عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 11 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: من أحداث / معركة كنزان في الأحساء

كُتب : [ 28 - 07 - 2009 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبركاته وبعد : فقد كتب أحد الإخوة عن معركة فتح الأحساء قائلا : كانت الأحساء عند دخول الملك عبدالعزيز في السابقة لاستيلاء جلالة الملك عبدالعزيز على الأحساء من أشد الأيام عتمة في تاريخها، فقد سادت الفوضى واضطرب حبل الأمن وانتشرت عصابات اللصوص وقطاع الطرق وانتشر عبث البدو فتكررت اعتداءات العجمان بالهفوف والمبرز وما حولها من القرى .

وقعة المجصة سنة 1330هـ :-

بعد انتصار ابن سعود على جماعة من الهزازنة في ( الحريق ) وأخمد ثورتهم زحف إلى جهة الاحساء ثم كتب إليه الشيخ / مبارك الصباح ويقصد الهجوم على، ابن سويط ولكن مبارك أرسل إلى ابن صويط ينذره أن ابن سعود هاجم عليه فهرب ابن سويط ورجع عبدالعزيز عن طريق الزبير ثم على كابده ثم استمر إلى سفوان فلقيه في الطريق وفد من سفوان رجل يدعى / عبدالعزيز بن حسن مندوباً من الشيخ / مبارك الصباح معتذراً فقبل عبدالعزيز العذر دون معاتبة ثم قفل عبدالعزيز آل سعود راجعاً إلى أطراف الأحساء وهجم على قبيلة اّل سفران واشتبك معه / خميس بن منيخر في موضع يسمى ( المجصة ) قصر ونخيل يقع في جنوب الطرف بالأحساء في معركة شديدة أسفرت عن هزيمة العجمان واّل سفران وقتل عدد غير قليل من رجالهم وهذه الواقعة تسمى ( وقعة المجصة ) عام 1330هـ.

في مساء اليوم الرابع من محرم سنة 1331هـ اجتمع في مجلس الشيخ / محمد بن عمر آل ملا المتوفى سنة 1338هـ الكائن بمحلة الرويضة في الكوت كل من الشيخ / محمد بن أحمد آل ملا والشيخ / عبدالله بن عبداللطيف آل ملا والشيخ / عبدالرحمن بن عبدالله آل جغيمان والشيخ عبداللطيف بن أحمد آل جغيمان فاستعرضوا مجمل الأوضاع المتردية في الأحساء ورأوا أنه لا سبيل للوصول بالبلاد إلى بر الأمان إلا باستقدام الملك / عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الذي أخذ نجمه في التألق والصعود منذ تمكنه من استرداد عرش الرياض في الخامس من شوال 1319هـ 15 يناير عام 1902م واستقر رأيهم على الكتابة إليه، فأعدوا له خطاباً شرحوا له فيه محنة البلاد ومعاناتها وأن الظروف السيئة السائدة تهيئ أفضل الفرص لقدومه والعمل على تصفية الوجود العثماني والمناداة به ملكاً على البلاد ووعدوه بالنصر والمؤازرة لتمكينه من دخول الكوت وذلك بموجب خطة يتم الاتفاق عليها ثم ختم الخطاب بختم سماحة المفتي الشيخ / عبداللطيف بن عبدالرحمن آل ملا وبعثوا به إلى جلالة الملك / عبدالعزيز في الرياض مع رجل يدعى / عبدالهادي بن قشعة فسر جلالته بخطابهم، وأجرى معهم الاتصال اللازم لرسم خطة دخول الكوت ووضعها موضع التنفيذ، رغم أن والده قد حاول فتح الأحساء في سنة 1291هـ ــــ 1874م ولكنه أخفق .

عبدالعزيز يزحف إلى الأحساء :-

سار عبدالعزيز على رأس جيش من قواته وصل ماء العرمة موضع شمال الرياض فنزل به، فكان أول ما فكر فيه إزاحة العجمان عن طريقه خشية تحولهم عن ولائه والعمل على صده عن الأحساء فتظاهر بالعزم على غزو مطير أعداء العجمان في الشمال، فأرسل يدعوهم إلى موافاته في مكان سماه لهم لمشاركته في غزو مطير، ولما تأكد من استجابتهم له والرحيل إلى المكان المحدد سار قاصداً الأحساء، ولما دنا من أطرافها جاءه رسول من المتصرف التركي / أحمد نديم يسأله عن المراد من قدومه إلى هذه الناحية فأجابه قائلاً : ( إني أريد أن أغزو قوماً معادين لنا في جهة الكويت وأريد شراء الطعام لتموين الجيش ) وبالفعل أرسل بعض الرجال فاشتروا كمية من التمر والأرز .

دخول الأحساء :-

في الليلة الخامسة من جمادى الأولى سنة 1331هـ، وصل عبدالعزيز إلى الرقيقة وأبقى الجزء الأعظم من جيشه فيها وسار بستمائة من رجاله في اتجاه الكوت مخترقاً نخيل السيفة حيث كان في انتظاره هناك شابان هما / أحمد بن محمد آل ملا و / محمد بن عبدالله آل ملا وكانت الخطة المتفق عليها بين عبدالعزيز وأهالي الأحساء تقتضي أن يتجه عبدالعزيز على رأس جماعة مختارة من رجاله بصحبة الشابين نحو فرجة أعدت سلفاً لدخوله من السور الغربي للكوت مما يلي مسجد آل عمير، على أن يتعاقب على أثره دخول رجاله في شكل جماعات صغيرة ومتى استكملوا تواجدهم داخل الكوت صاروا إلى ثلاث فرق تتخذ الفرقة الأولى مواقعها في أبراج السور، وتتجه الفرقة الثانية لافتتاح بوابة الكوت الشرقية التي تلي السوق، كما تتخذ الفرقة الثالثة الأهبة لمهاجمة مقر المتصرف إذا اقتضت الحاجة وسار كل شيئ على ما يرام فدلف الملك عبدالعزير ومرافقوه من المدخل السالف الذكر، وكان في استقباله كل من الشيخ / محمد بن أحمد آل ملا المتوفى سنة 1363هـ والشيخ / عبدالله بن الشيخ عبداللطيف آل ملا والشيخ / عبدالرحمن بن عبدالله آل جغيمان المتوفى سنة 1333هـ في وقعة كنزان فحيوه ومرافقيه واصطحبوهم إلى منزل المفتي الشيخ / عبداللطيف بن عبدالرحمن آل ملا في تمام الساعة السابعة بالتوقيت الغروبي ليلة الخميس من جمادى الأولى سنة 1331هـ. وما إن دخل جلالة الملك / عبدالعزيز المجلس ورأى الشيخ / عبداللطيف حتى احتضنه قائلاً : ( ابن جاء لأبيه ) فرحب به الشيخ / عبداللطيف وبمن معه وهم الأمراء محمد وسعد وعبدالله أبناء عبدالرحمن والأمير / عبدالله بن جلوي وعبدالعزيز بن تركي وفيصل الحمود الرشيد ومحمد بن عبدالرحمن آل الشيخ ومحمد بن الشيخ وعبدالله آل الشيخ وحمود البقعاوي وأخيه سليمان البقعاوي والأمير / عبدالعزيز بن مساعد آل جلوي وبعد تبادل عبارات الترحيب اتجه الحديث إلى ما ينبغي اتخاذه من الإجراءات في سبيل نقل السلطة إلى يد الملك عبدالعزيز، فبعث سماحة المفتي الشيخ / عبداللطيف آل ملا إلى سائر وجهاء الكوت يدعوهم للاجتماع بمنزله فحضروا يتقدمهم الشيخ / محمد بن عبدا للطيف آل عرفج الملقب بالشايب المتوفى في شعبان سنة 1333هـ والشيخ / عبدالله آل جعفري الملقب بالشايب أيضا المتوفى سنة 1354هـ وبعد مناقشات شاملة ومستفيضة فيما سيؤول إليه مصير البلاد بايع الجميع جلالة الملك / عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل على كتاب الله وسنة رسوله وعلى العدل والمساواة، وتعهدوا له بالسمع والطاعة، وفي هذه الأثناء كان أتباع الملك عبدالعزيز قد تمكنوا من التواجد داخل الكوت من خلال المدخل السالف الذكر فأعطى الإذن لأحدهم بالصعود فوق السور والمناداة بأن الملك لله ثم لعبدالعزيز بن عبدالرحمن آل فيصل وهنا هب عساكر الدولة القابعون في الحصون من رقادهم مذعورين من هول المفاجأة وشرعوا في إطلاق الرصاص بالمثل، واستمر تبادل إطلاق النار إلى أن توجه في اليوم التالي سماحة المفتي لمقر المتصرف يرافقه / محمد بن شلهوب ممثلاً عن الملك عبدالعزيز، وعبدالعزيز بن عبدالعزيز القرين مترجم اللغة التركية، ونجح الشيخ / عبداللطيف آل ملا في إقناع المتصرف / أحمد نديم بقبول دعوة الملك عبدالعزيز له بالتسليم والرحيل عن البلاد بالشرف العسكري بعد أن أوضح له أن الغرض من قدوم عبدالعزيز إلى هذه البلاد لا يتجاوز العمل على بعث حياة الاستقرار فيها ومد رواق الأمن عليها في إطار سيادة الباب العالي، وكان المتصرف قد استشار سماحة الشيخ / أبي بكر آل ملا في الأمر فأشار عليه بالتسليم حقناً للدماء وبعد صلاة عصر ذلك اليوم عاد الشيخ / عبداللطيف آل ملا إلى الملك عبدالعزيز بمفاتيح قصر إبراهيم عندئذ سلم الأتراك ما بحوزتهم من القصور وانتقلوا إلى الخيام في انتظار تجهيزهم، في حين توافد أهل الأحساء على الملك عبدالعزيز لأداء البيعة، وفي اليوم الثاني أمر الملك بالركائب فأعدت وتم ترحيل المتصرف التركي / أحمد نديم وقائد العسكر وجميع أفراد الحماية التركية البالغين ( 1200 ) جندي فأذن لهم عبدالعزيز بحمل سلاحهم باستثناء الذخائر والمدافع وقال : ( لا ننزع من الجندي العثماني سلاحه ) فساروا بعيالهم إلى العقير يخفرهم ويؤمن طريقهم / أحمد بن ثنيان، ومن العقير حملتهم الزوارق إلى البحرين .

الأتراك يحاولون العودة إلى الأحساء :-

في البحرين لام الإنجليز الأتراك على الإذعان لعبدالعزيز وحذروهم من مغبة غضب السلطات العثمانية العليا وزينوا لهم العودة إلى الأحساء وأغروهم بالدعم والمساعدة وانخدعت العساكر العثمانية بمشورة الإنجليز ووعدوهم فاستأجروا سفناً وعادوا إلى ميناء العقير، فتصدت لهم سرية من قوات عبدالعزيز هناك واشتبكت معهم في قتال مرير أسفر عن سقوط عدد من القتلى وأسر 85 جندياً من العساكر العثمانية، وبلغ عبدالعزيز الخبر وهو في الأحساء فخرج إلى العقير وأطلق سراح الأسرى الأتراك وأرسل بقية العسكر إلى البحرين وكتب إلى حاكم البحرين وإلى المستشار السياسي الإنجليزي فيها يلومهم فأجابوه : ( أن العسكر الأتراك خرجوا من البحرين قاصدين البصرة ولا علم لنا بما كان منهم ) أما الجنود الأتراك فقد غادروا البحرين على ظهر الباخرة جانكات في طريقهم إلى البصرة .

وقعة كنزان :-

في إثر قيام العجمان بمهاجمة السكان القاطنين في ضواحي الكويت وانتهابهم، كتب حاكم الكويت الشيخ / مبارك آل صباح إلى عبدالعزيز يستعديه عليهم ويطلب منه تأديبهم وإرجاع ما أخذوه في غاراتهم تلك، فلم ير عبدالعزيز بدا من الاستجابة لحاكم الكويت، فسار لغزوهم على رأس جيش أعده من قبيلة سبيع الغلباء وحاضرة نجد، فسار العجمان إلى بادية الأحساء ونزلوا بناحية كنزان فسار عبدالعزيز على أثرهم ووصل الأحساء في رجب سنة 1333هـ / 1915م فبعث إليهم رسولاً يدعوهم لرد المنهوبات إلى أصحابها في الكويت، فلم ينصاعوا للأمر، فعقد العزم على قتالهم، وحشد الجموع من أهل الأحساء وغيرهم، وسار لمهاجمة العجمان في ليلة النصف من شعبان سنة 1333هـ / 1915م وعندما شعروا بزحف عبدالعزيز عليهم بادروا بإبعاد نسائهم وأطفالهم عن البيوت وكمن الرجال خلف المتاريس فصبت الغارة نيرانها على البيوت الخالية، وهاجم العجمان الجيش من خلفه فارتبك ولم يتمكن من تمييز مواقع أعدائه، فسرى الاضطراب بين صفوفه وصار الجيش يقتل بعضه بعضاً فحلت بهم الهزيمة وجرح الملك عبدالعزيز وقتل أخوه / سعد بن عبدالرحمن، وقتل من أهل الأحساء ثلاثمائة رجل منهم / عبدالرحمن بن عبدالله آل جغيمان وعمر بن أحمد آل ملا وقتل من أهل نجد الكثير، ورجع الملك / عبدالعزيز إلى كوت الأحساء، وانتشر العجمان في النخيل والقرى ينهبونها، وأخذ الملك / عبدالعزيز يعيد ترتيب جيوشه وتأليف السرايا من حاضرة أهل الأحساء وغيرهم لمطاردة العجمان، وأرسل إلى والده / عبدالرحمن يستمده، وفي آخر شهر رمضان وصل الأمير / محمد بن عبدالرحمن بجيوش من حاضرة نجد وباديتها لإنجاده فتعددت الوقائع بين عبدالعزيز والعجمان واستمرت الحرب على أشدها إلى منتصف شهر ذي القعدة ثم اتخذ عبدالعزيز من جبل القارة مركزاً لمهاجمة عدوه حيث قصفت مدفعه معسكر العجمان في جبل البريجان رمياً بصورة متتابعة فأثخن فيهم القتل فارتحلوا هاربين إلى جهة الكويت وبعد أن وضعت الحرب أوزارها غادر ابن سعود الأحساء إلى القطيف ثم إلى الرياض أما العجمان فقد استقروا في الكويت إلى أن رجعوا إلى ابن سعود وطلبوا منه الأمان فأمنهم وعادوا إلى ديارهم . منقول بتصرف يسير مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس