رد: من القصص المأثورة عن الإستسقاء
كُتب : [ 08 - 02 - 2009 ]
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابومحمد القباني
روي أنه لحق بني إسرائيل قحط – يعني الجدب وامتناع المطر- على عهد موسى عليه السلام ، فاجتمع الناس إليه فقالوا: يا كليم الله ادع لنا ربك أن يسقينا الغيث ، فقام معهم ، وخرجوا إلى الصحراء وهم سبعون ألفاً أو يزيدون ، فقال موسى عليه السلام : إلهي ، اسقنا غيثك وانشر علينا رحمتك ، وارحمنا بالأطفال الرضع والبهائم الرتع والشيوخ الركع ، فما زادت السماء إلا تقشعاً والشمس إلا حرارة – ولا حول ولا قوة إلا بالله تعالى -.
فتعجب موسى عليه السلام وسأل ربه عن ذلك فأوحى ربه إليه : إن فيكم عبداً يبارزني أربعين سنة بالمعاصي، فنادِ في الناس حتى يخرج من بين أظهركم ، فقال موسى : إلهي وسيدي، أنا عبد ضعيف ، صوتي ضعيف فأين يبلغ وهم سبعون ألفاً أو يزيدون ؟ فأوحى الله إليه : منك الدعاء ومنا البلاغ ، فقام منادياً وقال : يا أيها العبد العاصي ، الذي يبارز الله منذ أربعين سنة بالمعاصي أخرج من بين أظهرنا ، بشؤم معصيتك منعنا المطر، فنظر العبد العاصي ذات اليمين وذات الشمال ، فلم يرَ أحداً خرج ، فعلم أنه المطلوب فقال في نفسه : إن أنا خرجت من بين هذا الخلق افتضحت على رؤوس بني إسرائيل ، وإن قعدت معهم منعوا المطر من أجلي ، فأدخل رأسه في ثيابه نادماً على فعاله وقال: إلهي وسيدي، عصيتك أربعين سنة وأمهلتني ، وقد أتيتك طائعاً فاقبلني ، فلم يستتم الكلام حتى ارتفعت سحابة بيضاء فأمطرت كأفواه القرب ، فقال موسى : إلهي وسيدي ، بماذا سقيتنا ولم يخرج من بين أظهرنا أحد ؟ فقال : يا موسى سقيتم بالذي منعتكم به – أي الرجل نفسه - فقال موسى : أرني هذا العبد الطائع ، فقال : يا موسى إني لم أفضحه وهو يعصيني ، أأفضحه وهو يطيعني؟
اللهم ارحمنا برحمتك واسقنا واغثنا واعطنا ولا تحرمنا يا ارحم الارحمين
|
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم الأستاذ / أبو محمد القباني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : إليك هذه الأبيات التي ذكرها إمام الحرم المكي الشريف فضيلة الشيخ / سعود الشريم في خطبة الاستسقاء الماضية في الحرم المكي الشريف . 20-1-1430
شربت مرارةً وبكيت جمراً
= على فقدٍ لأيامٍ خوالي
لأيام بها الخيـرات طـراً
= بها آباؤنا حازوا المعالي
ونالوا من ذرا العلياء شأوا ً
= فصاروا في التدين خير آلِ
وكانوا كلما استسقوا لجدبٍ
= سقاهم ربهم إثر ابتهالِ
فأضحوا شامةً من بعد تيه
= وعموا بالصفا كل الفعالِ
كبير القوم لا يؤذي صغيراً
= وجل الناس للقرآن تالي
وأفقرهم تعففه شعار
= وأغنى القوم لا يشقى بمالِ
وكانوا عن حمى ديني حماةً
= وقد ضربوا لنا خير مثالِ
فصرنا بعدهم قومًا وحوشاً
= تناوش بعضنا بعضًا لقالِ
فأرقنا بمرقدنا ذنوبٌ
= ونخشى أن نُردَّ إلى سفالِ
ونلقى قحطنا في كل عامٍ
= فما بال الملا فينا وبالِ
فإن الله ذو أخذٍ وبيلٍ
= شديد ربنا عند المحالِ
فآهٍ ثم آهٍ ثم آهٍ
= لأزمانٍ مضت مثل الخيالِ
ألا قوموا فندعوا اليوم ربًّا
= رحيمًا محسنًا برًّا بفالِ
ونبدأ في الدعا بالحمد
= إنا لنحمد بالغدو والآصالِ
إلهي إن في الأمطار شحًّا
= وندرًا لا يدانيـه مقـالي
وإن الأرض تشكو اليوم جدبًا
= وتشكو غورة الماء الزلالِ
فأمست في رباع القوم قفرًا
= وعظمًا بين أنياب السعالِ
وماتت من بهائمنا ألوفٌ
= لأن السعر في الأعلاف غالي
وأقبلت الديار على بلاءٍ
= لعامٍ من صدى الأمطار خالي
إلهي ليس للأنعام عشبٌ
= لترعى في حواشيه الجـزالِ
ولا نبتٌ يباس في ثراها
= ولا كلاءٌ يرام على الجبـالِ
فأمست بعد طاوية بطونًا
= وباركةً بلا شـد العقـالِ
وصار الطير لا ينوي نزولا
= فلا ماء يرام إلى بـلالي
أغثنا ، أغثنا يا إله الكون إنا
= عبيد نبتغي حسن النوال
وإن بنا من اللأواء جهداَ
= وإنك عالم عن كل حال
فلا تمنع بذنب القوم قطرًا
= ولا تمنع عبادك من سجالِ
ألا رباه أرسلها رياحًـا
= تقل بها من السحب الثقالِ
وسقها رحمةً في أرض قفرٍ
= تباكت طول أيـامٍ عضالِ
ألا غيثًا مغيثًـا يا إلـهي
= وسحًّا نافعًا يـا ذا الجـلالِ
هنيئًا في ثنـاياه مريئـًا
= مغيثـا أو مريعـا في الكمالِ
وأغدقه وأطبقه وجلل
= مواقع قطره بين التلال
لتحيي بلدةً ميتًا تعالت
= بها أصوات من في القحط بالِ
وتسقيه أناسيا كثيرا
= وأنعام غدت دون احتمال
فصب الماء في الآكام صبا
= وأنبت زرعنا فوق الرمال
وأحي الأرض بالخيرات دوما
= لتلزم قطرنا مثل الظلال
وتبلغ فرحة الإمطار دورًا
= مزملـةً بأنَّـات العيـالِ
فيشهد كل ملهوفٍ غياثًا
= بزخاتٍ كحبـات اللآلي
ألا إنا دعوناك اضطرارًا
= وأنت لدعـوة المضطر والي
وإنا قد رفعناها أكفًّـا
= فلا ترْدُدْ أكفًّـا للسـؤالِ
منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
|