عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 30 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Post رد: يا معاشر النسابة

كُتب : [ 10 - 08 - 2009 ]

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيَّال الغلباء مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

أليس من مخزيات العصر قبرة
= رعناء تزحم في الوكر الشياهينا

ورحم الله امرءا سمع حكما فوعى ودعي إلى رشاد فدنا وأخذ بحجزة هاد فنجى ركب الطريقة الغراء والمحجة البيضاء واغتنم المهل وبادر الأجل وتزود من دار العمل رحم الله السلف حيث كانوا يتحرجون في مسألة الجرح والتعديل وهو دين فلا تكاد تجد منه إلا ما يقوم به الغرض وما سنتطرق إليه في موضوع الطعن في الأنساب وهو شأن جاهلي قديم لم ينج فيه الأكابر من كيد الأصاغر والأولى بالمعني في هذا المجال أن يتعلم من الفقه ما يحوطه ويأخذ بحجزه عن مواطن الزلل وقد جاء في الصحيح أن الصحابة في صدر الإسلام كانوا يتعلمون الأنساب كما يتعلمون الفقه وكانوا إذا قصدوا / سعيد بن المسيب للتفقه في الدين قصدوا / عبدالله بن ثعلبة ليأخذوا عنه الأنساب أما إذا عدم هذا فلا غرابة أن نرى من تزبزب قبل أن يتحصرم فيجلس بين الناس قاضياً ضامناً لتخليص ما التبس على غيره ليتمادى بأمور لا يغطيها الليل ولا يسترها ذيل لسان حاله أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين حمالة حطب ورعاة ليل يجمعون ما لا ينتفعون به ولا يؤجرون عليه فيقتحمون هذه اللجج ويتقلبون في غمراتها ويأتون بأخلاط من الأقوال ليستحلوا ما حرم الله ليواطئوا حاجة في نفوسهم يصعطون الناس بأمر من الخردل ويفرغون عليهم أشد من غلي المرجل ويقولون إن هذا بياناً للحقيقة وتحت هذا الستار الذي لا يواري سوءة قائله تمتطى صهوة القلم وتطلق له الأعنة ليصول ويجول في ميدان قد لبس فيه لامة الخرق على قلب كالكوز مجخيا قد انطوى على جاهلية منتنة فيتنفس بشواظ من نار كان بالأمس القريب دونها خرط القتاد وحاله فيما سبق تراهم ينظرون إليك تدور أعينهم في رؤوسهم كالذي يخشى عليه من الموت فلما ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير فأصبح منهم من يجرح أقوام كان الأولى به أن يتولاهم لا أن يتولى عنهم ولكن شاهت الوجوه وكبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولوا إلا كذبا ولله در القائل :-

يهابك كل ذي حسب ودين
= وأما في اللئام فلن تهابا

والناظر إلى الغايات الشرعية لعلم الأنساب وما سطره الأئمة المتقدمون فيه ونظر إليه اليوم ثم أمعن النظر فسيرتد إليه البصر خاسئا وهو حسير مما آل إليه حال هذا العلم الجليل فقد ضج من أقلام جائل خطامها رخو بطانها فأقفرت من تلك المعالي مدادها وعفت آثارها ودرست كما يدرس وشي الثوب فأصبحت فوضى ولا عمر لها وقد عظم الإسلام من شأن المسلم ورفع قدره وأعلى مقامه وحماه من أدنى درجات الوقيعة فيه ولو كانت بطرف العين ولحظها وجعل أربى الربا الاستطالة في عرضه وكان الطعن في نسبه موصل إلى الكفر عياذا بالله كما جاء ذلك مصرحاً به في الصحيح علاوة على وصفه بأنه من أخلاق الجاهلية ونتنها فلا يجتمع نتن وطيب في موطن واحد وقد ذمر الشيطان حزبه ليعود الحق إلى نصابه والجور إلى أوطانه وقد نشر مؤخراً في بعض المواقع باطل منتن والعجب أن يزخرف لهذا النتن ويستشهد له بعبارات موجودة في كلام العلماء قد نطقوا بها غير أنهم وضعوها في غير مواضعها المستحقة لينفذ من خلالها إلى أمر خطير وشر مستطير ألا وهو الطعن في الأنساب وهذا تحريف لكلام العلماء واستخفاف بعقول الناس وفيه من تجاهل للنصوص الشرعية وخبث الطوية ما فيه وقد أورد كلام بعض العلماء وهو حق أريد به باطلا فمعاذ الله أن يكون مراد العلماء ما يستشرف إليه فقد جعله مسوغ لما في نفسه ليرفع عقيرته بعبارات فجة وتأليف أجوف فأصبح الناس عنده كذبه حتى يثبت صدقهم بخلاف القاعدة المتفق عليها وهذا والله من الطوام العظام رحم الله ابن حزم حيث قال : لا آفة على العلوم وأهلها أضر من الدخلاء فيها وهم من غير أهلها فإنهم يجهلون ويظنون أنهم يعلمون ويفسدون ويقدرون أنهم مصلحون .

وتوجيه كلام العلماء هو : أن يتثبت في الأنساب وألا يقبل منها عند المشاحة إلا ما كان ببرهان خاصة ما ترتب عليه جر مغنم أو دفع مذمة وجهل المستشهد أن التثبت يشمل التثبت في الإثبات والتثبت في النفي ولكن قاتل الله الهوى فكل امرأ يصير إلى ما يناسبه ويميل إلى ما يشاكله وإلا ففيما أورد حجة عليه لو فهمه كما ينبغي ولكن هيهات لا تخفى علامات الهوى كاد المريب أن يقول خذوني وقد كان يسعه أن يرد قولنا وبدون طعن وبذلك يقترب له الاستشهاد بكلام العلماء من جهة دون أخرى أما أن لا يقبل ثم يتجاوزه إلى ما نهي عنه ثم يستشهد على سفسطاته بكلام العلماء فتلك والله لهي إحدى الكبر على أن المقولة التي أوضح العلماء أنها من كلام الإمام / مالك والتي ذكرت من قبل في كشف الخفاء وحاول المذكور التقليل من شأنها بإيرادها هنا فنقول أنها على أقل تقدير تبقى مقولة عالم جليل وإمام من أئمة الإسلام يعرف ما يقول وما يدع .

ومن واقع ما نشر قرأت نقاط سماها حجج وما هي إلا دعاوي يستدل بها فهي كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا وسنرى إحدى هذه الحجج الدامغة التي استعرض لنا فيها حصيلته العلمية ليقع ببواقر لو تنبه إليها الموقع لما أوردها وبعض الحجج يكفي في ردها مجرد عرضها وإلا فحالها عند التمحيص والنظر كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف والحجة التي حق لها أن تدمغ وتحرق ثم تنسفه في اليم نسافا وبعد كتابته أزمع العداوة فقبض قبضة من أثر الشيطان وجاء ببضاعة مزجاة جاشت مراجل الأضغان فيها فروجها ووصفنا بأوصاف الله أعلم بمن هو أولى بها صليا والتي ظهر فيها تخبطه وكذبه فنراه يورد قولا ثم يردفه بما يهدمه هدما وينقضه نقضا سبحانك اللهم إن هذا إلا أفك مبين وليس لنا إزاء هذه الفرية وغيرها إلا أن نتعزى بقول الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه : " إن من مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت ". وبما أنه يدعي فعليه البينة أما نحن فما وجدنا له من عهد وإنه ليدعي حقاً هو تاركه ودماً هو سافكه وبعد هذا أترانا نقول في أنفسنا وفي كل عصر ومصر وقبل أن ينبت هذا ونتواطأ عليه خلف عن سلف ونجهل أو نتجاهل قول الحبيب صلوات الله وسلامه عليه : " ليس لرجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر بالله ومن ادعى قوما ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار ". أو تظن أننا نبيع العالي الباقي بنسب منحول لا يثبت وأيم الله لأن ندخل الجنة برحمة الله ونحن عبيد خير لنا أن ندخل النار ونحن سادة شرفاء ووالله ما بصرت بشيٍ جهلناه ولا اصطفيت بشيء حرمناه فليربع على نفسه فلن يعدوا أن يكون كالناظر إلى الشمس ليعرف قدرها أو كالمرتمي في ظلمات البحور ليدرك قعرها ولا يغرنك ما أصبحت فيه فإنما هو ظل ممدود إلى أجل معدود فنحن بزمان رأينا فيه كل العجائب فأصبحت الأذناب فوق الذوائب ولا تتشدق ويغرنك المرتقى السهل فستعلم إذا انجلا الغبار أفرس تحتك أم حمار ومن يقرأ كلام مورد الغمز واللمز وما وصف به شيخه الذي ظل عليه عاكفاً ليخلع عليه من نعوت الزيادة والريادة ليدرك أن بعض الناس عظماء لأن المحيطين بهم صغار فهذه الألقاب أصبح يوشح بها اليوم كل متطفل ممن ليس له في هذا المجال قدم راسخ بل مشاغبات ليظهر أنه كالنسابة المبرزين ويرى الجهال مساجلته ومشاكلته وأنه يجري معهم في الميدان وأنه وهم كفرسي رهان فمثله مثل مهلوس لا يدري أصاب أم أخطأ فإن أصاب خاف أن يكون قد أخطأ وإن أخطأ رجا أن يكون قد أصاب فاللهم نشكوا إليك غثاء علا وطما حتى طاولت الأرض السماء سفاهة وفاخرت الشهب الحصى والجنادل وقد كان للشيخ / حمد الجاسر رأي صريح حيث قال في مجلة العرب : [ أنه يتسرع في الحكم تسرعاً يذكرني بقصة مستملي أبي عبيدة الذي قيل في وصفه : [ يكتب خلاف ما يسمع ويقرأ خلاف ما يكتب ] " وحين لم يجد من يأخذ علي يديه " تمادى به العجب حتى مد رجله في وجوه علماء اللغة بعد أن غره عكوف من لا علم عنده عليه ومسارعة أجهل منه إليه فسولت له نفسه حتى لبس ثياب الكبراء متعثر بأذيالها فشمر عن ساقة الكسيحة وخاض في بحور اللغة فما هي إلا هنيأة حتى التقمه الحوت ونبذه بالعراء وهو مذموم ومالها شقشقة هدرت ثم قرت وكنت فأقول :-

دعهم يعضوا على صم الحصى كمداً
= من مات من غيضه منهم له كفن

والاّن من عرف نفسه لم يضره كلام الناس وخشية من رواجه رواج البهرج على الغر العادم وقد اغتر به بعض الأغمار حتى ظنوا أنه من العلم بمنزلة الملزوم من اللازم ما استثاروا ساكني ولا اقتدحوا كامني وما قل منه خير مما كثر حيث ارتوى من آجن واكتنز من غير طائل فعفط به عفطة عنز وتبنى أقوال لا تثبت فيتشربها ويؤمن بها وأذعن لها وكأنها ممن لا ينطق عن الهوى فأقول له ناصحا : حنانيك بل هداديك فكل سطر في مقالك بحاجة إلى رد فلا تركب الزلل ويزين لك شيخك الخطل فتفعل فعل من شركه الشيطان في سلطانه ونطق بالباطل على لسانه ودعك من ترهات الرجل [ فتجاوز أنت وشيخك العقدة ] واسلك سبيل العافية وخذ بالمندوحة الواسعة والزم الحجة الواضحة والجادة السابلة والطريقة الآنسة ولا تتكلف علم ما لم تعلم ولا تحمل نقل مالا تطيق نقله فتقع في بحور المنازعة وأمواج المجادلة ومن أبى النصيحة وارتكب ما نهي عنه من التشدق والتفيهق فلن يزداد من الحق إلا بعدا وعن الباطل إلا قربا فوا الذي نفسي بيده ما بارز أهل الحق قط قرن إلا كسروا قرنه فقرع من ندم سنه ولا ناجزهم خصم إلا بشروه بسوء منقلبه وسدوا عليه طريق مذهبه لمهربه ولا فاصحهم أحد كان مثل خطباء إياد إلا فصحوه ولا كافحهم مقاتل لو كان من بقية عاد إلا كبوه على وجهه وحسبك علماً أن المثالب والمعائب غالباً لا تلصق إلا بالمعالي فأي عظيم لا يعاب :-

فلولا اشتعال النار فيما جاورت
= ما كان يعرف طيب ريح العود

فلا بد لكل نعمة من حاسد ولكل حق من جاحد ومعاند وإني على ثقة أنك ستفهم أنه ليس من قصدي الإساءة إليك أو الحط منك - لا قدر الله - وستقبل رسالتي بصدر رحب وعقل منفتح سواء قبلت محتواها أم رفضته ويا معاشر النسابة : إنما أعظكم بواحدة أن تتقوا الله مثنى وفرادى ثم تتفكروا في ما تكتبون ولا تتبعوا الأهواء فتزل قدم بعد ثبوتها فتكونوا كمن زين له الشيطان سوء عمله فراءه حسنا أو كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا فكفى بالجنة ثوابا وبالنار عقابا ووبالا وكفى بالله منتقماً ونصيراً وكفا بالكتاب حجيجا وخصيما وسلام على الهادي الأمين خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبة الطيبين الطاهرين واّخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . منقول بتصرف يسير مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
حزم الجلاميد جزاك الله خيراً ولا هنت



رد مع اقتباس