الرأي العام الكويتية
كتب سليمان السعيدي وسلمان الغضوري وعايض البرازي وفوز الظاهر
مازال جنين مستشفى الجهراء الذي تم توليده مفصول الرأس عن الجسد يهز المشهد الكويتي لليوم الثاني على التوالي، فخلف الادانات النيابية للاخطاء الطبية قصة انسانية حكتها ام الضحية وابوها.
وتروي والدة الضحية لـ«الراي» ان الطبيبة البلغارية قامت بتوليدها في الغرفة العمومية التي تضم 6 اسرة وتفصل بينها الستائر فقط لم تنقلها الى غرفة خاصة او غرفة عمليات.واضافت ان الطبيبة وضعت وسادة على وجهها لمنعها من الصراخ بعدما شاهدتها تحمل رأس جنينها مفصولا قبل ان تخرج جسده من رحمها.
اما الوالد طارق القاسم فروى لـ«الراي» وقائع ما تعرضت له زوجته في مستشفى الجهراء بعدما نقلها اليه ظهر الخميس لعلاجها من ألم في الرأس «ثم قامت الطبيبة البلغارية باجراء فحص سونار لها كونها حاملا، ورأيت الجنين يتحرك في احشاء زوجتي اضافة الى سماعي نبضات القلب، وابلغتني الطبيبة ان رحم زوجتي مفتوح وهي في حال طلق وتم وضعها في الغرفة العمومية، وطمأنتني إلى ان المولود سيوضع في حضانة حتى يكتمل نموه».
واضاف: «لكنني فوجئت لاحقا باتصال من والدتي تبلغني فيه بضرورة الحضور إلى المستشفى لتسلم جثة الجنين».
على الصعيد نفسه، أكد وزير الصحة روضان الروضان لـ «الراي» انتظار تقرير شامل حول حادثة الجنين، مشيرا إلى ان الجنين ووفق كلام الأطباء في الشهر الرابع «ونحن لن نستبق الأحداث وننتظر ما ستسفر عنه نتائج التحقيقات وعلى ضوء ذلك سنتخذ الإجراءات والقرارات المناسبة سواء كانت جزائية او غيرها».
ولفت الروضان إلى إمكانية وجود تناقض في آراء الأطباء لكن الفيصل سيكون لنتائج التحقيقات، لافتا إلى ان المعلومات المتوافرة حتى الآن أولية.
وشدد على ان الأمر لن يمر مرور الكرام وستكون للوزارة إجراءاتها فور ظهور نتائج التحقيقات.
من جهته، أكد النائب عسكر العنزي على ضرورة توقف مسلسل الأخطاء الطبية والإهمال «وما شاهدناه على تلفزيون (الراي) يؤكد معاناة الناس من الوضع الصحي المتردي».
وطالب النائب الدكتور حسين قويعان بفتح تحقيق في قضية فصل رأس الجنين عن جسده «ولا نقبل أي تهاون في هذا الأمر ولا بد من محاسبة المقصرين».
كما طالب النائب علي الدقباسي بالتحقيق في الموضوع واتخاذ إجراءات صارمة ومحاسبة المهملين.
وطالب النائب سعد الخنفور بفتح تحقيق في الحادثة لأن من واجب وزارة الصحة أن تكشف الحقائق وان تحاسب المقصرين ليكون القانون سيد الموقف.
واعتبر النائب الدكتور محمد الهطلاني حادثة الجنين «شاهدا على تردي الخدمات الصحية» معلنا عن تقديمه طلبا وعدد من النواب لفتح تحقيق في الأخطاء الطبية المتكررة.
وجدد النائب الدكتور وليد الطبطائي مطالبته وزير الصحة بـ «نسف» بعض القيادات الصحية التي مازالت على رأس عملها، والتي تعتبر مسؤولة عن الخلل في الوزارة.
وأضاف الطبطبائي في تصريح لـ «الراي» أنه يستغرب من تكرار الأخطاء الطبية في مستشفى الجهراء ما يستدعي اصلاح الخلل، داعيا إلى إسناد مهمة التحقيق في حادثة الجنين إلى جهة محايدة من مستشفى آخر غير مستشفى الجهراء حتى تكون هناك شفافية وكي لا يكون ذوو الضحايا الحلقة الأضعف، داعياً الوزير الى غربلة الوزارة