عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 124 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: قطوف من الفكاهة والبلاغة والحكم والأدب والحكمة

كُتب : [ 29 - 04 - 2009 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

الشاعر الجاهلي / النابغة الذبياني : هو زياد بن معاوية الغطفاني أي أنه من قبيلة مضر وهي القبيلة التي ينتمي لها المستوغر - الشاعر والفارس - الذي عاش أكثر من 300 سنة وقد سمي بالنابغة لنبوغه في الشعر، ولأنه لم يقل الشعر حتى تملـّـَكه والذبياني نسبة لجده ذبيان وقد توفي في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام ولكن قبل أن يبعث وكان يعده / عمر بن الخطاب رضي الله عنه أشعر العرب فقد سأل أناس فقال : من منكم قال :-

ولست بمستبقٍ أخـاً لا تلمـه
= على شعث أي الرجال المهذب

قالوا : النابغة . قال : مَن الذي يقول :-

إلا سليمان إذ قال الإلـه لـه
= قم في البرية واحددها عن الفند

وخيّس الجن إني قد أذنت لهم
= يبنون تدمر بالصّفـاح والعمـد

قالوا : النابغة . قال : فمَن الذي يقول :-

حلفت فلم أترك لنفسك ريبـة
= وليس وراء الله للمرءِ مذهب

لئن كنت قد بلّفت عني وشاية
= لَمبلغك الواشي أغشّ وأكذب

قالوا النابغة . قال : فهذا أشعر العرب وكان أول شاعر يتكسب بشعره وكان شاعر بلاط يتردد على قصور الملوك في العراق والشام ويمدحهم ويأخذ جوائزهم فكثر ماله وقد حظي عند / النعمان بن المنذر ملك الحيرة، فقربه إليه من دون سائر الشعراء، وجعله في حاشيته ينادمه فحسده على ذلك المنخل اليشكري - شاعر - وأبناء عوف بن قريع - من بطانة النعمان - فأخذوا يتربصون به ووجدوا الفرصة المناسبة عندما نظم النابغة قصيدته الشهيرة في / المتجردة زوجة النعمان التي أولها :-

أمن آل ميَّةَ رائحٌ أو مغتد
= عجلاَن ذا زادٍ وغير مزوّد

إفد الترجل غير أن ركابنا
= لما تزل برحالنا وكأن قـد

وقد ذكر ها فافحش في ذكر مثلها، فاتخذها المنخل اليشكري - وكان يَهوى المتجردة - حجة لإيغار صدر النعمان عليه، فخاف النابغة، وهرب إلى قبيلته ولم يستطع المنام تلك الليالي من خوفه وأصبحــــت " ليلة نابغية " مثلاً يضرب لكل من لم ينم ليلته جيداً أرقاً أم سهراً عند العرب وكان النابغة سيداً من سادات قومه عفيفا شريفا فهو ممن حرم الخمر والأزلام في الجاهلية ولهذا لَم يَسلم من حسدهم فنالوا منه بألسنتهم وكان النابغة أيضاً حَكَمُ سوقِ عُكاظ بين الشعراء ويحتكمون إليه في الخصومات الأدبية بين الشعراء عادةً وقد حكم بين / الأعشى و / حسان بن ثابت رضي الله عنه و / الخنساء رضي الله عنها في سوق عكاظ لصالح الأعشى وكانت الخنساء قد أتت بالبيت الشهير :-

وإن صخراً لتأتم الهداة به
= كأنه علَم في رأسه نـار

فقال النابغة : ورب السماء لولا أن أبا بصير " الأعشى " أنشدني آنفا لقلت إنك أشعر الجن والإنس فغضب حسان وقال : والله لأنا أشعر منك ومن أبيك فقال له النابغة : يا ابن أخي أنت لا تُحسِن أن تقول :-

فإنك كالليل الذي هـو مدركـي
= وإن خلت أن المُنتأى عنك واسعُ

خطاطيف حُجن في حبال متينـة
= تَمـد بهـا أيـد إليـك نـوازعُ

فرضي حسان بعد قوله والنابغة مصور بارع يمتاز ببديع كنايته، ودقيق إشارته، ومن صوره ما هو حسي، وما هو خيالي وقد وصفه / ابن سلام فقال : ( إنه كان أحسنهم ديباجة شعر، وأكثرهم رونق الكلام، وأجزلهم بيتا، كأن شعره كلام ليس فيه تكلف ) منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس