[خيَّال الغلباء]

بسم الله الرحمن الرحيم

من عادات وتقاليد أهل البادية :-

يذكر لنا التاريخ من خلال رواته أن جملة : ( الحملة رفقها مري ) لها قصة تحكي واقع قبيلة اّل مرة العريقة وشهامتهم واحترامهم لسلوم وعادات القبائل النبيلة فضلا عن أنه سلوك ديني يظهر جانبا عظيما من سلوك القبيلة العام ولن أطيل عليكم وسأترككم مع هذه القصة : مرت قافلة كانت محملة بالزاد والذهب والفضه وكل ما يحتاجه الناس في تلك الفترة التي تميزت بضنك العيش والأمن المضطرب وقت كان القوي فيه السيد وصاحب الكلمة فبصياغة الأحداث أكملت القافلة مسيرها وكان معها امرأة ورجل ( أخوها ) من قبيلة الدواسر وأثناء الرحلة أحست المرأه بالمخاض أعراض الولادة فطلبت من أخوها أن يبلغ أمير الحملة بالتريث قليلا لحين ولادتها فرفض الأمير وترك المرأه وأخيها في الصحراء وأمر الحملة بالتحرك وبعد فترة من المسير أنب الأمير ضميره كيف يترك اخوياه في العراء وهم في ظروف صعبة فأمر الحملة بأن ترجع وتقيم حتى تتعافى المرأه ثم يكملون المسير وكان ذلك فعلا وقد أنجبت المرأه طفلا ذكرا فأكملت القافلة رحلتها وما لبثوا إلا أن اعترض طريقهم سرية من الجنود وكانت الحملة قد دخلت حمى مضارب اّل مرة وأمر قائد السرية بسلب الحملة ومصادرة ما فيها من الخيرات فالزمن زمن جوع والفرص لا تعوض وهذه كنوز على ظهور الجمال فكيف تترك فعلم الرجل وأخته بهذه الحادثة فطلبت المرأه أن يسأل أمير الحملة من القوم فسألهم فقالوا نحن اّل مرة فاستأذنت المرأه بمخاطبة قائد السرية فأذن لها فتقدمت للقائد المري وقالت يا مري : ( الحملة رفقها مري ) قال لها : من هو قالت : هذا الرضيع الذي بين يدي ورفعته إليه وقال : من أبوه فأخبرته أن أبوه مري وكان أبوه معروفا وأمه أيضا تعرف عليها القائد وعلم أن كلامها صحيح فأمر جنوده بالانسحاب قائلا : ليس لكم نصيب في هؤلاء لأن فلان بن فلان في رفقها وأخلى سبيل الحملة وساروا في حمايتها حتى وصلت مقصدها وذلك لأن ( رفقها مري ) انتهت القصة . من يفغل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس . منقول بتصرف يسير مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .