رد: من كرام قبيلة سبيع الغلباء / دخيل الله بن سعد بن منغص
كُتب : [ 29 - 05 - 2009 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فقد كتب أحد الإخوة أن الكرم من السجايا الحميدة والعادات المجيدة وقد اشتهر به العرب منذ العهد الجاهلي ثم أقره الإسلام وقد رسخ قرى الضيف في العقل العربي وتأصل حتى صار حقاً لازماً لا يلغيه أو يقلل من شأنه حال من الأحوال أو ظرف من الظروف الطارئة في حياة العربي وما أكثر ما يحدث من ظروف أو يطرأ من طوارئ الدهر ومع ذلك يبقى قرى الضيف أمراً محسوماً على الفرد والجماعة وشعارهم الضيف ضيف الله وحقه واجب القيام به ولا شك أن أفراد قبيلة سبيع بن عامر الغلباء قد اشتهروا بهذه الخصلة الحميدة ولله الحمد والثناء والمنة فاتصفوا بصفة الكرم كيف لا وهم أهل المثلوثة الذين عرفوا بتقديمها للضيوف في وقت قد يعز على غيرهم تقديم نوع واحد من الطعام، وأبناء قبيلة سبيع بن عامر الغلباء يعدون ذلك تقليداً قديماً من تقاليد أسلافهم في هذا الجانب حتى أصبح شعاراً ومضرب مثل ولأنهم يفعلون ذلك بدون تخصيص ويؤدونه على أكمل وجه، وإن كان بعضهم في حالة عسر فإنه لا يتوانى في بذل أقصى ميسوره خوف من الله ثم من العيب أو المسبة في حال التقصير ومن نوادر الكرم مع قلة ما في اليد ما فعله أحدهم وهو الجواد / دخيل الله بن سعد بن منغص الوزري السبيعي من سكان الروضه قديماً برنية وقد اشتهر بالكرم منذ الطفولة وفيه يقول الشيخ / سعد بن مسلط بن قطنان من قصيدة :-
لعل من يعطي المسير وقاره
= يفداه قن في معانيه خايب
ورع وحط المرجله له تجاره
= من مال سحت بين الأيدي نهايب
للجود بين الحجاجين شاره
= إليا من لفنه موميات السفايف
ولما كبر / دخيل الله بن سعد بن منغص أصبح قليل ما في اليد رقيق الحال وقد كف بصره، وفي ليلة من ليالي الشتاء الباردة سمع في منتصف الليل جلبة وصوتاً فظنه ضيوفاً قدموا إليه في هذه الليلة وكانت ابنته قد غطت في نوم عميق فدعاها وهو لا يشك إلا أنهم ضيوف، فقامت من النوم ولا يزال في عينيها وخرجت لترى الضيوف فلم تجد أحداً سوى أن الريح شديدة وكانت تلك الأصوات ما هي إلا خشخشة ورق العشر ( العشر شجر معروف ويتواجد على ضفاف الأودية ولأوراقة الجافة أصوات ) وأعواده اليابسة في بعضها نتيجة الرياح فعادت إليه وهي تقول : يا والدي عشرة عشرة ثم عادت للنوم، فقال هو : ( رزقنا ورزقهم على الله ) حيث ظنهم عشرة ضيوف، وذهب يتلمس للسانية الوحيدة لديه، وموضعها قريب من مسكنه ومعه شفرته فنحرها، فلما سمعت البنت رٌغاء السانية عرفت أن والدها لم يفهم منها معنى كلامها فجاءت مسرعة وهي تصيح : أنا أقول عشرة عشرة يعني شجرة العشر، فلم يجد ذلك نفعاً حيث قضت السانية نحبها على يد الكفيف الكريم، رحمة الله وأسكنة فسيح جناته . المصدر : كتاب : ( محافظة رنية ) للمؤرخ النسابة الأستاذ / فهيد بن عبدالله بن تركي . وقد قال شاعر الثقلين الكبير / ناصر بن محمد بن فارس بن حربان الفراعنة السبيعي في الملحمة العامرية :-
ومعشي الشجر من لا سمع فيه أصقه
= يبي له مكبر صوت واسترسال
في ليلة (ن) هز العجاج اغصونها
= وهو من الدنيا فقير الحال
يصرخ ببنته شوفي اللي جانا
= قالت يبه شفت عشره واضهال
فزع وذبّح للغصون معيده
= ويقدم صحونه سواء ولحال
ومنا دخيل الله سلايل منغص
= عد (ن) نشاش ومن ورد به نال
ومما يقال عن الجواد / دخيل الله بن سعد بن منغص رحمه الله وأسكنه فسيح جناته : أن الملك / عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله وأسكنه فسيح جناته قال له : يا ابن منغص من أكرم الناس في القبائل فعددهم ولما انتهى قال له : الملك نسيت واحد قال : ما نسيت أحد حسب معرفتي فأشار إليه الملك بيده ( أي أنك نسيت نفسك ) وكان ابن منغص في مجلس الملك / عبدالعزيز والملك على كرسيه . منقول بتصرف والله يحفظكم ويرعاكم مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
|