عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 16 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: التاريخ الجاهلي

كُتب : [ 08 - 08 - 2009 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

الجاهلية والحقبة الزمنية :-

معنى الجاهلية : قبل الحديث عن حالة العرب السياسية والاجتماعية والدينية في الجاهلية، لا بد أولاً من تحديد كلمة ( الجاهلية ) ومن تحديد العصر الذي ينسب إلى الجاهلية، فما المقصود بالجاهلية ؟

في اللغة : الجاهلية، لغة، مصدر صناعي مشتق من صيغة الاسم الفاعل ( جاهل ) بزيادة ياء النسب مضافاً إليها تاء التأنيث ولفظة ( جاهل ) هي لفظة اسم الفاعل المشتق من الجهل الذي هو نقيض العلم وقد جهل الشيء : إذا لم يعرفه وجهل فلان فلاناً جهلاً وجهالة، وجهل عليه وتجاهل : أظهر الجهل وجهل فلان حق فلان، وجهل بهذا الأمر جهلاً وجهالة : أن يفعل بغير العلم [ ابن منظور : لسان العرب : 11 / 129 ] والجهل أيضاً عدم إتباع العلم " فمن قال خلاف الحق، عالماً به أو غير عالم، فهو جاهل وكذلك من عمل بخلاف الحق، فهو جاهل وإن علم أنه مخالف للحق ". [ الألوسى : بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، 1 / 17 ]

في الاصطلاح : والجاهلية، اصطلاحا، لفظة تطلق على الفترة التي سبقت الإسلام وإن نحن تجاوزنا المدلول اللفظي، والآخر التاريخي للكلمة، ومن سياق الآيات التي وردت في القرآن وفى الحديث، نجد أن هذه اللفظة تعنى فيما تعنى أيضاً مجانبة الحق، والجهل بالله وشرائع دينه، وإتباع الهوى، والزيغ والضلالة وفساد الرأي، والطيش، والنزق والحماسة والحمية، وسوى ذلك من مظاهر السلوك المنحرف وقد ذكرت في القرآن بهذه المعاني كلها ( راجع سورة الفتح : أول الآية 26، المائدة : أول الآية 5 ، آل عمران : من الآية 153، الأحزاب : من الآية 33 )

أما في الحديث فإننا نجد الكثير من الأقوال الدالة على هذا المعنى الذي ذهبنا إليه إضافة إلى معان أخرى قد تفيد الكبر والتجبر والمفاخرة بالأنساب وإليك على سبيل المثال قوله لمن عير الآخر بحسبه : " إنك امرؤ فيك جاهلية "، وإليك قوله الآخر : " أربع من الجاهلية : الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستقاء بالنجوم والنياحة ".

الحقـبة الـزمنية : قلنا إن الجاهلية لفظة تطلق اصطلاحا على الحقبة الزمنية السابقة للإسلام وهذا ما أكده ابن خالوية حينما قال : " إن هذا الاسم حديث في الإسلام، وهو يطلق على الزمن الذي كان قبل بعثة النبي وعلى هذا سار أكثر الباحثين والمؤرخين .

الجــــاهليـــة الأولى : لا شك بأن الزمن الذي استغرقته الجاهلية غير وأضح البتة، ولا هو محدد تحديداً دقيقاً بحال من الأحوال وهو بالتالي موضع خلاف ومدار نقاش، ولا سيما تلك الحقبة التي أطلق عليها لفظ الجاهلية الأولى، وهى التي ورد ذكرها في القرآن، فمن قائل : إنها الفترة التي تفصل بين آدم ونوح، إلى قائل : إنها التي تفصل بين نوح وإدريس، إلى قائل : إنها الفترة السابقة للإسلام، الممتدة عكساً إلى زمن المسيح ومهما يكن من أمر، فإن مما لاشك فيه أنه يكاد يكون من المتفق عليه أن ثمة جاهليتين، اثنتين، سبقتا بعثة الإسلام، هما : الجاهلية الأولى، وهى الجاهلية القديمة الضاربة في أعماق التاريخ والتي عرف من أصحابها العرب البائدة، أو العرب الهالكة، من عاد وثمود وطسم وجديس، والعمالقة، ومدين وعبد ضخم، وأميم، وحضور وحضرموت وجرهم الأولى .

الجاهلية الثانية : وهي الجاهلية القريبة والتي سبقت ظهور الإسلام مباشرة، فامتدت إلى ما يقرب من الأربعة أو الخمسة قرون، والتي ينسب إليها وإلى ما قبلها بقليل العرب الأخرى، المستعربة سواء كانوا من القحطانيين سكان اليمن وجنوب شبه الجزيرة العربية كمعين وسبأ، أم كانوا من عرب العدنانية أو عرب الشمال بتهامة والحجاز ونجد، وما كان على مشارف بلاد فارس والعراق والشام، هؤلاء العرب الذين عنهم أخذنا اللغة العربية شعراً ونثراً، والذين فيهم تنزل، ومن بين ظهرانيهم خرج الرسول العربي . منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس