[خيَّال الغلباء]

كان أحد الأمراء يصلي خلف إمام يطيل في القراءة فنهره الأمير أمام الناس وقال له : لا تقرأ في الركعة الواحدة إلا بآية واحدة فصلى بهم المغرب وبعد أن قرأ الفاتحة قرأ قوله تعالى : ( وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ) وبعد أن قرأ الفاتحة في الركعة الثانية قرأ قوله تعالى : ( ربنا ءاتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعناً كبيرا ) فقال له الأمير يا هذا : طول ما شئت واقرأ ما شئت غير هاتين الآيتين .

جاء رجل إلى الشعبي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وكان ذو دعابة وقال : إني تزوجت امرأة ووجدتها عرجاء فهل لي أن أردها ؟ فقال إن كنت تريد أن تسابق بها فردها !!!

وسأله رجل : إذا أردت أن أستحمّ في نهر فهل أجعل وجهي تجاه القبلة أم عكسها ؟ قال : بل باتجاه ثيابك حتى لا تسرق !!!

وسأله حاج : هل لي أن أحك جلدي وأنا محرم ؟ قال الشعبي : لا حرج فقال إلى متى أستطيع حك جلدي ؟
فقال الشعبي : حتى يبدو العظم .

سمع أحد المغفلين شيخاً يقرأ قوله تعالى : ( يتجرعه ولا يكاد يسيغه ) فقال : اللهم اجعلنا ممن يتجرعه ويسيغه .

ونظر مغفل آخر إلى مرآة فأعجبه شكله فبدل أن يقول اللهم كما أحسنت خلقي فأحسن خلقي قال : اللهم بيض وجوهنا يوم تبيض وجوه وسودها يوم تسود وجوه .

قال بعض الحكماء : فى الصمت سبعة آلاف خير وقد اجتمع ذلك كله فى سبع كلمات : أولها أن الصمت عبادة من غير عناء والثانى زينة من غير حلى والثالث هيبة من غير سلطان والرابع حصن من غير حائط والخامس الاستغناء عن الاعتذار إلى أحد والسادس راحة الكرام الكاتبين والسابع ستر لعيوبه . وقيل أن الصمت زين العالم وستر الجاهل .

روى عن رسول الله عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام أنه قال : لا تكثروا الكلام فى غير ذكر الله فتقسوا قلوبكم والقلب القاسى بعيد عن الله ولكن لا تعلمون .

قال أحد الصالحين رضى الله عنهم أجمعين : إذا رأيت قساوة فى قلبك ووهنا فى بدنك وحرمانا فى رزقك فاعلم أنك قد تكلمت فيما لا يعنيك .

قال صلى الله عليه وسلم : ينبغى للعاقل أن يكو ن له فى النهار أربع ساعات ساعة يناجى فيها ربه وساعة يحاسب فيها نفسه وساعة يأتى فيها أهل العلم يبصرونه بأمر دينه ودنياه وينصحونه وساعة يخلى فيها بين نفسه ولذاته فيما يحل ويجمل .

قال أحد الحكماء : ست خصال يعرف بهن الجاهل : الغضب فى غير شىء ( يعنى على بنى آدم والحيوان وكل شيىء يستقبله منه مكروه ) والكلام فى غير نفع والعطية فى غير موضع ( أى يدفع ماله لمن لا يكون له فى ذلك أجر ) وإفشاء السر عند كل أحد والثقة بكل إنسان وأن لا يعرف صديقه من عدوه .

روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : خمس خصال لا تكون فى المنافق : الفقه فى الدين والورع فى اللسان والتبسم فى الوجه والنور فى القلب والمودة فى المسلمين .

وقال أيضا صلى الله عليه وسلم لعائشة رضى الله عنها وأرضاها : يا عائشة عليك بالرفق فإنه لم يكن فى شيىء إلا زانه ولا انتزع من شيىء إلا شانه .

قال على بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه : من لانت كلمته وجبت محبته وما هلك امرؤ عرف قدره لكل شيىء قيمة وقيمة المرء ما يحسنه سل من شئت فأنت أسيره وأعط من شئت فأنت أميره واستغن عمن شئت فأنت نظيره .

قال أحد العلماء جمعت لك التوراة والإنجيل والفرقان فى ثلاث كلمات : خف الله خوفا لا يكون أحد أخوف عندك منه وارجه رجاء هو أشد من خوفك إياه وأحب لغيرك ما تحب لنفسك .

قال عمار بن ياسر رضى الله عنه وأرضاه : ثلاث من جمعهم جمع الإيمان كله : الإنفاق فى الإقتار والإنصاف من نفسه وإفشاء السلام على الخلائق .