عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 13 )
فهد القريشي
عضو فعال
رقم العضوية : 9188
تاريخ التسجيل : 17 - 08 - 2006
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 160 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : فهد القريشي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: سالفة وقصيدة

كُتب : [ 16 - 03 - 2009 ]

عرفت عودة سدير قديماً باسم جمّاز ، وفي ذلك ذكر الحسن بن أحمد الهمذاني في كتابه بلاد العرب : "ثم تقفز من العتك في بطن ذي أراط تستند في عارض الفقي فأول قراه جمّاز وهي ربابية ملكانية عدوية من رهط ذي الرمّة ثم تمضي في بطن الفقي وهو واد كثير النخل والآبار". وربما يكون اسم جمّاز مأخوذاً من جمّاز بن العنبر بن عمرو التميمي ، وقد سكن بنو عنبر وادي الفقي بعد هزيمة مسيلمة في اليمامة. و ذكر الدكتور عبدالعزيز بن محمد الفيصل في كتابه عودة سدير أنها كانت مدينة قديمة تشمل أحياء العودة الحالية ، و مدينة غيلان ، و جمّاز ، و القرناء ، و هي أقدم الأحياء حيث تشتمل على آثار مطمورة تحت الأرض ، ويلي القرناء في القدم جمّاز ، وجمّاز الآن أطلال و أبنية متهدمة و أحجار متناثرة ، و على مسافة ألف متر من جمّاز من الناحية الغربية تقع مدينة غيلان ، و مدينة غيلان الآن ماتزال شامخة و هي تشتمل على قصر كبير يبلغ طوله مئة متر تقريباً و عرضه سبعين متراً يتبعه ملحقات خارج القصر . و من الأحياء المندثرة مسافر ، و فيما يبدو أن الحي لم يهجر إلا منذ ثلاثمئة سنة أو ما يقرب من ذلك.
تشتهر عودة سدير بخصوبة الأرض و تعدد الأودية ، ما أدى بالنتيجة إلى ازدهار الزراعة و اتساع المراعي ، و يعتمد أهلها في المقام الأول على الزراعة حيث ينتج المزارعون أجود الأنواع من القمح والذرة والشعير ، فضلاً عن اهتمامهم الكبير بالنخيل و إنتاج أنواع متعددة من التمور مثل الخضري و المقفزي و الدخيني والحلوة والصقعي والمسكاني والسودي. وتعتمد في ذلك على السيول الجارية في وادي سدير المعروف عند أهل البلدة بالباطن ، فإذا سال هذا الوادي امتلأت الآبار بالماء و ارتوت النخيل ، بالإضافة إلى عدة أودية مثل وادي الجوفاء ويسقي أعلى البلدة ، و وادي الشعبة ويسقي أسفل البلدة ، و وادي الداخلة ويسقي أسفل البلدة. كما تشتهر العودة بالحرف اليدوية خاصة العباءات المنسوجة التي تجد إقبالاً عليها من البلدان المجاورة.
تعكس الحياة الاجتماعية في عودة سدير تقاليد و مأثورات أهل نجد ، حيث تتوارث فيها و منذ القدم العرضة النجدية و التي يحرص أهاليها على إقامتها في المناسبات السعيدة خاصة يوم العيد ، و من المأثورات أيضاً رقصة السامري وهي من الفنون الشعبية التي يقبل عليها الشباب ويؤدونها وهم جلوس ، و غناء الربابة و هو من الفنون الشعبية لمحبي الشعر ، و غناء الحصاد ويؤديه المزارعون خاصة عند سنابل القمح ، وفن الشعر المعروف بالرد و الشعر الشعبي.

و قد امتدت مظاهر النهضة و العمران إلى عودة سدير مثلها مثل مدن و قرى المملكة ، حيث شيدت فيها المساكن الحديثة و المؤسسات التجارية و المنشآت التعليمية والصحية ، وتم تزويدها بكافة المرافق والمنافع العامة.

المعالم التاريخية

تضم عودة سدير العديد من المعالم التاريخية التي تظهر ماضيها القديم ، منها:

* الحوامي: وهي الأسوار المحيطة بالبلدة، تتكون من أربعة أسوار كبيرة أحدها السور المحيط بالبيوت، والثلاثة أسوار الأخرى تحيط بالبساتين والنخيل.
* المرقب: برج على جبل جنوب البلدة، بني من الطين والحجارة.
* مدينة غيلان: مشهورة منذ القدم وتشتمل على قصر كبير فيه بئر محفورة في الصخر ومازالت جدرانه الجنوبية والشرقية سليمة.
* الشطيط: سد قديم مازالت آثاره قائمة في وسط الوادي.
* دريب الشريف: درب ضيق وسط أحد الجبال.

السكان

الأكثرية من الدواسر من (الوداعين والبدارين) ولهم الأمارة عليها ومنهم أبو دباس صاحب القصيدة المشهورة.
الطرق قديماً
الطرق المسلوكة من وإلى البلدة طرق سهلة تسير في بطن الوادي وطرق جبلية، فالطرق السهلة هي الصاعدة إلى قرى وادي سدير حيث تتجه غرباً مسندة الوادي، والطرق المنحدرة مع الوادي حيث تسير شرقاً متجهة إلى الرياض. أما الطرق الجبلية فتتجه جنوباً حيث تربط البلدة بمنطقة الوشم والمحمل، والطرق هنا مسالك جبلية معروفة بأسمائها ومنها: درب الزمل، درب الرجيلة، درب داحس، درب مخارق، درب مصيليت، درب الشريف. وهذه الطرق وعرة وربما هلك سالكها عندما ينحرف عن الدرب يميناً أو شمالاً كما حصل لرجل اسمه داحس، وكما جرى بجيش زيد الشريف، وأما الطرق الجبلية المتجهة شمالاً فهي أقل وعورة، وهذه الطرق تربط البلدة بالقرى المجاورة مثل الخطامة وعشيرة سدير وتمير كما تربط البلدة بالدهناء والصمان.
مصادر الحياة قديماً
الحياة في عودة سدير قديماً قائمة على الزراعة والرعي، فالزراعة تعتمد على مياه الآبار والآبار بعيدة الغور، فالماء يبعد عن سطح الأرض ما بين ستين وخمسين متراً، وطبقات الأرض التي تخترقها البئر هي: طبقة طينية في حدود خمسة أمتار ثم طبقة البطحاء التي قد تصل إلى ثلاثين متراً ثم طبقة جبلية تمسك الماء. ومناطق الرعي هي الرياض حيث التربة الطينية، والبرق (جمع برقاء) حيث تختلط الرمال بالحجارة في سفوح الجبال، والمناطق الجبلية، والمراعي متوافرة حول البلدة والمياه موجودة في المناطق الجبلية، وهذا هو السبب في أن الغزال ما زالت ترى في المناطق الجبلية الجنوبية. أما الأرانب البرية فهي متوافرة حول البلدة، وتعتبر الزراعة والرعي من مصادر الحياة الأساسية التي يعتمد عليها الناس في البلدة وتقاس المستويات الاجتماعية هناك أي الغني والفقر تبعاً للمساحات الزراعية والماشية من الإبل والغنم، أما الصيد فلا يشكل إلا نسبة قليلة أو ضعيفة جداً من مصادر الحياة أي أنه لا يمثل مصدر دخل ثابت للفرد يمكن أن يعتمد عليه في حياته.
البناء و العمران قديماً
العودة بلدة قديمة والعمران فيها مربوط بأطوار مختلفة يصعب وصفها، وإن أقدم الآثار والمراحل العمرانية المشاهدة هي (الحوامي) أو قصر غيلان ، أما بيوت البلدة فلا يتجاوز أقدمها ثمانين ومائة عام. و أسوار البلدة القديمة مبنية من الطين على الرغم من ارتفاعها، وهي مكونة من جدران متلاصقة تصل إلى العشرة في بعض الأسوار، والبناء بالطين الخالص أي بدون لبن تشتمل على بروج خادعة، فإذا نظرت إلى السور من خارجه فإنك ترى البرج بارزاً في السور.. وإذا نظرت إليه من الداخل وجدته كتلة من الطين، أما البروج الحقيقية فهي في وسط الحامي ولا يلاحظها المار لا من خارج السور ولا من داخله، مع أن من بداخلها يرصد حركة المار بكل دقة ويستطيع إطلاق النار عليه، وتتكوَّن تلك البروج من خمسة طوابق. أما أسوار النخيل والبساتين فإنها تبنى بالطين بدون لبن، فيؤتى بالزنبيل المملوء بالطين ويطرح فوق الجدار وبعد أن تجففه الشمس يطرح عليه الطين من جديد وهكذا حتى يكمل البناء.


رد مع اقتباس