة النفس فيما يخالجها وإقامة عملية النقد الذاتي المستمر وقياس طبيعة الفكر والنظام والممارسة بمقياس الشرع. والشرط الثالث: المعاودة، بمعنى المداومة على الطاعة والتكرار والإصرار على السؤال والطلب بما كان من الشرط الأول. والشرط الرابع: التَدارُِك, العلم أننا قوم نؤمن بأننا نكتشف الأسباب فنعرف القوانين فنسخِّر النتيجة ولا نصنعها ومن القاعدة أن ترتيب المعطيات ترتيبا صحيحا نحصل منه على نتيجة صحيحة من هذا التدارك يحمل معنى محاولة أن يجعل المسلم كلَّه ملحقا إيمانيا مبينا لحقيقة الدين، يقينا منه بالله فيما وُعد به من جزاء في الدارين الدنيا والآخرة.
والقول من الشيطان: وهنا كذلك لفت انتباهي حرف الجر من أنه إذا دخل على ثاني الضدين أفاد الفصل والتمييز. فوجدنا فيها إشارة إلى أن الله  بعث في كل إنسان هاتين المسلمتين الخلقيتين الفصل والتمييز وهما اللتان تكونا حجة لنا أو علينا جزاء أو عقابا زمن هذا رأينا أن نشير إلى بعض معانيهما من محاولة التعريف بهما لنقول:
أولا الفصل:وهو القضاء بين الحقّ والباطل من تغليب الفطرة ليتم منه الاعتقاد القلبي والإدراك العقلي، وذلك لبيان الحق وجلائه و الانقطاع العملي له، الحاصل من علم يقيني بفعل القراءة ( العلم).
ثانيا التمييز: والتمييز متعلق بالفصل ليكون حاصله الفرز بين المتشابهات لرفع الإبهام الوارد ليتم منه التمكن من الشيء بالعلم اليقيني من الحق بالحق للحق، وليكون للإنسان القدرة والتحكم في أدائه الوظيفي المتعلق بالأمر والنهي المتحقق بالإرادة. وبالمعنى المختصر أن التمييز يكون بين قوانين الحق وقوانين الباطل ليتم الفصل علما. و الفصل يكون بين الحق والباطل عملا.
ومن هذا فالله هو الحق والشيطان يمثل الباطل وهذا هو اليقين.
والشيطان: لغة من شطن أو شاط وكلها تصب في نفس المعنى فإذا أخذنا المعنى شطن فإنما تعبير عن اللهو والبعد عن سبيل الحق نتيجة للتلهي وإتباع طريق الدنيا من غير مراعاة لسبيل الحق فيها فيشطن الإنسان عنه - أي الحق – وينسى بذلك ذكر ربه ويكون ممن ينطبق عليه قوله : فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ44 الحشر
و قوله: الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَـذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ 51 الحشر
و قوله :وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ 19الحشر والكثير من الآيات الأخر.
وأما إذا أخذنا المعنى شاط فهو من الاحتراق وما أصعب أن يحترق الإنسان
في الدنيا قبل الآخرة وشاط هو كذلك أن تفوح الرائحة فما بال أقوام أرادوا لأنفسهم الفضيحة في الدنيا فجاهروا فجهر بهم وهم بدلك أبعدوا أنفسهم عن الجزاء الحسن .
وأما الرجيم: فالرجم يحمل عدة معاني وهي اللعن والرمي والإبعاد والطرد والشتم والسب والظن وغيرها مما يقارب هذا وكل المعاني توصل للعذاب المهين. والشيطان الرجيم رجمه الله  ونعوذ بالله تعالى من ذلك مما علمنا ومما لم نعلم.


اللهم إن أصبت فمنك وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان.
أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم.
بسم الله الرحمن الرحيم:وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ(2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) 
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.


رد مع اقتباس