رد: معركة النجارين في حائر سبيع الغلباء
كُتب : [ 27 - 03 - 2009 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فقد قال الشيخ / عثمان بن بشر في كتابه عنوان المجد في تاريخ نجد ثمَّ دَخَلتَ السَّنَة السَّابعة والسبعون بَعَد المائة والألف وَفيهَا ثُمَّ إنَّ عَبدَالعزيز رحل من سدير راجعاً فلما وصل بلد رغبة المعروفة بلغه خبر غزو العجمان قد أخذوا فريقاً من سبيع فجد في طلبهم حتى أدركهم في موضع يسمى قذلة بين بلد القويعية والنفود فأحاط بهم فقتل منهم خمسين رجلاً منهم ابن طهيمان، وقتل من المجاذمة عشرون رجلاً وأسر منهم نحو المائتين أسيراً وأستأصل ركابهم وخيلهم وهم قريب أربعمائة مطية وركاب عبدالعزيز لا تزيد على المائة وخيله أربعون فرساً وكانت هذه الوقعة هي سبب مسير أهل نجران كما سيأتي إن شاء الله . ثُمَّ دَخَلتَ السَنَة الثَّامنة والسبعون بَعَد المائة والألف وَفي هَذه السَّنَة في ربيع الآخر كانت وقعة الحاير المشهورة بحاير سبيع بين الخرج والرياض وسبب ذلك أن العجمان لما قتل منهم من قتل وأسر منهم من أسر في قذله كما ذكرنا جدوا في المسير إلى نجران لأخذ الثأر واستنقاذ الأسرى فأتوا إلى صاحب نجران المسمى بالسيّد حسن بن هبة الله فشكوا له ولساير يام المعروفين بالوعلة واستصرخوهم بالمسير معهم على المسلمين فأجابوهم إلى ذلك فأقبل منهم جموع عظيمة فوصلوا إلى الحاير المذكور وَحصروا أهله ومن كان عندهم من المسلمين الذين أرسلهم عبدالعزيز إليهم لما علم بمسيرهم إليهم واستنفر عبدالعزيز جميع المسلمين فسار إليهم وهم على الحاير وكان وصول النجرانيين إلى الحاير عند إقبال عبدالعزيز وجنود المسلمين ففتحوا أهل الحاير باب قصرهم يظنون أنهم عبدالعزيز وجنوده وسبقّت جنود النجرانيين وأخذوا الحاير فأقبل عبدالعزيز بجنود المسلمين فوقع بينهم قتال شديد فأراد الله سبحانه الهزيمة والكسيرة على جموع المسلمين فقتل منهم في تلك الهزيمة نحو خمسمائة رجل وأسروا أسرى كثيرة وأخبرنا من حضر تلك الوقعة أن الذي قتل من أهل الدرعية سبع وسبعون رجلاً ومن أهل منفوحة سبعُون رجلاً ومن أهل الرياض خمسون رجلاً ومن أهل عرقه ثلاثة وعشرون رجلاً ومن أهل العيينة ثمانية وعشرون رجلاً ومن أهل حريملاء ستة عشر رجلاً ومن أهل ضرما أربعة رجال ومن أهل ثادق رجل واحد ومع المسلمين بدو غيرهم من حاضرة الحاير وسبيع وذكر لي أن الذي أسر من المسلمين مائتين وعشرين وذكر لي أن عبدالعزيز رحمه الله لما دخل على الشيخ من مجيئه من هذه الوقعة لم يبادرهم الشيخ إلا بقّوله : { ولا تهنُوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون أن كنتم مؤمنين إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بن الناس وليعلم الله الذين أمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين وليمحص الله الذين أمنوا ويمحق الكافرين } ثُمَّ إِنَّ أهل نجران بعد أن رحلوا وقصدا الدرعية فنزلوا بالبهى عند قصر الغذوان فخرج عليه أهل القصر وأخذوا من إبله عشرين بعيراً وقتلوا ثلاثة رجال وبقي مكانه أياماً فظن أكثر أهل نجد بعد هذه الوقعة أن هذا النجراني هو الذي يهلك الأنام ويستأصل أهل الإسلام ولم يذكروا ما وقع على سيد الأنام في وقعة أحد هشمت البيضة على رأسه وقتل من أصحابه سبعون فكانت الغلبة والظهور للمؤمنين والعاقبة للمتقين فوفد على النجراني دهام بن دواس وأهدى إليه هدايا وقدم عليه زيد بن زامل رئيس بلد الدلم وفيصل بن سويط رئيس عربان الظفير وأثنوا عليه وهنّوه بالنّصر وقالوا له إن أخذت هؤلاء واستأصلتهم حصل الملك لك وكنت الرئيس على الجميع فهش النجراني بقولهم ويأبى الله إلا أن يتم نوره المشركون ثُمَ إن الشيخ رحمه الله ومحمد بن سعود أرسلوا إلى فيصل بن شهيل بن صويط وأرسلوه إلى صَاحب نجران وصالحهم وأطلقوا له الأسرى الذي عندهم من العجمان وأطلق النجراني أسرى المسلمين ورحل إلى وطنه وكان النجراني لما أقبل بجنوده أرسل إلى عريعر رئيس بني خالد وواعده يوافيه بجيوشه فاستنفر عريعر جميع عربانه من بني خالد وغيرهم واستلحق أهل بلدان نجد فأتته غزوانهم سوى أهل أشقير وضرما والعارض وسار بكيده وجنوده فما وصل عريعر الدهّناء إلا وقد أثنى الله عزم صَاحب نجران فأخلف الميعاد ورحل بقومه ورجعُوا إلى أوطانهم وسار عريعر وجميع جنوده وأطبقت نجد معه وأول من أجاب الداعية ولبى لرسوله وساعيه دهام بن دواس وأهل منفوحة وتتابع أهل نجد في نقض العهد ثم إن عريعر استشار أعوانه من أهل نجد في المنزل الذي ينزل فيه من الدرعية يسع العربان وأهل البلدان فاستقر رأيهم أن ينزل بين قري قصير وقري عمران فوجلت قلوب أهل الدرعية من كيده وكثرت جنوده وكثرت مدافعة وبنوده فأزعجهم ذلك وبهرت قلوبهم ولجؤا إلى الله في كشف هذه المهمّة والفتنة المدلهمّة فلما نزل بذلك المكان وقرب المدافع والآلات إلى قرب الجدران والبروج فرماها رمياً هائلاً فلم ينقض منها لبنة واحدة فزال الرعُب والخوف عن أهل الدرعية فخرجوا إليهم خارج السور فأقبلت جنود عريعر تريد الدخول من أعلى الباطن فسابقهم عبدالعزيز وأهل الدرعية وقاتلوهم أشد القتال وأخرجوهم منها قسراً وقتلوا منهم رجالاً وأخذوا منهم فرساً وأقاموا أياماً كل يوم قتال فخفت قوم عريعر وداخلهم الرعب والفشل وهموا بالرحيل وندموا إذ لم يحصلوا على طايل وتلك الأعوان دهام بن دواس وزيد بن زامل يثبطونهم وينجونهم على المقام ولسكون في ذلك المنزل وقالوا نحن نعرف طريق قتالهم ومجالدة أبطالهم وذلك بَعد ما أتى إليه رؤساء أهل الحريق وعتاتهم فأخذوا في أهبة القتال فأخبر عبدالعزيز خبرهم فابتعد لقتالهم وجمع مقاتلة أهل الدرعية فلما أصابوا سارت جنود عريعر إلى الجدران وقاموا يرمون بالقنابر والمدافع وأهل الدرعية ثابتون ونزل إلى أشقير من بني خالد الزلال وأهل الأحساء وبقية بنوا خالد قصدوا جدار سمحان وأهل سدير وأهل الوشم وأتباعهم قصدوا قري قصير وأحاطوا بجهة البلد وحصل قتال بينهم شديد فرجعوا خائبين وقتل منهم أكثر من خمسين رجل منهم عبيد بن تركي فداخلهم الفشل والرعب والوجل وأبطل الله كيد عريعر وجنوده وأوقع الرعب فيهم فرحلوا عنها صاغرين وكانوا قد أقاموا عليها أكثر من عشرين يوماً وقتل من أهل الدرعية اثنا عشر رجلاً . ثُمَّ دَخَلت السَّنة التاسعةُ والسبعون بَعَد المائة والألف وَفيهَا غزا عبدالله بن محمد بن سعود بجنود المسلمين وقصد فرقاناً من سبيع كثيرة من آل شلية وغيرهم وهم نازلون بالعرق فشن عليهم الغارة بالصَّباح فأخذهم وأخذ منهم أموالاً كثيرة . ثمَّ دَخَلت السَّنُة الثانَيَة والثمانون بَعَد المائة والألف وَفيهَا سار عبدالعزيز وقصد سبيع وهم على الحاير المعروف فسبقه النذير إليهم واستعدوا للملاقاة فالتحم بينهم القتلى وتجالدت الفرسان والأبطال فانهزمت سبيع وتزنبوا قصر الحاير وكان أهله قد نقضوا العهد فأخذ عليهم عبدالعزيز إبلاً كثيرة وأغناماً وأمتعة . ثُمَّ دَخَلت السَنَة الثالثة والثمانون بَعَد المائة والألف وَفيهَا سَار عبدالعزيز إلى الرياض ووافق خيلاً لدهام قد أخذت إبلاً من عربان سبيع فوقع بينهم قتال قتل فيه من قوم دهام أربعة رجال منهم : مطرود الفريد وابن المرابع وقتل من الغزو رجل واحد . ثُمَّ دَخَلت السَّنَة الرابعة والثمانون بعد الماء والألفِ وَفيهَا سار عبدالعزيز غازياً إلى الحاير المعروف بحاير سبيع وقطع بعض نخيله ثُمَّ أذعنوا وبايعُوا على دين الله ورسوله والسمع والطاعة . ثم دَخَلت السَّنَة السادسة والتسعون بَعَد المائة والألف وَفيهَا غزا زيد بن زامل صاحب بلد الدلم بجيش نحو المائتين وأغار على عربان سبيع وأخذ منهم إبلاً ثُمَّ قفل راجعاً وكان سليمان بن عفيصان غازيا بجيش نحو ثلاثين مطيه أمرهم عبدالعزيز يتخطفون لقطاع الطريق وكانوا قريباً من البوادي حين أخذ زيد الإبل فلما علم ابن عفيصان ومن معه بذلك أطلبوهم فلحقوهم فلما تقابل الجيشان حصل بينهم مناوشة قتال ورمي بالبنادق رمية من عند قوم ابن عفيصان فقدرا الله سبحانه أنها تكون في زيد وهو على مطيته فكانت حتفه فسقط من الكور ميتاً ذكر لي أن عباءته نشبت في الكور فأخذ هيئة وهو متعلق بالمطية في شدة سيرها فأوقع الله الفشل في قومه فقتل منهم نحو عشرة رجال وأخذوا ركابهم واستنقذوا إبل سبيع . منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
|