[ماجد الشماسي]

الأمير نايف.. في موقع استحقاقه



تركي عبدالله السديري
ما بين الساعة التاسعة والنصف، والعاشرة والنصف تلاحقت اتصالات تلفزيونية تطلب مني تعليقاً على خبر مهم .. كانت الاقتصادية في مقدمتها.. الأمير نايف نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء.. أجزم أن احتفالية نفسية واسعة عاشها الناس في تلك الساعة وما بعدها، حيث تمت استعادة منصب النائب الثاني باختيار رجل تتوافر عنه معلومات تجعلهم يشعرون أنه حصل على استحقاقه، وفي ظروف يحتاجون إلى مثله..
فالأمير نايف لم يأت من فراغ، أو من نصف رصيد شهرة، أو من تزكية فردية، ولكنه أتى ليس من رصيد مسايرة لخطوات الحكم، وإنما من رصيد مشاركة إيجابية في أداء مهمات الحكم.. هو الرجل الذي عندما انفجر الإرهاب في بداياته، تصورنا أن أوضاعنا الاجتماعية - التي لم تنضج بعد - سوف تتيح مداخل مخيفة لانتشارات الإرهاب.

ولكن إدارة نايف بن عبدالعزيز رفعتنا من نموذجية المجتمع الخائف على قدرات قواه، إلى نموذجية المجتمع المتصدر لصفة الامتياز، بأن أمنه هو الأقوى، والأكثر مواجهة للمخاطر، وانتصاراً عليها، علماً أننا لا نستطيع أن نقارن - في حالات الاستهداف - بين معظم المجتمعات وواقعنا، حيث كنا الأكثر استهدافاً، لكن كنا - أيضاً - الأكثر انتصاراً، والذكاء القيادي الرائع هو الذي أدخل المجتمع بفردياته المختلفة ليكون مشاركاً أمنياً في مطاردات مصادر الإرهاب ومواقعه.. تطورت إمكانات مصادر المعلومات حين أصبح المجتمع متحملاً لهذه المهمة، وهو جانب لم يلتفت إليه أي مسؤول أمني كبير في أي دولة بمثل ما نفذته براعة الأمير نايف القيادية أمنياً..

ولا يقف الأمر عند هذا الحد..

الأمير نايف قريب منذ أمد بعيد من مواقع القرار، سواء عندما كان الملك فيصل يقاوم بحزم قيادي شجاع كل الاستهدافات العسكرية، والإجرامية، والمعلوماتية، التي حاولت تدمير مجتمعنا، أو عندما تم تنفيذ مشاريع بناء أساسيات التنمية في عصر الملك خالد، ثم الملك فهد، وأخيراً يتألق وجوده في المشاركة عندما باشر رجل المستقبل المجيد عبدالله بن عبدالعزيز توظيف المال، وقدرة الإنسان؛ لإحلال واقع اقتصادي، وعلمي، وثقافي، يبشر بمدنه الصناعية، وصيانته فائض رأس المال، وبرامج التعليم العلمية، وتسهيل لغة الحوار بمستقبل قريب لن نكون فيه متفرجين على تعثرات دول المنطقة، ولكننا سنكون المتفوقين أوسطياً.. ومن حقنا بالقدرات التي تبنى وتصان أن نتطلع إلى زمالة أوروبية، والأمير نايف رجل قريب، ومشارك إيجابي، في دفع هذه التحركات إلى الأمام..

هذا التعيين الجاد والإيجابي كشف للناس أبعاد اطمئنانات سلاسة التحرك إلى الأمام حين تكون الثقة عند من يستحقها ويتحمل المسؤولية من هو الأقرب إليها..