عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
الحرالابيض2
عضو فعال
رقم العضوية : 34455
تاريخ التسجيل : 30 - 01 - 2009
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 242 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 14
قوة الترشيح : الحرالابيض2 is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Thumbs up هل الرفع لدرجة الآباء في الجنة يكون للذرية جميعها صغارها وكبارها ؟

كُتب : [ 05 - 08 - 2009 ]


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم
_______

هل الرفع لدرجة الآباء في الجنة يكون للذرية


جميعها صغارها وكبارها ؟

_________

السؤال:


قرأتُ أنه من كرم الله سبحانه وتعالى أنه يرفع


درجة الأبناء في الجنة إلى درجة آبائهم الأعلى




منهم , وعلى هذا الأمر فإن أبناء الصحابة


سترفع درجتهم لدرجة آبائهم ، والأحفاد لدرجة


الآباء ، وهكذا كل جيل يرفع الجيل التالي حتى


يصل الأمر لجيلنا فنرتفع لدرجة الصحابة إذا كنا


أحفادهم ، مما قد يسبب التهاون بالعمل ونعتمد


على هذا الكرم الإلهي ، فما رأيكم ؟




الجواب:


الحمد لله




هذا الإشكال الوارد في السؤال يرد عند الحديث


على قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ


ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ


عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ )


الطور/21 ، وقد اختلف أهل التفسير في لفظ "


الذرية " هل يراد به : الصغار ، أو الكبار ، فأما


من قال إن المراد به الصغار ، فلا إشكال عنده


في معنى الآية ، وإنما يرد الإشكال في حال كون

معنى " الذرية " : الكبار ، والراجح في تفسيرها


أنهم الصغار ، وعليه : فلا يرد ما استشكله الأخ


السائل ، فالرفع للذرية الصغار ، وإلا للزم كون

جميع أهل الجنة في درجة واحدة .




1. قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :




" وقد اختلف المفسرون في " الذرية " في هذه


الآية ، هل المراد بها : الصغار ، أو الكبار ، أو النوعان ، على ثلاثة أقوال . ....
ثم قال :

واختصاص " الذرية " ههنا بالصغار : أظهر ؛

لئلا يلزم استواء المتأخرين بالسابقين في


الدرجات ، ولا يلزم مثل هذا في الصغار ؛ فإن

أطفال كل رجل وذريته معه في درجته ، والله


أعلم " انتهى .
"حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح"

(ص 279-281) باختصار .




2. قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله


إذا كان الأولاد سعداء ، والأب من السعداء :



فإن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه : ( وَالَّذِينَ



آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ



وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا



كَسَبَ رَهِينٌ ) يعني : أن الإنسان إذا كان له ذرية


، وكانوا من أهل الجنة : فإنهم يَتبعون آباءهم ،



وإن نزلت درجتُهم عن الآباء ، ولهذا قال : ( وَمَا
أَلَتْنَاهُمْ ) أي : ما نقصنا الآباء ( مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ


شَيْءٍ ) بل الآباء بقي ثوابهم موفَّراً ، ورُفعت


الذرية إلى مكان آبائها ، هذا ما لم يَخرج الأبناء



عن الذرية بحيث ينفردون بأزواجهم ، وأهليهم ،



فيكون هؤلاء لهم فضلهم الخاص ، ولا يلحقون



بآبائهم ؛ لأننا لو قلنا : كل واحد يلحق بأبيه ولو



كان له أزواج ، أو كان منفرداً بنفسه :



لكان أهل
الجنة كلهم في مرتبة واحدة ؛ لأن كل واحد من


ذرية من فوقه ، لكن المراد بالذرية : الذين كانوا


معه ، ولم ينفردوا بأنفسهم ، وأزواجهم ،


وأولادهم ، فهؤلاء يرفعون إلى منزلة آبائهم ،


ولا يُنقص الآباء من عملهم من شيء " انتهى .



"فتاوى نور على الدرب"


( شريط 324 ، وجه : أ ) .

. وقال رحمه الله - أيضاً - :




" ثم قال عز وجل : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ


ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) الطور/21 ،


الذين آمنوا واتبعتهم الذرية بالإيمان ، والذرية


التي يكون إيمانها تبعاً : هي الذرية الصغار ،


فيقول الله عز وجل : ( أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) أي :

جعلنا ذريتهم تلحقهم في درجاتهم .





وأما الكبار الذين تزوجوا : فهم مستقلون

بأنفسهم في درجاتهم في الجنة ، لا يلحقون


بآبائهم ؛ لأن لهم ذرية ، فهم في مقرهم ، أما


الذرية الصغار التابعون لآبائهم : فإنهم يرقَّون


إلى آبائهم ، هذه الترقية لا تستلزم النقص من


ثواب ودرجات الآباء ، ولهذا قال : ( وَمَا أَلَتْنَاهُمْ


مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ) ، ( ألتناهم ) يعني :


نقصناهم ، يعني : أن ذريتهم تلحق بهم ، ولا


يقال أخصم من درجات الآباء بقدر ما رفعتم


درجات الذرية ، بل يقول : ( وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ


عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ) " انتهى .




"تفسير القرآن من الحجرات إلى الحديد"
(ص 187) .




والله أعلم

المصدر/

الإسلام سؤال وجواب







رد مع اقتباس