عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 45 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: شجرة الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام

كُتب : [ 18 - 01 - 2009 ]

سليمان ( عليه السلام ) :

نبي من أنبياء الله ، أرسله الله إلى بني إسرائيل ، وتولَّى الملك بعد وفاة والده داود - عليهما السلام - وكان حاكمًا عادلاً بين الناس ، يقضي بينهم بما أنزل الله ، وسخر الله له أشياء كثيرة : كالإنس والجن والطير والرياح ... وغير ذلك ، يعملون له ما يشاء بإذن ربه ، ولا يخرجون عن طاعته ، وإن خرج منهم أحدٌ وعصاه ولم ينفذ أمره عذبه عذابًا شديدًا ، وألان له النحاس ، وسخر الله له الشياطين ، يأتون له بكل شىء يطلبه ، ويعملون له المحاريب والتماثيل والأحواض التى ينبع منها الماء . قال تعالى : { ولسليمان الريح غدوها شهرًا ورواحها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير . يعملون له ما يشاء من محاريب وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داوود شكرًا وقليل من عبادي الشكور } [ سبأ : 12-13 ] وعلم الله - سبحانه - سليمان لغة الطيور والحيوانات ، وكان له جيش عظيم قوى يتكون من البشر والجن والطير ، قال تعالى : { وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون } [ النحل : 17 ]. وكان سليمان دائم الذكر والشكر لله على هذه النعم ، كثير الصلوات والتسابيح والاستغفار ، وقد منح الله عز وجل سليمان - عليه السلام - الذكاء منذ صباه ، فذات يوم ذهب كعادته مع أبيه داود - عليه السلام - إلى دار القضاء فدخل اثنان من الرجال ، أحدهما كان صاحب أرض فيها زرع ، والآخر كان راعيًا للغنم ، وذلك للفصل في قضيتهما ، فقال صاحب الأرض : إن هذا الرجل له غنم ترعى فدخلت أرضى ليلاً ، وأفسدت ما فيها من زرع ، فاحكم بيننا بالعدل ، ولم يحكم داود في هذه القضية حتى سمع حجة الآخر ، عندها تأكد من صدق ما قاله صاحب الأرض ، فحكم له بأن يأخذ الغنم مقابل الخسائر التى لحقت بحديقته ، لكن سليمان - عليه السلام - رغم صغر سنه ، كان له حكم آخر ، فاستأذن من أبيه أن يعرضه ، فأذن له ، فحكم سليمان بأن يأخذ صاحب الغنم الأرض ليصلحها ، ويأخذ صاحب الأرض الغنم لينتفع بلبنها وصوفها ، فإذا ما انتهي صاحب الغنم من إصلاح الأرض أخذ غنمه ، وأخذ صاحب الحديقة حديقته . وكان هذا الحكم هو الحكم الصحيح والرأي الأفضل ، فوافقوا على ذلك الحكم وقبلوه بارتياح ، وأعجب داود - عليه السلام - بفهم ابنه سليمان لهذه القضية مع كونه صغيرًا ، ووافق على حكم ابنه ، وقد حكى الله - عز وجل - ذلك في القرآن قال تعالى : { وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين . ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكمًا وعلمًا وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين } [ الأنبياء : 78-79 ]. وذات يوم كان سليمان يسير مع جنوده من الجن والإنس ، ومن فوقه الطير يظله فسمع صوت نملة تقول لزميلاتها : { يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون } [ النمل : 18 ] فتبسَّم سليمان من قول هذه النملة ، ورفع يده إلى السماء داعيًا ربه شاكرًا له على هذه النعمة قال : { رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليَّ وعلى والدي وأن أعمل صالحًا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين } [ النمل : 19 ]. ومَّرت الأيام ، وبينما كان سليمان - عليه السلام - يسير وسط جنوده ويتفقد مواقعهم ، نظر ناحية الطير ، فلم يجد الهدهد بين الطيور ، وكان الهدهد حين ذاك قد ترك مكانه دون أن يعلم سليمان ، فغضب منه سليمان غضبًا عظيمًا ، وقال : { لأعذبنه عذابًا شديدًا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين } [ النمل : 21 ] وغاب الهدهد فترة من الزمن ، ولما عاد أخبرته الطيور بسؤال سليمان عليه ، فذهب الهدهد على الفور إلى سليمان ، وقال له : { أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين . إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون } [ النمل : 22-24 ]. لقد وجد الهدهد قوم سبأ يسجدون للشمس ويعبدونها من دون الله ، فحزن لذلك ، فلم يكن يتصور أن أحدًا يسجد لغير الله ، فأراد سليمان أن يتأكد من صدق الهدهد ، فكتب رسالة موجزة يدعو فيها الملكة وقومها إلى الإسلام والإيمان بالله - عز وجل - وترك ما هم عليه من عبادة الشمس ، وأعطاها للهدهد ، ليذهب بها إلى مملكة سبأ ثم ينتظر منهم الجواب ، فأخذ الهدهد كتاب سليمان ، وطار به إلى مملكة سبأ ، ثم دخل حجرة الملكة دون أن يشعر به أحد ، فألقى عليها الرسالة ثم وقف بعيدًا عنها ، يراقبها ويراقب قومها ماذا سيفعلون حينما يقرءون هذه الرسالة . أخذت الملكة الرسالة ، وقرأت ما فيها ، فأعجبت بها ، لكنها امتنعت عن أخذ أى قرار في شأن هذه الرسالة حتى تشاور كبار القوم من الأمراء والوزراء ، فدعتهم للحضور ، وأخبرتهم بما في هذه الرسالة ، وطلبت منهم المشورة في الأمر ، فاقترحوا عليها محاربة سليمان ، فهم أصحاب قوة ، لكن الملكة لم تقبل مبدأ الحرب والقتال لأنها استشعرت قوة سليمان ، واقترحت على قومها أن تبعث إليه بهدية تليق بمكانته ، وتنتظر رده ، فلعله يقبل ذلك ، أو يفرض عليهم جزية ، ويترك محاربتهم . وبعد أيام وصل رسل الملكة ومعهم الهدايا العظيمة والكنوز الرائعة ، ودخلوا على سليمان ووضعوا الهدايا العظيمة أمامه ، فأعرض عنها سليمان - عليه السلام - ولم يقبلها منهم ، وقال لهم : { أتمدوننِ بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون } [ النمل : 36 ] ثم توعدهم إن لم يسلموا سيأتى إليهم بجنود لا طاقة لهم بردِّها والوقوف أمامها ؛ لمحاربتهم وخروجهم من بيوتهم ، ولما عاد رسل الملكة ذهبوا إليها ، وأخبروها بما حدث بينهم وبين سليمان ، وحدثوا عما رأوا من قوته وبأسه وما سخره الله له ، فجمعت الملكة بلقيس كبار رجال دولتها من الوزراء والأمراء لتستشيرهم في أمر سليمان ، فرأوا أن يذهبوا جميعًا إليه مستسلمين ، وكان هذا هو رأي الملكة أيضًا ، وعندها رفعت حالة الطوارئ للجميع استعدادًا للذهاب إلى سليمان . وعلم سليمان بمجيء بلقيس ملكة سبأ وقومها إليه للإسلام والإيمان ، لذا أراد أن يريها آية من آيات الله العليم القدير ، لتعرف أنه مرسل من ربه ، فطلب سليمان من أعوانه أن يأتوه بعرشها قبل أن تصل إليه ، فأخبره عفريت من الجن أنه يستطيع أن يأتى بالعرش قبل أن يقوم من مجلسه ، وأخبره رجل آخر عنده علم من الكتاب أنه يستطيع أن يأتى بالعرش قبل أن يرتد إليه طرف عينه ، فأذن سليمان لهذا العبد الصالح الذي عنده علم من الكتاب بإحضار العرش ، وفي لحظات كان عرش بلقيس أمام سليمان ، فذكر سليمان نعمة الله عليه ، وفضله بأن جعل من جنوده من هو قادر على إحضار عرش بلقيس من اليمن إلى الشام في طرفة عين ، فقال : { هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم } [ النمل : 40 ]. وقد أمر سليمان الجن أن يبنوا له قصرًا عظيمًا ، حتى يستقبل فيه ملكة سبأ ، وأشار عليهم أن تكون أرضية هذا القصر من زجاج شديد الصلابة والشفافية ، تمر المياه من تحته ، ثم يضعوا عرشها فيه بعد إدخال بعض التغيرات عليه لمعرفة هل ستهتدي الملكة أم لا ؟ ومرت الأيام ، وشاع خبر وصول الملكة وقومها ، فخرج سليمان لاستقبالها ، ثم عاد بها إلى القصر الذي أعده لها ، وعند دخول ملكة سبأ هذا القصر ، وقع نظرها على العرش ، فأشار سليمان إليه ، وقال لها : أهكذا عرشك ؟ فقالت في دهشة واستغراب مستبعدة أن يكون الذي أمامها هو عرشها ، حيث تركته هناك بأرض اليمن : كأنه هو‍‍ !! فلما أقبلت بلقيس لدخول القصر ، رأت أمامها الماء ، ولم تر الزجاج ، فكشفت عن ساقيها خوفًا من أن يبتل ثوبها ، فأخبرها سليمان أن أرضية القصر مصنوعة من زجاج ، فلما رأت الملكة هذه الآيات ، أعلنت إسلامها ، وقالت : { رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين } [ النمل : 44 ] وقد ابتلى الله سليمان - عليه السلام - بمرض شديد حار فيه أطباء الإنس والجن ، وجاءوا إليه بأدوية من كل نوع ، لكنه لم يكتب له الشفاء ، بل كان المرض يزداد عليه ويشتد يومًا عن آخر ، وكان إذا جلس على كرسيه جلس عليه كأنه جسد بلا روح ، واستمر المرض مع سليمان مدة طويلة من الزمن ، فلم يجزع منه ولم ييأس ، بل كلما كان يشتد مرضه ، يزداد ذكره لله ، داعيًا ومستغفرًا له ، طالبًا منه الشفاء ، حتى استجاب الله له ، وعادت إليه صحته ، فأدرك سليمان أن مجده وملكه وعظمته لا تضمن له الشفاء إلا إذا أراد الله . وقد أراد سليمان - عليه السلام - أن يبني بيتًا كبيرًا يُعْبد الله فيه ، فكلف الجن بعمل هذا البيت ، فاستجابوا له ، لأنهم مسخرون له بأمر الله ، فكانوا لا يعصون له أمرًا ، وكان من عادة سليمان أن يقف أمام الجن وهم يعملون ، حتى لا يتكاسلوا وبينما هو واقف يراقبهم وهو متكئ على عصاه مات دون أن تعلم الجن ، وكانوا ينظرون إليه وهو على هذه الحال ، فيظنون أنه يصلي ويذكر الله ، فيواصلون البناء دون انقطاع حتى انتهوا من بناء البيت المطلوب ، ولم يعرفوا أنه مات إلا بعد أن جاءت الأرضة فأكلت العصا ، ووقع نبي الله سليمان على الأرض . فأسرع الجن والإنس إليه فوجدوه ميتًا ، وأدرك الجن أنه مات من فترة طويلة ، ولو كانوا يعلمون ذلك لما استمروا في حمل الحجارة وبناء البيت ، قال تعالى : { فلما قضينا عليه الموت ما دلهم عليه إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن إن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبسوا في العذاب المهين } [ سبأ : 14 ] وادعى بعض اليهود أن سليمان كان ساحرًا ، ويسخر كل الكائنات بسحره ، فنفي الله عنه ذلك في قوله تعالى : { واتبعوا ما تتلوا الشياطين علي ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر } [ البقرة : 102 ] وقد أثنى الله على سليمان بكثرة العبادة والتضرع لله ، فقال تعالى : { ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب } [ ص : 30 ]. منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس