كيفية فحص ميدان الرؤية ( مجال او محيط الرؤية ) :
أ.د.عبدالله البدري
فحص ميدان الرؤية :
هو الامتداد الخارجي لكل النقاط التي ينشأ فيها إحساس الرؤية وأن كل الشبكية قديرة للإستجابة للضوء ولكن توجد بقعة عمياء في محيط الشبكية نحو الأعلى والداخل وأقل امتداد نحو الأسفل ومنطقة غير حساسة أو بقعة عمياء تتطابق مع موضع قرص العصب البصري والتي فيها تختفي الخلايا الحسية للشبكية التي يمكن قياسها في جهاز ميدان الرؤية وفي هذه الطرق شدة المنبه ضرورية للتنبه في مختلف الإضاءة والتي تقاس بأصغر منبه اختباري الذي يصبح مرئي والنتيجة تعتبر بالحدود الحساسة المحددة لمساحة من الشبكية المستجيبة للمنبه وعندما المنبه يحرك من المحيط حتى أن يصل هذه الحدود التي عندها يصبح مؤثر , هناك العديد من العوامل تؤثر على إدراكها مثل نقص التركيز في المحيط، مستوى التكييف ، اللون ، الحجم ، ووقت عرض المنبه ، وفتحة الحدقة ، والنقل الضوئي من خلال العدسة والحالة النفسية للمريض وتباين بين المنبه وخلفيته لأنه يمكن قياس ميدان الرؤية لعين واحدة بواسطة جهاز ميدان الرؤية ، ولرسم ميدان الرؤية في ثنائي العينين يمكن مطابقة كلا ميدان الرؤية ومن ثم يكون ميدان الرؤية الثنائي أكبر ويغطي أكثر من زاوية قائمة في المحور الأفقي عندما تكون محاور الرؤية متوازية ويزداد مع تقاربها .
هناك عدة طرق لاختبار ميدان الرؤية :
1. إختبار المجابهة : وهذه الطريقة بسيطة سريعة وان الطبيب يستمر بمراقبة عين المريض لذلك الطبيب يستطيع ملاحظة أي انحراف من نقطة التركيز ، إن الطبيب يقابل المريض على مسافة 50 سم والمريض يغطي عينه اليسرى وينظر باستقامة إلى انف الطبيب في عينه اليمنى والطبيب يحرك يده من المحيط نحو المركز حافظا يده في سطح منتصف الطريق بين المريض والطبيب ويجب على المريض أن يقول أنه رأى يد الطبيب أو لا، إن حركة يد الطبيب يجب أن تتكرر في كل المحاور الثمانية لميدان الرؤية وإذا اكتشف أي نقص يجب رسمه وتسجيله .
2. جهاز ميدان الرؤية : إن جهاز ميدان الرؤية يتكون من نصف كرة والذي بداخله نقطة مضيئة يمكن أن تتحرك ( جهاز ميدان الرؤية لكولدمان ) أو هناك قوس دوار على شكل دائري والذي يمكن ان تتحرك حوله نقطة مضيئة ، وان لوحة الاختبار فيها دوائر مركزية والتي فيها يؤشر الدرجات المطابقة للقوس الدوار وكذلك يكون تحت المراقبة وسيطرة الطبيب من خلف الجهاز . وفي حالة التسجيل الذاتي لميدان الرؤية فإن القراءة تسجل بواسطة آلة مدببة ، المريض يجلس وذقنه يكون على موضع الذقن والوجه عمودي والجبهة مستندة على مسند الجبهة وإحدى العينين تغطى والعين الأخرى توضع في مركز القوس أو نصف الكرة لجهاز ميدان الرؤية محدقة نقطة بيضاء دائرية والتي حولها يتحرك القوس أو المنبه ، إن ميدان الرؤية يمكن قياسه مع منبه ابيض 5ملم ، 3 ملم ، 1ملم قطر ويجب فحص على الأقل 8 محاور لميدان الرؤية ولكن يفضل 16 محور والمنبه يجب أن يحرك من المحيط نحو نقطة تثبيت، وان حجم ومسافة المنبه من عين المريض تسجل بواسطة معادلة مشابهة لتلك في حدة مثل 5/330 وكل القياسات تعبر بالميليمتر . التحديق يجب أن يكون ثابت بينما الانتباه يتجه الى المنبه مع إضاءة جيدة ، المنبه يكون تحت زاوية الرؤية درجة واحدة يعطي ميدان رؤية درجة واحدة وان الامتداد الطبيعي لميدان الرؤية مع منبه 5 ملم وإضاءة جيدة للأبيض 65 درجة نحو الأعلى و90 درجة نحو الخارج و70 درجة نحو الأسفل و60درجة نحو الداخل ، وهذا الشكل الخاص ناتج من شكل المنطقة الحساسة للشبكية والتي تمتد خارجا متغيرة بتأثيرات خارجية مثل الأنف والحاجب ، وان حجم ميدان الرؤية يتغير مع الإضاءة وحجم المنبه والتباين بين المنبه وخلفيته وحالة تكيّف العين.إن ميدان الرؤية للأزرق والأصفر يقل 10 درجات في كل الإتجاهات عن مثيله الأبيض وكذلك 10 درجات اقل بالنسبة للأحمر والأخضر وان حدود ميدان الرؤية اللوني يتغير مع شدة الضوء والإشباع اللوني وان ميدان الرؤية للأزرق يكون اكبر ولكن أقل بقليل من الأبيض ومن ثم الأصفر ، الأحمر ، والأخضر ، يوجد لون أحمر داكن واخضر مزرق نفس ميدان الرؤية للأزرق والاصفر وأن هذه الأزواج اللونية تكون متممة لإن مزج الأحمر والأخضر وكذلك الأزرق والأصفر ينتج لون البيض .
3. فحص ميدان الرؤية بواسطة الشاشة : يستعمل لقياس المساحة المركزية وحول المركز ويتكون من وضع المريض متر أو مترين من شاشة سوداء 2م قطر ( شاشة جيروم ) وان المريض يحدق على بقعة بيضاء في مركز الشاشة مع منبه ابيض أو ملون على شكل قرص 1, 2, 3, 4, 5 ملم قطر مثبتة على قضيب ابيض حيث أنه يتحرك من المحيط نحو المركز على مستوى الشاشة وبهذه الطريقة يجب فحص 16 محور حول نقطة التثبيت وبهذه الطريقة فقط يتم فحص 30درجة .
فحص حدة الرؤية :
تتركز على إحساس الشبكية وقدرة إدراك شكل الأشياء ويعتمد ذلك إحساس الضوء واقل رؤية وعلى تميز المنبه أو اقل فاصل بينما تفسير الصور أو حدة الرؤية يعتمدعلى الإحساس الكامل للمنبه واقل فاصل يعتمد على قدرة التحليل للعين ولذلك فإن قطر الحدقة له فائدة عظيمة حيث يعتمد عليه قدرة تحليل للعين وكمية الضوء الواصلة للشبكية لذلك فإن حدة الرؤية تقاس كوظيفة لقطر الحدقة مع إضاءة الشبكية الثابتة ، وكذلك القدرة لتمييز الضوء تكون كبيرة فالرؤية طبيعية عندما الصور حرة الحركة بالنسبة للشبكية أكثر منه عندما تكون الصور ثابتة ، وهناك عدة أنواع من الحركة خلال التثبيت منها الحركة النبضية والتي هي حركة سريعة دقيقة بسعة 20 ثانية للقوس وبتكرار ما بين 30 – 60 ثانية وحركة بطيئة مع سعة تصل الى 6 دقائق في القوس وهناك حركة إهتزازية سريعة غير منتظمة السعة مع معدل السعة 5 ثوانٍ في القوس .
إن حدة إدراك الأشكال ممكن تحديدها بواسطة زاوية مرتكزة على الشبكية بواسطة وضوح قليل الذي يمكن للعين تحليلها بين أقل تميّز زاوي فاصلا نجمتين أو خطين أو نقطتين مضيئة ولذلك فإن نجمتين أو خطين يجب أن تفصلا بواسطة دقيقة واحدة قوسية حتى ترى منفصلة والتي تطابق على مسافة في الشبكية 4 ميكروملم ، واقل زاوية رؤية للخطوط يجب أن تفصل أيضا بدقيقة واحدة وكذلك بتمييزعالٍ للحدود .
إن الإختبارات السريرية الشائعة ( صورة أدناه ) :
تكون من حروف مثل سنلن E)) أو أقواس مفتوحة لندولت (C) وفي الحروف العربية للسامرائي للفحص القريب والبعيد وهذه الإختبارات مستواها القياسي مقبولة كقياسات لزاوية الرؤية لدقيقة واحدة ولكن يمكن أخذ الظروف الجيدة للبقعة الصفراء والتي يمكن أن تحلل بزاوية بحدود 30 ثانية قوسية .
وان هذه اللوحات الإختبارية تتكون من مجموعة حروف منظمة على شكل خطوط ذات حجم صغير حيث سعة الخط الذي يحوي هذه الحروف يتكون من زاوية دقيقة واحدة عند النقطة الأساسية في العين وكل حرف على سعة 5 دقائق عند النقطة الأساسية في العين للمسافة المعلومة والتي يمكن أن تكون 60، 48، 36، 24، 18، 12، 9، 6، 5، متر من العين وأحيانا 4 متر وان معدل حدة الرؤية التي من الممكن أن تقرأالحرف أعلى اللوحة مسافة 60 متر والخط الثاني لمسافة 48 متر والخط الثالث لمسافة 36متر ... وهكذا ، ومثل هذه المسافات فإن الأشعة المتباعدة بحزم صغيرةالتي تدخل الى الحدقة يمكن اعتبارها متوازية مع أبعاد المطابقة في الحالة الطبيعية 5 أمتار أو 6 أمتار من اللوحات التي يمكن قراءتها من أعلى اللوحة الى نهايتها 6 أو 5 أمتار، إن معظم الناس يمكنهم القراءة أوضح في الضوء الجيد ولكن إذا كان المريض يقرا من مسافة 9 أو 12 متر وهكذا فإن الرؤية تكون قاصرة إذ الرؤية الطبيعية للشخص 6/6 أو 10/10 وفي حالة الرؤية القاصرة التي يمكن ان يرى الخط على مسافة 18 متر تكون الرؤية لديه 6/18 و 12 متر فالرؤية 6/12 و60 متر الرؤية 6/60 ويمكن استعمال القدم بدلا عن المتر ( 6 متر = 20 قدم ) ولذلك 6/6= 20/20 و6/60= 20/200 وهكذا ، وذلك يمكن استعمال قياسات أخرى مثل 10/10، 10/9، 10/8، 10/7، 10/6، 10/5، 10/4، 10/3، 10/2، 10/1 وحدات رؤية 1، 9، 0، 8، 0، 7، 0... وهكذا ، واذا كان المريض لا يستطيع قراءة الحرف الكبير يجب تقديم لوحة الاختبار متر أي 5 متر بدلا من 6 أو 4 أو 3 أو 2 أو 1 متر لإمكانية قراءتها وتكتب حدة الرؤية 5/60 أو 4/60 أو 3/60 أو 2/60 أو 1/60 وإذا كان المريض لا يستطيع ان يقرأ الحرف الكبير عندما يقرب إليه يجب سؤاله بعدّ الأصابع وهي على بعد 1م وتسجل حدة الرؤية 1م أو 50 سم أو 10 سم ، وإذا كان المريض لا يستطيع عدّ الأصابع تحرك اليد أمام عينه وتسجل حدة الرؤية بحركة اليد ، وإذا كان المريض لا يستطيع تمييز حركة اليد يجب توجيه الضوء على ثماني مواضع أساسية وهنا تسجل حدة الرؤية أو إحساس الضوء وإذا كان المريض لا يستطيع إحساس الضوء فتسجل حدة الرؤية بدون إحساس لضوء .
في العادة تختبر حدة الرؤية بدون مساعدة العدسات الطبيه فإذا صححت حدة الرؤية بواسطة العدسات في حالة مديدي البصر أو حسيري البصر أو اللابؤرية ( الاستكماتزم ) فإن حدة الرؤية المصححة تكتب كالتالي : في حالة مديدي البصر حدة الرؤية 6/12 ومع+2 وحدة بصرية 6/6 أما في حالة حسيري البصر وهكذا . فإن حدة الرؤية 6/12 ومع -1 وحدة بصرية 6/6 .
إن هذه الإختبارات لا يمكن استعمالها للأطفال ماعدا اختبار حرف ((E، والأطفال يكونون على بعد 6 أمتار من لوحة الاختبار والطفل يؤشر على اتجاه الحرف بيده الى نفس اتجاه فتحة الحرف في لوحة الاختبار وهناك قياسات أخرى لحدة الرؤية للأطفال ، اختبار الرأرأة المتحركة البصرية والذي يتكون من طبلة فيها أشرطة بيضاء وسوداء متناوبة تدار أمام العين والتي تتبع هذه الاشرطة بحركة بطيئة والتي بعد ذلك تختفي لتظهر من جديد وهذا الانعكاس الآلي ما دام الطفل يتابع هذه الأشرطة وهذا اختبار جيد للطفل الغير متجاوب أو المريض المتحايل ، ولكن الإستجابة لهذا الإختبار غير موجودة في حالة ضرر الفص الجداري الدماغي .
العوامل المؤثرة على حدة الرؤية :
إن حدة الرؤية تعتمد على عوامل عديدة منها :
1. المنطقة المتنبهة من الشبكية : إن الرؤية تتغير كثيرا مع المنطقة المتنبهة من الشبكية ويكون أقصاها في منطقة البقعة الصفراء لتنحدر بسرعة نحو المحيط، وان أقصى الحدة البصرية تكون في مركز البقعة الصفراء والحزام المحيط بهذا المركز ولمسافة 10 درجات وهذا ناتج من تركيز الخلايا المخروطية في منطقة البقعة الصفراء .
2. شدة الإضاءة : هناك علاقة قوية بين قوة الإضاءة وجودة الحدة البصرية والتي تتحسن بسرعة مع إزدياد الإضاءة من 0-10 قدم شمعة وببطيء أكثر الى 100 أو اكثر قدم شمعة وان إضاءة لوحة الفحص يجب ان تكون 20قدم شمعة أو أكثر وتكون أفضل مع 100قدم شمعة .
3. طبيعة الطيف الضوئي : أن حدة الرؤية تكون جيدة مع الضوء الأبيض والاصفر وتكون أقل مع البنفسجي والأزرق والأحمر .
4. وقت عرض لوحة الإختبار : إن الرؤية تكون جيدة مع طول فترة عرض لوحة الإختبار لأنه يمكن أن يحدث تنبه مع طول الوقت وهذا يتدخل مع التحليل وهذا يعطي رؤية جيدة، وفي الرؤية خارج البقعة الصفراء فإن تقليل وقت العرض من الاستمرار الى ثانية يضاعف الحدة إذا استعملت البقعة الصفراء .
5. تأثير الحركة : إن حدة الرؤية تكون اقل في حالة الحركة منه في حالة السكون وإن إنخفاض الرؤية يزداد مع سرعة الأشياء ناتج من عدم التثبت من حركة المتابعة للعين ناتج من فشل عضلي عصبي .
6. إنتشار الضوء : إن التباين الكبير بين الأشياء وأرضيتها يعطي افضل حدة رؤية مع ازدياد الإضاءة وان أقصى حدة للرؤية تصل بسرعة عندما يكون التباين جيد .
7. الإبهار : عدم القدرة أو الإعماء والذي فيه الحدقة لا تستطيع ان تتفاعل بسرعة كافية لمنع زيادة الضوء للوصول الى الشبكية منتجة انخفاض الرؤية . منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .