عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 37 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: الهجمة الإعلامية على العلماء الأبعاد والدوافع وسبل المواجهة

كُتب : [ 31 - 05 - 2009 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

خطر الطعن في العلماء وشؤم الحط من أقدارهم :-

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد : فإن الجناية على العلماء خرق في الدين، ومن ثم قال / الطحاوي في (( عقيدته )) : (( وعلماء السلف من السابقين، ومن بعدهم من التابعين ــ أهل الخير والأثر، وأهل الفقه والنظر ــ لا يُذكرون إلا بالجميل، ومن ذكرهم بسوء، فهو على غير السبيل )).

قال / عبدالله بن المبارك : (( من استخف بالعلماء ذهبت آخرته، ومن استخف بالأمراء ذهبت دنياه، ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته )).

وقال / أبو سنان الأسدي : (( إذا كان طالب العلم قبل أن يتعلم مسألة في الدين يتعلم الوقيعة في الناس؛ متى يفلح ؟ ! )).

وقال الإمام / أحمد بن الأذرعي (( الوقيعة في أهل العلم ولا سيما أكابرهم من كبائر الذنوب ))، وعن / جعفر بن سليمان قال : سمعت / مالك بن دينار يقول : (( كفى بالمرء شرا أن لا يكون صالحا، وهو يقع في الصالحين )).

والطاعنون في العلماء لا يضرون إلا أنفسهم، وهم يستجلبون لها بفعلتهم الشنيعة أخبث الأوصاف (( بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان، ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون )) الحجرات : 11، وهم من شرار عباد الله؛ بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن / عبدالرحمن بن غنم يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( خيار عباد الله الذين إذا رؤوا ذكر الله، وشرار عباد الله المشاءون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، الباغون للبرآء العنت ))، وهم مفسدون في الأرض، وقد قال تعالى : (( إن الله لا يصلح عمل المفسدين )) يونس : 81، وهم عرضة لحرب الله تعالى، القائل في الحديث القدسي : (( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب )) رواه البخاري، وهم متعرضون لاستجابة دعوة العالم المظلوم عليهم، فدعوة المظلوم ــ ولو كان فاسقا ــ ليس بينها وبين الله حجاب، فكيف بدعوة ولي الله الذي قال فيه : (( ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه )) ؟.

وقال الإمام الحافظ / أبو العباس الحسن بن سفيان لمن أثقل عليه : (( ما هذا ؟ قد احتملتك وأنا ابن تسعين سنة، فاتق الله في المشايخ، فربما أستجيبت فيك دعوة )).

وليعلم أنه يخشى على من تلذذ بغيبة العلماء والقدح فيهم أن يبتلى بسوء الخاتمة عياذا بالله منها، فهذا الفقيه القاضي الفقيه الشافعي / محمد بن عبدالله الزبيدي ( ولد سنة عشر وسبعمائة ) شرح التنبيه في أربعة وعشرين مجلدا، درس وأفتى وكثرت طلابه ببلاد اليمن، واشتهر ذكره، وبعد صيته، قال الجمال المصري : (( إنه شاهده عند وفاته وقد اندلع لسانه واسودّ، فكانوا يرون ذلك بسبب كثرة وقيعته في الشيخ / محي الدين النووي رحمهم الله جميعا )).

ثم الخائض في أعراض العلماء ظلما وعدوانا إن حُمل عنه ذلك، واقتدي به فيه فقد سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، والدال على الشر كفاعله، والسعيد من إذا مات ماتت معه سيئاته، قال تعالى : (( ونكتب ما قدموا وآثارهم )) يس : 12.

وروي عن الإمام / أحمد أنه قال : (( لحوم العلماء مسمومة، من شمها مرض، ومن أكلها مات )).

وقال الحافظ / ابن عساكر رحمه الله تعالى : (( واعلم يا أخي ــ وفقنا الله وإياك لمرضاته، وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته ــ إن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة؛ لأن الوقيعة فيهم بما هم منه براء أمر عظيم، والتناول لأعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم، والاختلاف على من اختاره الله منهم لنعش العلم خلق ذميم ))، وقال أيضا : (( ... ومن أطلق لسانه في العلماء بالثلب؛ ابتلاه الله تعالى قبل موته بموت القلب : (( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم )) النور . إن العلماء هم (( عقول الأمة ))، والأمة التي لا تحترم عقولها غير جديرة بالبقاء . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس