عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 13 )
جعد الوبر
وسام التميز
رقم العضوية : 15612
تاريخ التسجيل : 06 - 09 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : المملكة العربية السعودية
عدد المشاركات : 3,068 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 25
قوة الترشيح : جعد الوبر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: الشاعر الحكيم / عبدالله بن حمد السناني رحمه الله

كُتب : [ 15 - 06 - 2009 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

أعماله : الولد رحمه الله لم يسكن غير عنيزة منذ ولادته إلا لسنتين تقريباً انتقل فيهما إلى الرياض قبل زواجه مع والدته عند شقيقيه، لكن لمّا غلبه الحنــين إلى عنيزة عاد مع والدته وبقي فيها حتى وفاته، وبعد أن تخرج رحمه الله من المرحلة الابتدائية سنة (1372هـ) تعين مدرساً في المدرسة العزيزية الابتدائية مع أساتذته لتميزه رحمه الله في عقله وعلمه مع قلة المدرسين آنذاك فدرّس بعض أقرانه، وفي هذه الأيام يصلي خلفي في مسجدي الذي أؤم فيه العم العابد / عبدالله الحريقي أبو حمد الذي يذكر لي أن الوالد رحمه الله درّسه تلك الفترة مع أنه من أقران الوالد تقريباً إن كل من درس على الوالد رحمه الله في تلك الفترة أكن له المحبة وشهد له بالعلم ودماثة الخلق والقدرة الفائقة على إيصال المعلومة يحكي ذلك الشيخ / عبدالله البسام في : " علماء نجد في ثمانية قرون (2/88) " حين يقول : " زاول المترجم مهنة التدريس فصار محبوباً من زملائه ومن تلاميذه لحسن أخلاقه وكمال سلوكه وطيب حديثه ". لكنه رحمه الله بعد فترة من بداية تدريسه تطلع لإكمال الدراسة في بلدته بعد أن منعته والدته رحمها الله من السفر لإكمال الدراسة متغرباً فالتحق بالمرحلة المتوسطة دارساً أيضاً، فلما أكملها سنة (1384هـ) انتقل إلى الثانوية العامة إدارياً ولم يتحول عنها، ومن اللطائف إنه انتقل رحمه الله إلى الثانوية بعيد ولادتي بأشهر فأدركته فيها طالباً في آواخر التسعينات وكذلك أدركه قبلي أخي الذي يكبرني وبالرغم من إلحاح بعض زملائه رحمه الله على انتقاله لإدارة التعليم فقد آثر الاستمرار في الثانوية حتى قدم تقاعده في شهر صفر سنة (1408هـ) لأمرين : فبالإضافة إلى إيثاره البعد عن المسؤولية قدر المستطاع كان حريصاً جداً على التمتع بالإجازة الصيفية التي يتمتع بها موظفوا المدارس، ولا زلت أذكر ذهابي معه ــ وأنا صغير ــ في أيام الإجازة للثانوية العامة إذا حلَّ دوره في المناوبة الإدارية، والتي لا تتعدى بضعة عشر يوماً لكنه رحمه الله في آخر أيامه في الثانوية كان يتحسر على زملائه من الإداريين السابقين الذين كان يجد منهم كل الإجلال والتقدير طيلة خمس وعشرين عاماً، فلما تغيرت عليه الحال ـ ودوام الحال من المحال ــ قدم تقاعده فكان مما قال رحمه الله في ورقة تقاعده :-

ألقيــت حبلك في يمينـــك فارجعـــي
= في بيت أهلك قبل يوم عرفتني

ليس الفــراق مــــع الكرامـــة بدعـة
= هذا هو القدر الذي أوعــدتني

صاحبت فيك على الكفاف قنــــــاعتي
= وبها غنى نفسي ومــا أغنيتني

ستكون خـــــير هـديـــة نســيـان
= مــن فيه على درب الأذاة جمعتــني

وقال في أول قصيدة بعنوان " إخلاء طرفي " :-

ما كان صكاً عنى تسريح مقتــــــرف
= بل وردةٌ نفحها إخلاؤها طرفي

كلا ولا هو عتقي في مكاتبــــــــــــــة
= طويت فيها سنين العمر في الكلف

عانقتها كوسام صرت أحملــــــــــــــه
= وقد رجعت من الميدان بالشَّـــرف

ألقيت عن عاتقي أعباء واجبهــــــــــا
= لاستجم ويُعطى فرصة خلفـــــــي

في ساعة الصفر في يدي أمــــــــــــلاً
= عانقت فيه خياراً سامي الهــــدف

فيه أعزُّ منـــال عشت أطلبــــــــــــــه
= ليلاي حريــــتي آلـــــتّ إلى كنفـــــي

وأما في مجال الأعمال الأدبية فقد شارك رحمه الله في تأسيس النادي الأدبي الذي افتتح في مدينة عنيزة في السبعينات لمدة سنتين ثم توقف، ثم كان عضواً في النادي الأدبي في منطقة القصيم قبل أن يبتعد عنه لطبيعته رحمه الله التي ورثها من أبائه وهو إيثار العزلة والبعد عن التكاليف والرسميات، ولديّ خطاب مع أوراق الوالد المصورة بتأريخ 9/10/1400هـ خاطب فيه رئيس النادي الأدبي الوالد بصفته عضو النادي الأدبي لكنه رحمه الله استمر في نشر قصائده وبعض مقالاته في الصحف والمجلات حسب الظروف والوقائع .

برنامجه اليومي : كان رحمه الله برنامجه رتيباً لا يتغير فهو يتناول فطوره صباحاً مع والدته وزوجته ثم يذهب لعمله، فإذا عاد تناول غداءه معهما ومع أولاده وكان يأكل بأصابعه الثلاثة لا يزيد عليها، يأكل بتؤدة عجيبة وبطء، ثم ينام القيلولة، فإذا صلى العصر تناول القهوة مع والدته في غرفتها، ثم يخرج في آخره العصر إلى مزرعة صديق عمره الأستاذ / عثمان الحمد القاضي رحمه الله التي هي المنتدى والملتقى اليومي لجميع الأصدقاء، فيها يتجاذبون أطراف الحديث ويتراوون الأخبار فيصلون المغرب ثم العشاء حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول رجع رحمه الله إلى بيته فدخل غرفة والدته وجلس هنيهة، ثم خرج وجلس ووالدته مع من حضر من أبنائه للعشاء، ثم تستمر جلسة السمر مع من بقي حول التلفاز لأنه كان يحرص جداً على مشاهدة المصارعة الحرة ويتفاعل معها، فإذا انتهت الجلسة رجع لغرفة والدته فسامرها حتى تخلد إلى النوم ثم ذهب هو للنوم وأما القراءة فكانت في ثنايا أوقاته المعتادة ليس لها وقت معين، فمثلاً كان يستدني رحمه الله كتاباً قبل أن ينام من ليل أو نهار فيقرأ حتى يأخذه النوم رحمه الله وفي آخر حياته اشترى أرضاً فسورها وزرع فيها شجراً في حي الروضة وخفف من ذهابه إلى مزرعة / عثمان القاضي، فكان يذهب إلى حديقته كثيراً خاصة في أيام الإجازات الأسبوعية والطويلة فيقرأ وينظم الشعر ويزوره فيها خواص الشعراء المقربين منه وقد زاره فيها الدكتور / طارق الحبيب بمشورتي حين كان طالباً فأخذ من قصائده لنشرها، وسأله عن بعض أمور حياته وشعره فنشر ذلك في صحيفة جامعة الملك سعود : " رسالة الجامعة "، ثم في صحيفة الجزيرة فــي عـــــدد (5828) في الشهر الذي توفي فيه الوالد رحمه الله .

ومما يدل على أن الوالد رحمه الله ممن أخذ الأدب بسليقته وطبيعته الجبلية، أنه لم يكن له مكتبة أدبية كبيرة كغيره من الناس أو غرفة خاصة للقراءة في البيت، وإنما تكون كتبه التي يريد قراءتها عند رأسه رحمه الله، ومما أذكر أنه كان يحدث نفسه كثيراً بوضع مكتبة في طرف البيت قريباً من غرفته لكنه لم يفعل رحمه الله، ولّما اجتمعت كتبه وكتب كان يشتريها أخي الأكبر في الأدب وغيره وضعتها في مكتبة غرفتي مع كتبي الشرعية التي كنت أبتدأت بجمعها في أول المرحلة الجامعية قبل أن أنتقل بها إلى بيت المسجد المجاور لبيت الوالد الذي صرت إمامه حيث وضعت لها غرفة مستقلة لّما كثرت ولا زلت أذكر أن الوالد رحمه الله أخذ من مكتبتي تلك كتاباً عن الرافضة اسمه : " وجاء دور المجوس " فقرأه وناقشني عن بعض ما جاء فيه، فكانت معلوماته مرتكزاً لقصائده التي كتبها عنهم، فمن ذلك ما قاله في قصيدة له بعنوان " مجانين قم " :-

هو التاج إلا أنه في عمامـــــــة
= وكسرى ولكن في ثياب نفاق

( زاردشت ) مستخف بجُّبةِ مسلم
= يُطلِّق دين الحق ألف طلاق

تنفس حقد الدهر من صدر فارس
= ودقَّ على الأمجاد باب عراقِ

حتى قال رحمه الله :-

لقد حلموا بين العمائم واللحــى
= بمجد هوى إيوانه بمحاق

يريدون بالإغلال أكـــرم أمـــــة
= هدتهم إلى نور وحسن عتاق

وقد نقموا من أمتي حين خلصوا
= رقابهم من ضيعة ووثاق

وشقوا عصا الإسلام منذ انبلاجه
= وما ضربوا فيه بسهم وفاق

وما كان روحاً غير عيسى فروحُهم
= تهادت عليهم من جزائر واق

وقال رحمه الله حينما هاجموا الحرم المكي في أيام الحج في قصيدة بعنوان " يا ربة الصون " كان في مطلعها :-

راعوك في خدرك الطهور
= يا كعبة النور للدهور

فقال مشيراً لقطع دابر فتنتهم من جهة الدولة وفقها الله :-

نحن هنا والخليل فينــــــا
= من عاهل أو فتى صغيـر

حراس من بيته حِمانـــــا
= نفديه مــن أثــــــــم وزر

والموت والنصر في لوانا
= شهادة المؤمن الجــــدير

يا صانعي الجرم قد رأيتـم
= فإنها غضبة الصبــــــور

والموعد الحج إن تعودوا
= نعد ولا لبس في المصيـر

قرآننا حسمنا فلسنـــــــــا
= نحيد عن حكمه البصيـــر

منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .


سبيع ضد (ن) للحريب المعادي = أهل الرماح المرهفات الحدادي
مروين حد مصقلات الهنادي = سقم الحريب وقربهم عز للجار
]مدلهة الغريب - موردة الشريب - مكرمة الضيوف - مروية السيوف
رد مع اقتباس