التابعي الجليل / سعيد بن المسيب رحمه الله
كُتب : [ 11 - 01 - 2009 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
عن ابن أبي وداعة ، قال : كنت أجالس سعيد بن المسيب ففقدني أياماً فلما جئته قال : أين كنت ?
قال : توفيت أهلي فاشتغلت بها ، فقال : ألا أخبرتنا فشهدناها ،
قال : ثم أردت أن أقوم فقال : هل استحدثت امرأة ،
فقلت : يرحمك الله ومن يزوجني وما أملك إلا درهمين أو ثلاثة ،
فقال : أنا ، فقلت : أو تفعل ، قال : نعم ،
ثم حمد الله تعالى
وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وزوجني على درهمين أو قال : ثلاثة
قال : فقمت ولا أدري ما أصنع من الفرح فصرت إلى منزلي وجعلت
أتفكر ممن آخذ وممن أستدين فصليت المغرب وانصرفت إلى منزلي واسترحت
وكنت وحدي صائماً فقدمت عشائي أفطر كان خبزاً وزيتاً ، فإذا بآت يقرع ،
فقلت : من هذا? قال : سعيد ، قال : فتفكرت في كل إنسان اسمه سعيد إلا سعيد بن المسيب
فإنه لم ير أربعين سنة إلا بين بيته والمسجد فقمت فخرجت فإذا سعيد بن المسيب
فظننت أنه بدا له ، فقلت : يا أبا محمد إلا أرسلت إلي فآتيك ،
قال : لأنت أحق أن يؤتى ، قال : قلت : فما تأمر ،
قال : إنك كنت رجلاً عزباً فتزوجت فكرهت أن تبيت الليلة وحدك
وهذا امرأتك فإذا هي قائمة من خلفه في طوله ، ثم أخذها بيدها
فدفعها بالباب
فسقطت المرأة من الحياء فاستوثقت من الباب
ثم قدمتها إلى القصة التي فيها الزيت والخبز فوضعتها في ظل السراج
لكي لا تراه ثم صعدت إلى السطح فرميت الجيران ، فجاءوني فقالوا : ما شأنك ?
قلت : ويحكم زوجني سعيد بن المسيب ابنته اليوم وقد جاء بها على غفلة ،
فقالوا : سعيد بن المسيب زوجك ? قلت : نعم ، وهاهي في الدار ،
قال : فنزلوا هم إليها وبلغ أمي فجاءت ،
وقالت : وجهي من وجهك حرام إن مسستها قبل أن أصلحها إلى ثلاثة أيام ،
قال : فأقمت ثلاثة أيام ثم دخلت بها فإذا هي من أجمل الناس ،
وإذا هي من أحفظ الناس لكتاب الله وأعلمهم لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وأعرفهم بحق الزوج ،
قال : فمكثت شهراً لا يأتيني سعيد ولا آتيه ،
فلما كان قرب الشهر أتيت سعيداً وهو في حلقته فسلمت عليه فرد علي السلام
ولم يكلمني حتى تقوض أهل المجلس فلما لم يبق غيري ،
قال : ما حال ذلك الإنسان ، قلت : خيراً يا أبا محمد على ما يحب الصديق ويكره العدو ،
قال : إن رابك شيء فالعصا ،
فانصرفت إلى منزلي فوجه إلي بعشرين ألف درهم .
وعن زين العابدين علي بن الحسين زين العابدين قال : سعيد بن المسيب أعلم الناس بما تقدم من الآثار وأفقههم في رأيه .
قال مالك : بلغني أن سعيد بن المسيب قال : إن كنت لأسير الأيام والليالي في طلب الحديث الواحد .
قال أبو طالب : قلت لأحمد بن حنبل : سعيد بن المسيب عن عمر حجة ؟ قال : هو عندنا حجة ، قد رأى عمر وسمع منه ، إذا لم يقبل سعيد عن عمر فمن يقبل ؟
توفي سعيد في قول الهيثم ، وسعيد بن عفير ، ومحمد بن عبدالله بن نمير ، وغيرهم : في سنة أربع وتسعين . وقال أبو نعيم وعلي بن المديني : سنة ثلاث وتسعين . وقال يحيى القطان وغيره : توفي سنة إحدى أو اثنتين وتسعين .
وقال محمد بن سواء : ثنا همام ، عن قتادة قال : مات سنة تسع وثمانين .
وقال أبو عبدالله الحاكم : فأما أئمة الحديث فأكثرهم على أنه توفي سنة خمس ومائة .
حدثنا الأصم ، حدثنا حنبل ، حدثنا علي بن عبدالله قال : مات سعيد بن المسيب في سنة خمس ومائة .
( تاريخ الإسلام - الإمام الذهبي )
منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام .
|