عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 2 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: الوثائق التاريخية بين الجهل وسوء الظن

كُتب : [ 18 - 07 - 2009 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

نايف الوسمي : نقطع البلاد من شرقها إلى غربها للبحث عن وثيقة :-

نشرت صحيفة اليوم لعددها في يوم الجمعة الموافق 13/6/1425هـ حوار أجراه الصحفي / عبدالعزيز المطيري مع الباحث المعروف / نايف الوسمي :-

الحديث عن الوثائق التاريخية والعناية بها، حديث ذو شجون، فعلى الرغم من تطور الوسائل الحديثة ودخول التكنلوجيا في جميع الحقول إلا أن هذا الجانب بالتحديد لم يلق الاهتمام الكافي به لكي يستطيع الباحثون الاستفادة من الوثائق والتعامل معها بطريقة تمكنهم من تطوير بحوثهم في هذا الجانب . ولعل الباحث المستقل هو المتضرر الأكبر من عدم وجود عناية كافية بالوثائق أينما وجدت . ويعد / نايف الوسمي من القلائل المهتمين بالبحث في هذا العلم الواسع، والذي يحتاج إلى تسليط الضوء عليه نظراً لندرة الكتابة حول هذا الموضوع . وعندما التقينا به حاولنا أن نقترب منه لنسمع منه ونرسم معاناته والمعوقات التي يمر بها في طريقه للبحث عن الحقيقة الموجودة في الوثيقة . فعلى سبيل المثال هو يقطع المسافات الطويلة بين شرق البلاد وغربها جنوبها وشمالها، ويقوم بذلك بشكل مستمر، وقد أمضى قرابة الخمسة عشر عاماً من الترحال . وفي سبيل ذلك يلاقي صعوبات كثيرة دون أن يحظى بأي دعم مادي، وهو الأمر الذي يجعله يخفق في كثير من الأحيان في أن يحصل على ما يريد .. إنه يطالب بالمزيد من الدعم المادي والمعنوي للباحثين في علم الوثائق .

سألناه بداية ما سر اهتمامك بالوثائق فقال : لا يوجد هناك سر بالمعنى المفهوم ولكنني اهتم بجمع الوثائق التي تخص بعض أبناء الجزيرة بوجه عام . إلا أنها أصبحت هواية خلاف اهتمامي بجمعها، مشيراً إلى أن الوثائق علم بحد ذاته وعالم مختلف كلياً عما نتعلمه في عصرنا الحالي، فتجد فيها كل ما هو مفيد عن العصور الماضية .

وعن أهمية الوثائق وأقدمها لديه يقول الوسمي : إن الوثائق القديمة مفيدة في معرفة تاريخنا . فالوثائق التي حصلت عليها كثير لكن أقدمها غير مؤرخة . إلا أن البحث المستمر والدائم عن أسماء الأشخاص الذين ذكروا فيها اتضح أنها في أواخر عام 975هـ، وهو تاريخ قديم نسبياً في هذا العلم، وتعد هذه من الوثائق النادرة .

ويضيف قائلاً : هناك من يقول إن التدوين لم يكن موجوداً في مراحل سابقة، ولكن من خلال البحث والتحري اتضح لنا أن التدوين كان موجوداً .

ويحكي الوسمي أن بعض الوثائق كذبت ما هو سائد في بعض الأمور كأن يقال أن الجهل كان سائداً في عصور مضت بينما بعض الوثائق أثبتت لنا أن هناك من تبرع بكل ماله من أجل تعليم وقراءة سورة الفاتحة، وهو الأمر الذي يكشف مدى اهتمامهم بالتعليم والتنوير، وكذلك عما كتب عن بعض القبائل وبعض أسمائها المشهورة فإن بعض الوثائق كشفت اختلافاً في بعض تلك الأسماء .

وأضاف الباحث قائلاً : إن الوثائق هي الركيزة الحقيقية التي يعتمد عليها الباحثون عن الحقيقة، ففيها نجد كل شيء نجهله عن القرون الماضية، وهو ما أكدت عليه الكثير من الوثائق التي حصلنا عليها . مستدركاً قوله لكن بعض الباحثين - وللأسف الشديد - لا يولون عناية لتتبع المصادر ونسبتها إلى مصدرها الحقيقي، بل إن بعضهم يأتون بمصادر شفاهية دون أن يذكروا تلك المصادر، والحال أن الحقيقة والمصداقية تتطلب ذكر المصدر الشفاهي، وفي هذه الحالة يفترض أن يتحول الكلام عن الوثيقة كورقة إلى الحديث عن علم آخر يسمى ( علم الحديث ) وهو متداول في كتب التراث بشكل كبير .. إذ يقول الراوي أو الباحث ( حدثني فلان عن فلان ... ) وأكد الباحث أن بعض الكتاب يلتزم بهذا الأمر وهو ما يجب أن يكون عليه الباحث الحقيقي، لكنهم قلة جداً .

أما عن المعوقات فقال الوسمي : إنها كثيرة ولكن يمكن إجمالها في أمرين :-

الأول : عدم تفهم الناس لأهمية الوثائق، فالكثير منهم يمتلكون وثائق ولكن لجهلهم وتفكيرهم القاصر فانهم يحجمون عن إطلاعنا عليها، فالبعض منهم يعتقد أن إظهار الوثيقة سيسبب أمراً غير محمود العواقب، كأن يكون في بعضها خلافات قبلية أو ما شابه ذلك .

الثاني : عدم وجود الدعم المادي والمعنوي للباحثين، وهذا الأمر جعل بحوثنا تقتصر على جوانب معينة فقط، لعدم مقدرتنا على الحصول على قدر أكبر من الوثائق المهمة، والتي نعتقد في ظل الدعم المادي سواء من أصحاب رؤوس الأموال أو من الجهات الحكومية ذات الشأن .

وفيما إذا كان يفكر في إصدار كتاب حول هذا الموضوع قال هناك نية بالفعل لإصدار كتاب، لكنه لم يبين فيما إذا كان قد أنجز هذا الكتاب أم لا، مشيراً إلى أنه يتحدث عن الوثائق .. صورة الوثيقة وكيفية إعادة قراءتها مع توضيح الأعلام والأماكن والمفردات غير المعروفة لدى الكثيرين في عصرنا الراهن .

وأضاف قائلاً : لا يوجد كتب كثيرة حول هذا الموضوع، فضلاً عن كونها غير مستوفية وتنقصها الكثير من الأدلة الواضحة .

وفيما إذا تم التعاون بينه وبين أي من المراكز المختصة قال : إنه لم يتعامل معها سواء داخل المملكة أو خارجها . وعلى الرغم من ذلك فهو يقول : إن هذه المراكز تقوم بمجهودات جيدة، مع وجود ثغرات يمكن تلافيها، فهناك نقص في بعض الوثائق . كما تحدث الباحث عن الدولة العثمانية قائلاً : إنها بقيت أكثر من أربعة قرون، فالوثائق العثمانية نموذج للوثائق ذات الأهمية العالية والفوائد الكثيرة، لأنها تغطي فترة زمنية طويلة كانت حركة التأليف خلالها في معظم البلاد العربية ضعيفة، قل من يرصد الأحداث ويسجلها، وندر من يتتبع التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ويكتب عنها . مشيراً إلى أن ظهور الوثائق العثمانية بدأ بالأرشيف العثماني في أستنبول الذي يحوي 150 مليون وثيقة فضلاً عن الدفاتر والسجلات في بعض الإدارات والمكتبات القديمة سيظهر لنا منجم غني بالكنوز الدفينة وثروة من المعلومات لا تقدر بثمن . وبنفس القدر تحدث الباحث عن المعوقات في التعامل مع الوثائق العثمانية فقال إن قلة المترجمين يعد من أكبر المعوقات إذ لا يوجد في المملكة سوى قلة في هذا الجانب لعلهم يعدون على أصابع اليد الواحدة، وهو الأمر الذي حرمنا من الاطلاع على مثل هذه الوثائق التي لا نعرف التعامل معها بسبب اللغة .

وقد تنبهت السلطات التركية إلى هذا الأمر فأنشأت تخصصاً في الجامعات التركية يتخصص في ترجمة الوثائق القديمة، لأن اللغة التركية القديمة لم تعد موجودة حالياً ولا يعرف التعامل معها إلا قلة من الناس، فوجود مثل هذه الترجمات قد يفيد الباحثين كثيراً .

وكذلك قلة المتخصصين . ويرجع الباحث هذا الأمر لكون الوظيفة غير مغرية وعدم اقتناع الناس بوجود وثائق هامة .

كما يمكن التحدث أيضاً عن عدم وجود فهرسة في المكتبات فقد نبحث عن موضوع معين يتطلب ساعة أو ساعتين لنجد أنفسنا نمكث عدة أيام وربما أسابيع وربما لا نجد هذا الموضوع .

وفي نهاية حديثه قال : حبذا لو تبنت الدولة مشروع إعادة كتابة تاريخ المنطقة وفق معايير وقوانين معينة على أن يكون جهداً جماعياً للحفاظ على تاريخ الجزيرة العربية على مدى العصور، ذلك لأن ما هو موجود يفتقر إلى بعض المصادر والوثائق الحقيقية، وهو الأمر الذي سيجعل التاريخ متكاملاً . منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس