رد: فضل أهل البادية على أهل الحاضرة
كُتب : [ 13 - 08 - 2009 ]
بارك الله فيك..
للبيئة اثر كبير في صقل الخبرات والتجارب الشخصية وبالتالي الاتصاف بها.. فلو استوطن البدوي لتغير سلوكه ولتبدل اسلوب تعامله...
ولكن هل التفضيل في الموضوع على اطلاقه..
الاجابة كلا بل العكس هو الصحيح فالاصل ان سكنى الحاضرة افضل من البادية .. ويكون تفضيل البادية من حيث النجابة والخشونة والشجاعة ولهذا كان اهل الحاضرة ومنهم نبينا صلى الله عليه واله وسلم يرسلون وهم صغار الى البادية لأن ذلك انجب للطفل ...
وهنا الادلة التي تدل على تفضيل الحاضرة على البادية ولا يقارن كلام ابن خلدون بها..
فيؤخذ فضل سكنى الحاضرة على البادية من نصوص ثابتة من الكتاب والسنة .
ومن تلكم النصوص قول الله – تبارك وتعالى – (( الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم )) الآية من سورة التوبة .
قال الإمام ابن كثير في تفسيره ( 7 / 268 – 269 - مكتبة أولاد الشيخ ) : ولما كانت الغلظة والجفاء في أهل البوادي ، لم يبعث الله منهم رسولا ؛ وإنما كانت البعثة من أهل القرى كما قال تعالى (( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى )) .
ولما أهدى ذلك الأعرابي تلك الهدية لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – فرد عليه أضعافها حتى رضي ؛ قال " لقد هممت ألا أقبل هدية إلا من قرشي أو ثقفي أاو أنصاري أو دوسي " ؛ لأن هؤلاء كانوا يسكنون المدن : مكة والطائف والمدينة واليمن ، فهم ألطف أخلاقا من الأعراب ؛ لما في طباع الأعراب من الجفاء .انتهى كلامه .
وقال العلامة السعدي - رحمه الله - في تفسيره ( ص 355 – طبعة المعارف ) : يقول تعالى ( الأعراب ) وهم سكان البادية والبراري ( أشد كفرا ونفاقا ) من الحاضرة ، الذين فيهم كفر ونفاق ، وذلك لأسباب كثيرة منها : أنهم بعيدون عن معرفة الشرائع الدينية ، والأعمال والأحكام ؛ فهم أحرى ( وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله ) من أصول الإيمان ، وأحكام الأوامر والنواهي . بخلاف الحاضرة ، فإنهم أقرب لأن يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله فيحدث لهم – بسبب هذا العلم – تصورات حسنة ، وإرادت للخير الذي يعلمون منه ما لا يكون في الباادية . وفيهم من لطاافة الطبع ، والانقياد للداعي ما ليس في البادية ، ويجالسون أهل الإيمان ، ويخالطونهم أكثر من أهل البادية ؛ فلذلك كانوا أحرى للخير من أهل البادية ، وإن كان في البادية والحاضرة : كفار ومنافقون . ففي البادية أشد وأغلظ مما في الحاضرة .
ومن ذلك : أن الأعراب أحرص على الأموال وأشح فيها . انتهى كلامه – رحمه الله - .
ومن ذلكم ما ورد في السنة من حديث ابن عباس – رضي الله عنهما – وهو (( من سكن البادية جفا ومن اتبع الصيد غقل ، ومن اتبع السلطان افتتن )) ؛ أخرجه أبوداود ( 3 / 188 – طبعة الدعاس ) برقم ( 2859 ) ، والترمذي ( 2 / 502 – 503 – طبعة المعراف ) برقم ( 2256 ) ، والنسائي ( 7 / 195 – 196 / كتاب الصيد والذبائح – دار الكتاب العربي )، وغيرهم ، وهو صحيح – صححه جمع من أهل العلم - .
والاستدال بهذا الحديث واضح ؛ لأنه إذا كان من سكن البادية جفا ، فمفهوم المخالفة أن هذا الجفاء لا يحصل لمن سكن االحاضرة . والله أعلم .
وانظر كلاما بديعا لأبي حيان الأندلسي في تفسيره ( البحر المحيط ) في تفسير قول الله تبارك وتعالى ( الأعراب أشد كفرا ونفاقا ... ) الآية .
حيث تكلم عن من هم الأعراب حقيقة بكلام جميل .
وانظر كلاما طيبا لشيخ الإسلام عليه رحمة الله حول تفضيل سكنى الحاضرة عللى البادية في كتابه العجاب ( اقتضاء الصراط المستقيم ).
والله سبحانه وتعالى أعلم.
منقول بتصرف
|