رد : تقوى الحسن البصري
كُتب : [ 26 - 02 - 2009 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
بين الحسن البصري والفرزدق :-
يروى أن الفرزدق كان حسن التديّن محمود السيرة ، وأنه كان إذا ضحك فاستُغرب في الضحك التفت كأنه يخاطب ملَكَيْه ، فقال : أما والله لأُسمعنّكما خيراً : لا إله إلا الله والحمد لله وأستغفر الله .
ويروى أنه اجتمع هو والحسن البصري في جنازة فقال الفرزدق للحسن : يا أبا سعيد ، أتدري ما يقول الناس ؟ قال : لا ، قال : يقولون اجتمع في هذه الجنازة خير الناس وشر الناس ، فقال الحسن : كلا لستُ بخيرهم ولستَ بشرهم ، ولكن ما أعددتَ لهذا الموضع ؟ قال : شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة ، فقال الحسن : خذها والله من غير فقيه ، ثم أنشأ الفرزدق يقول :-
أخاف وراء القبر إن لم يُعافِني
= أشدّ من القبر التهاباً وأضيقـا
إن قادني نحـو القيامـة قائـدٌ
= عنيفٌ وسَوّاقٌ يسوق الفرزدقـا
لقد خاب من أولاد آدمَ من مشى
= إلى النار مغلولَ القِلادة أزرقـا
يُقادُ إلى نار الجحيـم مُسَربـلاً
= سرابيلَ قَطْرانٍ لباسـاً مُمزّقـا
إذا شربوا فيها الصديدَ رأيتَهـم
= يذوبون من حرِّ الجحيم تحرّقـا
فلما مات الفرزدق رُؤي في المنام فقيل : ما صنع بك ربُّك ؟ فقال : غفر لي ، فقيل : بماذا ؟ قال : بالكلمة التي نازعنيها الحسن على شفير القبر . ويروى أن أبا هريرة قال له : إني أرى لك قدمين لطيفين فانظر أن تجعل لهما موضعاً لطيفاً يوم القيامة ، ومهما صنعت من شيء فلا تقنط من رحمة الله . منقول من كتاب" الفاضل " للمبرد مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
|