رد: قطوف من الفكاهة والبلاغة والحكم والأدب والحكمة
كُتب : [ 18 - 08 - 2009 ]
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيَّال الغلباء
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فقد مرر أحد الإخوة بموقف صعب, فاستلهم فيه معنى تناولتها قصيدة لأحد حكماء العرب في الجاهلية وسيد قومه كذلك, وهو / الأفوه الأودي نسبة إلى بني أود وهي تقطر حكمة وعقلا فأحببت أن أضعها بين أيديكم لتتذوقوا حلاوتها كما تذوقها ويقول فيها :-
أمارة الغي أن تلقى الجميع لدى = الإبرام للأمر، والأذناب أقتاد
حان الرحيل إلى قوم وإن بعدوا = منهم صلاح لمرتاد وإرشاد
فسوف أجعل بعد الأرض دونكم = وإن دنت رحم منكم وميلاد
إن النجاء إذا ما كنت في نفر = من أجه الغي إبعاد فإبعاد
والخير تزداد منه ما لقيت به = والشر يكفيك منه قل ما زاد
والبيت لا يبتني إلا له عمد = ولا عماد إذا لم ترس أوتاد
فإن تجمع أوتاد وأعمدة = وساكن بلغوا الأمر الذي كادوا
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم = ولا سراة إذا جهالهم سادوا
تهدي الأمور بأهل الرأي ما صلحت = وإن توالت فبالإشرار تنقاد
إذا تولى سراة الناس أمرهم = نما على ذاك أمر القوم فازدادوا
فينا معاشر لم يبنوا لقومهم = وإن بنى قومهم ما فسدوا عادوا
لا يرشدون ولن يرعوا لمرشدهم = والجهل منهم معا والغي ميعاد
منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
|
إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات فبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فإنه إذا مر أحد بموقف صعب مع إخوته أو من يحب فعليه أن يستلهم قول الشاعر الكبير الفارس المقنع الكندي / محمد بن ظفر بن عمير بن أبي شمر بن فرعان بن قبس بن الأسود بن عبدالله بن الحارث بن عمرو بن معاوية بن كندة رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وينتهي نسبه إلى يعرب بن قحطان، وقد لقب بالمقنع بسبب تلثمه خوفا من العين لفرط جماله وبهاء حسنه، وهو شاعر من العصر الأموي عاصر / الوليد بن يزيد وامتدحه، ويمتاز شعر المقنع برصانة الأسلوب وانتقى الألفاظ والمفردات الشعرية بعناية فائقة تعرب عن تمكنه في صناعة الشعر وسموء مكانه بين شعراء العربية الفطاحل، ولا يكاد يخلو كتاب من كتب الأدب المشهورة من قصيدته الذائعة الصيت التي يرد بها على بني قومه حينما عاتبوه على كثرة إنفاقه والاستدانة في سبيل ذلك، فهو كريم لا يرد سائل ولا يقطع رجاء مرتجى، ولم تغفر القبيلة لزعيمها ورئيسها إسرافه في تبذير أمواله والاستدانة في الإنفاق على المحامد والمكارم فغاضبته وعاتبته فيدافع المقنع عن نفسه ومبدأه وفلسفته في الحياة بهذه القصيدة التي تعد إحدى روائع الشعر العربي الفصيح وتعبر عن أجمل صور الشهامة العربية بما تعنيه الكلمة من معنى وذلك لما عاتبه قومه بما يراه صوابا ويرونه خطأ فقال فيها :-
يعاتبني في الدين قومي وإنما= ديوني في أشياء تكسبهم حمدا
ألم ير قومي كيف أوسر مرة = وأعسر حتى تبلغ العسرة الجهدا
فما زادني الإقتار منهم تقربا = ولا زادني فضل الغنى منهمو بعدا
أسد به ما قد أخلوا وضيعوا= ثغور حقوق ما أطاقوا لها سدا
وفي جفنة ما يغلق الباب دونها= مكللة لحما مدفقة ثردا
وإنِّي لعبد الضيـف مـا دام نـازلاً= وما شيمة لي غيرها تشبه العبـدا
وفي فرس نهد عتيق جعلته = حجابا لبيتي ثم أخدمته عبدا
وإن الذي بيني وبين بني أبي = وبين بني عمي لمختلف جدا
أراهم إلى نصري بطاءا وإن هم = دعوني إلى نصر أتيتهم شدا
إذا قدحوا لي نار حرب بزنــدهم = قدحت لهم في كل مكـــــرمة زندا
فإن يأكلوا لحمي وفرت لحومهم = وإن يهدموا مجدي بنيت لهم مجدا
وإن ضيعوا غيبي حفظت غيويبهم= وإن هم هووا غيي هويت لهم رشدا
وإن زجروا طيرا بنحس تمر بي = زجرت لهم طيرا تمر بهم سعدا
ولا أحمل الحقد القديم عليهم = وليس كريم القوم من يحمل الحقدا
فذلك دابي في الحياة ودابهم = سجيس الليالي أو يزيرونني اللحدا
لهم جل مالي إن تتابع لي غنى= وإن قل مالي لم أكلفهم رفدا
على أن قومي ما ترى عين ناظر= كشيبهم شيبا ولا مردهم مردا
بفضل وأحلام وجود وسؤدد= وفي ربيع في الزمان إذا شدا
وعليه أن يستلهم قول الحكيم : ( إذا عز أخوك فهن ) هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول بتصرف يسير مع خالص التحية وأطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام .
|