رد: من أروع القصائد التي قرأتها ( إهداء لمنتديات سبيع الغلباء )
كُتب : [ 11 - 06 - 2009 ]
هل غادر الرؤساء من متردم
= أم هل عرفت حقيقة المتكلم
سنة على سنة تراكم فوقها
= تعب الطريق وسوء حال المسلم
سنة على سنة وأمتنا على
= جمر الغضى والحزن يشرب من دمي
قمم تُشَيَّدُ فوق أرض خضوعنا
= أرأيت قصراً يُبتنى في قمقم ؟!
يا دار مأساة الشعوب تكلمي
= وعمي صباح الذل فينا واسلمي
إنا على المأساة نشرب ليلنا
= سهراً وفي حضن التوجس نرتمي
ما بين مؤتمر ومؤتمر نرى
= شبحاً يعبر عن خيال مبهم
التوصيات تنام فوق رفوفها
= نوم الفقير أمام باب الأشأم
شجب وإنكار وتلك حكاية
= ماتت لتحيا صرخة المستسلم
أأبا الفوارس وجه عبلة شاحب
= وأمام خيمتها حبائل مجرم
أأبا الفوارس صوت عبلة لم يزل
= فينا ينادي : ويك عنترة أقدم
ترنو إليك الخيل وهي حبيسة
= تشكو إليك بعبرة وتحمحم
هلاّ غسلت السيف من صدأ الثرى
= وعزفت في الميدان ركض الأدهم
هلاّ أثرت النقع حتى ينجلي
= عن قبح وجه الخائن المتلثم
وأرحتنا من كل صاحب زلة
= يوحي إليك بقصة ابني ضمضم
أأبا الفوارس أمطرت من بعدكم
= سحب الهدى غيثاً هنيء الموسم
لو أبصرت عيناك وجه محمد
= ورأيت ما يجري بدار الأرقم
ورأيت مكة وهي تغسل وجهها
= بالنور من آثار ليل مظلم
وفتحت نافذة لتسمع ما تلا
= جبريل من آي الكتاب المحكم
ورأيت ميزان العدالة قائماً
= يُقتص فيه ضحىً من ابن الأيهم
ورأيت كيف غدا بلال سيداً
= ومضى الطغاة إلى شفير جهنم
لو أن عينك أبصرت إسلامنا
= لخرجت من كهف الضلال المعتم
وحملت عبلة والحجاب يزيدها
= شرفاً وأطفأت اللظى في زمزم
لو عشت في الإسلام ما عانيت من
= لون السواد ولا نضحت بمنشم
أأبا الفوارس قد عرفتك حافظاً
= حق الجوار تغض طرف الأكرم
ولقد رأيتك في خيالي والوغى
= تشتد حين كررت غير مذمم
فأَدَرْتُ دولاب الأماني أن أرى
= في عصرنا وجه الشجاع المقدم
لكنَّ دولاب الأماني لم يدر
= إلا بصورة خائف متوهم
كم فارس من قومنا لما رأى
= لهب الرصاص أدار مقلة غيلم
ترك الضحايا خلفه وسعى إلى
= قبو ليغمض مقلتيه ويحتمي !!
أأبا الفوارس قف مكانك إننا
= لنعيش في زمن الخداع المبرم
لم يدرك العربي في أيامنا
= كرم الجدود ولا يقين المسلم
طُعِنَت كرامة أمتي في قلبها
= ليس الكريم على القنا بمحرّم
وصراخ أسئلتي يجسد ما حوى
= قلبي من الجرح العميق المؤلم
يا أمة الإسلام هل لك فارس
= يغشى الوغى ويعف عند المغنم
إني ذكرتكِ والجراح نواهل
= مني وحرفي قد تلجلج في فمي
فوددت تمزيق الحروف لأنها
= وجمت وجوم جبينكِ المتورم
يا أرض ( داكار ) اسألي عن حالنا
= إن كنت جاهلة بما لم تعلمي
يخبرك مَنْ شهد الهزيمة أننا
= بتنا على حال الأصم الأبكم
يا أرض داكار المشوقة ربما
= رَفَعَت إليك الريح صوت اليُتَّم
ولربما فتحت لكِ الباب الذي
= زمن السكوت بسرّه فتفهمي
وتأملي كل الوجوه ورددي
= ما تسمعين من الهتاف، ونغّمي
وإذا رأيت بشائر الفرح التي
= ماتت لدينا فاصرخي وتكلمي
يا قادة الدول التي لم تتخذ
= لغة موحدة أمام المجرم
في الكون دائرتان واحدة لها
= ألق وأخرى ذات وجه أسحم
يا قادة الدول التي لولا الهوى
= وخضوعها لعدوها لم تهزم
القمة الكبرى، صفاء قلوبكم
= من قبضة الدنيا وأسر الدرهم
القمة الكبرى، انتشال شعوبكم
= وبناء صرح إخائنا المتهدم
أما مطاردة السراب فإنها
= وهم يجرعنا كؤوس العلقم
مدوا إلى الرحمن أيديكم فما
= خابت يد تمتد نحو المنعم
|