عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 114 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: قطوف من الفكاهة والبلاغة والحكم والأدب والحكمة

كُتب : [ 17 - 04 - 2009 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : عن الهيثم بن عدي الطائي عن الشعبي قال : لقيني شريح فقال لي يا شعبي : عليك بنساء بني تميم ، فإني رأيت لهن عقولا ، فقلت : وما رأيت من عقولهن ؟ قال : أقبلت من جنازة ظهرا ، فمررت بدورهن وإذا أنا بعجوز على باب دار وإلى جانبها جارية كأحسن ما رأيت من الجواري ، فعدلت إليها ، واستسقيت وما بي من عطش . فقالت لي : أي الشراب أحب إليك ؟ قلت ما تيسر . قالت : ويحك يا جارية ائتيه بلبن ، فإني أظن الرجل غريبا . فقلت للعجوز : ومن تكون هذه الجارية منك ؟ قالت : هي زينب بنت جرير إحدى نساء بني حنظلة . قلت : هي فارغة أم مشغولة ؟ قالت : بل فارغة . قلت : أتزوجينها ؟ قالت إن كنت كفأ ( ولم تقل كفوا وهي لغة بني تميم ) ، و تركتها ومضيت إلى منزلي لأقيل فيه ، فأمتنعت مني القائلة ، فلما صليت الظهر أخذت بيدي إخواني من العرب الأشراف علقمة والأسود والمسيب ، ومضيت أريد عمها ، فاستقبلنا وقال : ما شأنك أبا أمية ؟ قلت : زينب بنت أخيك . فقال : ما بها عنك رغبة فزوجنيها ، فلما صارت في حبالي ندمت وقلت : أي شيء صنعت بنساء بني تميم ، وذكرت غلظ قلوبهن . فقلت أطلقها ثم قلت : لا . ولكن أدخل بها . فإن رأيت ما أحب وإلا كان ذلك . فلو شهدتني يا شعبي وقد أقبلت نساؤها يهدينها حتى أدخلت علي . فقلت : إن من السنة إذ دخلت المرأة على زوجها أن يقوم ويصلي ركعتين .

ويسأل الله تعالى من خيرها ويتعوذ من شرها فتوضأت فإذا هي تتوضأ وصليت فإذا هي تصلي بصلاتي فلما قضيت صلاتي أتتني جواريها فأخذن ثيابي وألبستني ملحفة قد صبغت بالزعفران فلما خلا البيت دنوت منها فمددت يدي إلى ناحيتها فقالت : على رسلك أبا أمية . ثم قالت :-

الحمد لله أحمده وأستعينه وأصلي على محمد صلى الله عليه وسلم وآله . أما بعد فإني امرأة غريبة لا علم لي بأخلاقك فبين لي ما تحب فآتيه وما تكرهه فأجتنبه فإنه قد كان لك منكح في قومك ولي في قومي مثل ذلك . ولكن إذا قضى الله أمرا كان مفعولا ، وقد ملكت ، فأصنع ما أمرك الله تعالى به ، إما إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان . أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولك ولجميع المسلمين .

قال : فأحوجتني يا شعبي إلى الخطبة في ذلك الموضع . فقلت : الحمد لله أحمده وأستعينه ، وأصلى وأسلم على محمد وآله ، أما بعد فإنك قلت كلاما إن ثبت عليه يكن ذلك حظا لي . وإن تدعيه يكن حجة عليك ، أحب كذا وأكره كذا وما رأيت من حسنة فابثثيها وما رأيت من سيئة فاستريها . فقالت : كيف محبتك لزيارة الأهل ؟ قلت : ما أحب أن يملني أصهاري . قالت : فمن تحب من جيرانك يدخل دارك آذن له . ومن تكرهه أكرهه ؟ قلت : بنو فلان قوم صالحون ، وبنو فلان قوم سوء .

قال : فبت معها يا شعبي ، بأنعم ليلة . ومكثت معي حولا لا أرى منها إلا ما أحب . فلما كان رأس الحول جئت من مجلس القضاء ، وإذا أنا بعجوز في الدار تأمر وتنهي . قلت : من هذه ؟ قالوا فلانة أم حليلتك . قلت : مرحبا وأهلا وسهلا . فلما جلست أقبلت العجوز . فقالت : السلام عليك يا أبا أمية . فقلت وعليك السلام ومرحبا بك وأهلا . فقالت : كيف رأيت زوجتك ؟ قلت : خير زوجة وأوفق قرينة لقد أدبت فأحسنتِ الأدب وريضتِ فأحسنتِ الرياضة ، فجزاك الله خيرا . فقالت : أبا أمية إن المرأة لا يرى أسوأ حالا منها في حالتين . قلت : وما هما ؟ قالت : إذا ولدت غلاما أو حظيت عند زوجها فإن رابك مريب فعليك بالسوط ، فوالله ما حاز الرجال في بيوتهم أشر من الروعاء المدللة . فقلت : والله لقد أدبتِ فأحسنتِ الأدب وريضتِ فأحسنتِ الرياضة .

قالت : كيف تحبك أن يزورك أصهارك ؟ قلت : ما شاءوا ، فكانت تأتيني في رأس كل حول فتوصيني بتلك الوصية . فمكثت معي يا شعبي عشرين سنة ، فلم أعب عليها شيئا . وكان لي جارا من كندة يفزع امرأته ويضربها فقلت في ذلك :-

رأيت رجالا يضربـون نساءهـم
= فشلت يميني يوم تضـرب زينـب

أأضربها من غير ذنـب أتـت بـه
= فما العدل مني ضرب من ليس يذنب

فزينب شمـس والنسـاء كواكـب
= إذا طلعت لم يبـدُ منهـن كوكـب

منقول من كتاب : طرائف النساء / للدكتور رضا عواضة كتبه الباحث : د . إبراهيم العوفي مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس