عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 44 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : شجرة الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام

كُتب : [ 14 - 01 - 2009 ]

داود ( عليه السلام ) :

دخل بنو إسرائيل الأرض المقدسة ( فلسطين ) واستقروا بها ، وكان ذلك على يد يوشع بن نون ، وصاروا يعبدون الله على المنهج الذي جاء به موسى ، وبعد مدة عادوا إلى طبائعهم الفاسدة مرة أخرى ، فكفروا بأنعم الله ، وانحرفوا عن الطريق المستقيم فسلَّط الله عليهم ملكًا جبارًا اسمه جالوت فقتل رجالهم ، وسبى نساءهم وأطفالهم ، وأخرجهم من بيوتهم ، وأخذ منهم التابوت المقدس وبه الألواح الخاصة بالتوراة ، وعصا موسى وبعض الأشياء الخاصة بهارون . وأراد بنو إسرائيل قتال جالوت وجنوده ، ولم يكن لهم في هذه الفترة ملك يوحد صفوفهم لقتال هذا الملك الجبار ، وكان من بينهم آنذاك نبي من أنبياء الله فذهبوا إليه وأخبروه أنهم يريدون ملكًا عليهم لمحاربة جالوت ، فتعجب نبيهم من هذا الطلب ، وذكرهم من أنه يخشى إن فرض عليهم القتال أن يرفضوا القتال ، ولكنهم أكدوا له عزمهم على القتال ، فقد طردوا من بيوتهم ، وابتعدوا عن أبنائهم ، فأوحى الله إلى نبيهم أن يخبرهم أن الله قد بعث لكم طالوت ملكًا ، فلما أخبرهم بذلك تعجبوا ، وغضبوا من هذا الاختيار ، حيث كان الكثير منهم خاصة الأغنياء يطمع أن يكون هو الملك الذي يوحد الصفوف لقتال جالوت ، وتكون له الهيمنة والسلطان ، ويحظى بشرف الحكم والقيادة ، ومن أجل ذلك اعترض الكثير منهم على اختيار طالوت ليتولى الـمُلك من بينهم . فأخبرهم نبيهم أن هذا اختيار الله ، وأنه - سبحانه - قد أعطى طالوت قوة في الجسم ، وسعة في العلم ، وأن علامة ملك طالوت أن تأتيه الملائكة بالتابوت الذي كان قد أخذه جالوت من قبل ، وفي لحظات كانت الملائكة قد أتت بالصندوق ووضعته أمام طالوت ، فلما رأى بنو إسرائيل ذلك رضوا به ، ووافقوا على حكمه لهم ، ثم أوحى الله لنبي بني إسرائيل أن يخبرهم بأن الله يأمرهم بالخروج مع طالوت لقتال عدوهم الذي أذلهم ، وأسر وسبى أبناءهم . ولكنهم امتنعوا عن القتال إلا قليلاً منهم تشجعوا ، واستعدوا للقتال ، فساروا مع طالوت للقاء جالوت الجبار وجنوده ، وبهذه القلة التى آمنت ، خرج طالوت وسار في طريق صحراوى ليس فيه ماء ، فاشتكى بنو إسرائيل من الظمأ والعطش فطمأنهم ملكهم طالوت وطلب منهم الصبر ومواصلة السير ، وبعد لحظات اقترب طالوت وجنوده من نهر من الأنهار ، فقال لهم طالوت مبينًا أنهم سيمرون على نهر فمن شرب منه بكثرة ، فقد خرج عن طاعته إلا من اغترف غرفة بيده يروى بها ظمأه ، ومن خالف هذا الأمر فعليه أن يترك الجيش ويرجع من حيث جاء ، فلما وصل طالوت وبنو إسرائيل إلى النهر ، لم يستجب أكثرهم لما أمرهم به الملك طالوت ، فشربوا من النهر حتى امتلأت بطونهم إلا قليلاً منهم . فأمر طالوت كل من شرب من النهر حتى شبع أن يترك الجيش ويعتزل الباقين ، ثم واصل سيره بالبقية الباقية من بني إسرائيل ، وعبر النهر ليلتقي مع جيش جالوت وحتى هذه القلة التى ثبتت تراجع بعضهم وأصابهم الخوف عندما رأوا كثرة جنود جالوت ، ولم يصبر معه إلا المؤمنون الصادقون الذين يعلمون أن الله ينصر المؤمنين بقوة إيمانهم لا بكثرة عددهم ، ولما ظهر جالوت وجنوده أمامهم ، واقترب منهم دعوا الله فقالوا : { ربنا افرغ علينا صبرًا وثبت أقدامنا وانصرنا علي الكافرين } [ البقرة : 250 ]. وفي الميدان المخصص للقتال وقف جالوت وجنوده في ناحية ، وطالوت وبنو إسرائيل في ناحية أخرى ، ثم تقدم جالوت على حصانه ، مسلحًا بكافة الدروع ونادى بأعلى صوته ، هل من مبارز ؟ هل من مقاتل ؟ وكان في جيش طالوت جندي عظيم ، هو نبي الله داود ، والذي يرجع نسبه إلى إبراهيم - عليه السلام - فخرج من بين الصفوف ليبارز جالوت الجبار بعد أن امتنع جميع بني إسرائيل عن الخروج إليه ، فضرب داود جالوت بحجارة عن طريق مقلاعه ، فوقع قتيلاً ، ففر الجيش هاربًا ، وانتصرت القلة المؤمنة بحول الله وقوته على الكثرة الكافرة المشركة . وانتهت المعركة ، وبدأ عهد نبي جديد وملك جديد ، قال تعالى : { فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء } [ البقرة : 251 ]. وجمع الله لداود الملك والنبوة ، فكان ملكًا نبيًّا ، وأنزل عليه الزبور ، وهو كتاب مقدس فيه كثير من المواعظ والحكم ، قال تعالى : { وآتينا داود زبورًا } [ النساء : 163 ] وأعطى الله لداود صوتًا جميلاً لم يعطه لأحد من قبله ، فكان إذا قرأ كتابه الزبور ، وسبح الله ، وقف الطير في الهواء يسبح الله معه ، وينصت لما يقرؤه وكذلك الجبال فإنها كانت تسبح معه في الصباح والمساء ، قال تعالى : { إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق . والطير محشورة كل له أواب } [ ص : 18-19 ] وأيد الله داود بمعجزات كثيرة دالة على نبوته ، فألان له الحديد ، حتى يسهل عليه صنع الدروع والمحاريب التى تستخدم في الحروب والقتال . وأراد الله - سبحانه - أن يعلم داود درسًا في العدل حين يحكم ، فبينما كان يجلس في محرابه يصلى ويتعبد ، فوجئ باثنين من الرجال يصعدان على سور محرابه حتى وصلا إليه ، فدخلا عليه ، فخاف منهما وفزع ، فقال الرجلان : يا داود لا تخف ، خصمان بغى بعضنا على بعض فجئنا لتحكم بيننا بالحق ، فسألهم داود عن قضيتهم ، فقال أحد الخصمين : إن هذا أخى له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة ، فأراد أن يأخذها مني ليكمل المائة ، فتسرع داود في الحكم لهذه القضية قبل أن يسمع كلام الآخر ، فقال : { لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلي نعاجه وإن كثيرًا من الخلطاء ليبغي بعضهم علي بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات } [ ص : 42 ] وما إن أكمل داود حكمه حتى اختفي هذان الرجلان فجأة دون أن يخرجا من الباب أو يعودا كما جاءا ، فأدرك داود أن هذين ملكان أرسلهما الله ليعلماه أن يسمع من الخصمين قبل أن يحكم بينهما ، فاستغفر داود ربه . وكان داود يتقرب إلى الله بالذكر والدعاء والصلاة ، لذلك مدحه الله بقوله تعالى : { واذكر عبدنا داود ذي الأيدِ إنه أواب } [ ص : 17 ] وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول عنه : ( كان أعبد البشر ) [ البخارى ] وقال - صلى الله عليه وسلم -: ( أحب الصيام إلى الله صيام داود ، كان يصوم يومًا ويفطر يومًا ، وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود ، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه ) [ متفق عليه ]. وكان داود لا يأكل إلا من عمل يده ، لأنه يعلم أن أفضل الكسب هو ما يكسبه الإنسان من صنع يده ، قال - صلى الله عليه وسلم -: ( ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده ، وإن نبي الله داود - عليه السلام - كان يأكل من عمل يده ) [ البخارى ] وقد مات داود - عليه الصلاة والسلام - وتولى من بعده ابنه سليمان - عليه السلام - الحكم وجعله الله نبيًّا ، قال تعالى : { وورث سليمان داود } [ النمل : 16 ]. منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس