أكدت وزارة الداخلية السعودية استعادة محمد عتيق عويض العوفي الحربي المدرج ضمن قائمة الـ85 المطلوبين أمنيا أحد المعتقلين السابقين في خليج جوانتانامو الذي سبق له أن ظهر في تسجيل على شبكة الإنترنت بوصفه القائد الميداني للتنظيم الضال. وذكر مصدر مسؤول في وزارة الداخلية أن العوفي أبدى رغبته في تسليم نفسه من خلال التواصل عبر ذويه مع مركز الرعاية والتأهيل في الرياض، مشيرا إلى أن الجهود المشتركة للجهات الأمنية المختصة في المملكة واليمن قد أسفرت عن استعادة المطلوب العوفي.
وجاء على لسان اللواء محمد القوسي وكيل وزارة الداخلية اليمنية أن جزءاً كبيراً من أسماء المطلوبين في القائمة المعلنة، هم أيضاً مطلوبون لليمن، وأن الجهود الأمنية المكثفة من الجانبين اليمني والسعودي ستحقق نتائج كبيرة في القبض على هؤلاء سواء كانوا في اليمن أو خارجه.
وزاد وكيل وزارة الداخلية اليمني بقوله:" مساعينا مع الإخوة في السعودية مساعٍ كبيرة جداً، ونحن نعيش معها في شراكة أمنية فعالة في القضاء على مثل هذه الخلايا الإرهابية".
وكان العوفي قد اختفى بعد سبع سنوات من سجنه في معتقل جوانتانامو وخضع العوفي إلى برنامج المناصحة ضمن قائمة ضمت 15 شخصا في السعودية إلا أنه غادر قبل أشهر قليلة إلى اليمن برفقة سعيد الشهري وظهرا في شريط فيديو أعلنا فيه انضمامهما مجددا إلى تنظيم القاعدة في اليمن.
وكانت السعودية أعلنت في الثاني من الشهر الجاري أن الجهات المختصة تمكنت من التعرف على 85 مطلوبا للجهات الأمنية منهم اثنان يمنيا الجنسية والبقية من السعوديين الموجودين في الخارج.
وكانت أسرة العوفي قد استنكرت عودة أبنها مجدداً للفكر الضال، واتهمت رفاق السوء بجره إلى مستنقع الإرهاب، وأشارت الأسرة إلى أنه كان قد تعهد لهم عقب عودته، وبعد سبع سنوات من سجنه في معتقل جوانتانامو بتراجعه عن هذا الفكر المنحرف إلا أنه اختفى من جديد. وقالت والدة المطلوب في حديث سابق لـ "الاقتصادية" إن سعيد الشهري ـ المطلوب أمنيا والذي ينتمي إلى تنظيم القاعدة ـ اتصل بمحمد وأخذه من أمام البيت قبل ثلاث أشهر، وأكدت أنها فوجئت برؤيته على شاشة التلفاز أخيرا.
يذكر أن عتيق العوفي والد المطلوب أمنيا طريح الفراش منذ عدة أشهر، ولا يعرف من حوله، وتدهورت صحته منذ أن علم بسجن محمد في جوانتانامو، وكانت الصدمة الأولى وفق حديث مقربين من والد المطلوب الأمني العوفي بمقتل شقيقة سامي في أفغانستان، قبل نحو ثماني سنوات.
من جهته قال اللواء متقاعد محمد الحارثي إن تسلم السعودية العوفي تعتبر خطوة تدفع بقية المطلوبين لتسليم أنفسهم، مشيرا إلى أن تضييق الخناق من قبل الجهات الأمنية بين البلدين السعودية واليمن حقق نتائج مثمرة.
وقال:" من المتوقع وجود جزء كبير من القائمة المطلوبة للسعودية في اليمن، وذلك نتيجة لعوامل عدة منها الشريط الحدودي الكبير مع السعودية، والتضاريس الطبيعية الموجودة هناك، إضافة إلى إمكان احتواء بعض القبائل للمطلوبين".