[صامل الميقاف]

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالى إخبارًا عن نبيّه يعقوب بن اسحاق عليه السلام حين أوصى ابنه يوسف عليه السلام : { قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدًا } ( سورة يوسف : اّية 5 ) ورُوي عن رسول الله : ( استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان ) وقال بعض الحكماء : صدرك أوسع لسرّك وقالوا : سِرك من دمك يعني ربما كان في إفشاء السر سفك الدم وقالوا : أصبر الناس من صبر على كتمان سِرّه، فلم يُبده لصديق فيوشك أن يصير عدوًا فيذيعه وقالوا : كتمانك سرك يعقِبُك السلامة، وإفشاؤه يعقبك الندامة، والصبر على كتمان السر أيسر من الندامة على إفشائه وقال الشاعر :-

إذا أنت لم تحفظ لنفسك سرّها
= فسرك عند الناس أفشى وأضيَعُ

وقيل : كلما كَثُر خُزّان السر ازداد ضياعًا وقال الشاعر :-

تبوحُ بسرّك ضيقًا بـــــــــــــــــه
= وتحسَبُ كل أخ يكتُــــمُ

وكتمانُك السر ممن تخاف وممن لا تخافَنهُ أحزَمُ قال الشاعر :-

إذا ذاع سرك مــــــن مُخبرٍ
= فأنت متى لُمْتَهُ ألْــــــوَمُ