البخل في طرائف الكتاب
* يحكى أن الحطيئة كان من أشهر بخلاء العرب ؛ فقد مر به رجل وهو على مقربة من بوابة منزله ممسكا بعصا وقال له : أنا ضيف .. فأشار الحطيئة إلى عصاه قائلا : أترى هذه ؟ إنها أعدت للضيفان من أمثالك !!
*وكان المتنبي (الشاعر المشهور) بخيلا جدا ، مدحه أحدهم بقصيدة..
فقال له : كم أملت منا على مدحك ؟
قال: عشرة دنانير…
قال ا لمتنبي : والله لو ند فت قطن الأرض ، بقوس السماء ، على جباه الملائكة ، ما دفعت لك دانقا!
* وقيل لخالد بن صفوان: - وقد كان بدوره من أشهر البخلاء العرب - لم لا تنفق ومالك عريض ؟؟
فقال : الدهر أعرض منه !!
* وقال أعرابي بخيل لنزيل نزل به :
نزلت بواد غير ممطور ، ورجل بك غير مسرور ، فأقم بعدم ، أو ارحل بندم!
* طبخ بعض البخلاء قدراً من الطعام ، وجلس يأكل مع زوجته فقال: ما أطيب هذا الطعام لولا كثرة الزحام! فقالت امرأته : وأي زحام و ما ثمة إلا أنا وأنت ، فقال : كنت أحب أن أكون أنا والقدر…
* وقف سائل ببا ب يطلب إحسانا فقال له البخيل: النساء لسن في المنزل يرزقك الله…
فرد السائل : إنني أسألك رغيفاً وليس عروسا!!.
* قال بعضهم لبخيل : لم لا تدعوني يوما إلى بيتك ؟
قال :لأنك جيد المضغ ، سريع البلع ، إذا أكلت لقمة هيأت أخرى !
قال : أتريد مني إذا أكلت لقمة أن أصلي ركعتين ثم أعود إلى الثانية ؟ !
البخل في شعر الشعراء
* يقول جرير في هجائه اللاذع لقبيلة بني تغلب لحرصها الشديد على إخفاء الطعام عن النزلاء والطارقين:
قوم إذا أكـلوا أخفوا كلامـهم واستوثقوا من رتاج الباب والدار!!
قوم إذا استنبح الضيفان كلبهم قالوا لأمهم بـــولي على النار!!
* ويذكر صاحب المستظرف بيتين لشاعر مجهول يستنهض المضيف لإنقاذ ضيوفه من الهلاك المحقق بعد أن أخذ الجوع منهم مأخذه:
يـا قائماً في بـيته قـاعداً من غير مامعنى ولا فائدة
قد مات أضيافك من جوعهم فاقرأ عليهم سورة المائدة
* ويصف شاعر حالة بخيل يتجشم المخاطر والأهوال ويؤثر الهلاك من أن يفرط في مثقال ذرة مما يملك :
لو عبر البحر بأمواجـه في ليلة مظلمـة بـاردة
وكفـه مملـوءة خـردلا ما سقطت من كفه واحدة* ويقول بعض الضيوف الذين قضوا ليلتهم في بيت أحد البخلاء إلى حد استحالت فيه إلى مأثم :
فبتنا كأنا بينهم أهل مأتم على ميت مستودع بطن ملحدِ!
يحدث بعضا بعضنا بمصابه ويأمر بعضا بعضنا بالتجلد!