عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 60 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: العرب العاربة والعرب المستعربة

كُتب : [ 20 - 08 - 2009 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

الكذبة الباطلة في نسب نبي الله إسماعيل وذريته إلى المستعربة ؟

أعلم - وفقني الله وإياك - أن تقسيم العرب إلى عاربة ومستعربة، هو تقسيم باطل، لايراد به إلا النيل من ذرية نبي الله إسماعيل عليه السلام، قام بها من في قلبه حسد على هذه الأمة التي صدقت نبيه وختم الله به الرسالات والشرائع .

وأن القول أن إسماعيل - عليه الصلاة والسلام - مستعرب وذريته مستعربة، هو قول لم يقال في عصر صدر الإسلام ولم ينقل لنا أن أحداً من الصحابة قال به، بل هو قول أتى إلينا من نقولات أهل الكتاب مما نقلها الأخباريون المسلمون وفي مقدمتهم ابن جرير الطبري، والذين كان مردهم إلى الأخباري ابن الكلبي، والذي كان بدوره يأتي بمصادره من أهل الكتاب ؟

ولعلنا نعرف من هو ابن الكلبي ؟

هو / هشام بن محمد بن السائب الكلبي، المشهور بهشام بن الكلبي المتوفي سنة 204 .

قال عنه ابن حجر في لسان الميزان : " هشام بن محمد بن أبو المنذر الأخباري النسابة العلامة روى عن أبيه أبي المفسر، وعن مجالد وحدث عنه جماعة، قال أحمد بن حنبل : إنما كان صاحب سمر ونسب ما ظننت أن أحداً يحدث عنه وقال الدارقطني وغيره : متروك وقال ابن عساكر : رافضي ليس بثقة ".

وذكره الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد : " حدثنا عبدالله بن أحمد قال : سمعت أبى يقول / هشام بن محمد من يحدث عنه إنما هو صاحب نسب وسمر وما ظننت أن أحداً يحدث عنه ".

وعلى هذا فإننا نأخذ من ابن الكلبي مالا يخالف النقل الثابت ثم العقل، فنقول بعد الاستعانة بالله عزوجل ؟

إن الوافد إلينا والمستفيض في كتب الأخباريين، أن العرب على قسمين، عاربة وهم بنو قحطان، ومستعربة " وهم بنو إسماعيل !!!

وهذا الكلام لا شك أنه باطل بل من أبطل الباطل وأكذبه ؟

فأخلاقياً من المعيب أن يوصم نبي من أنبياء الله عزوجل : " بالمستعرب " وهي في عرف البشر تعتبر منقصة ومنطلق للذم، والله عزوجل قد نزه أنبيائه عن مواطن النقص والذم، فبعثهم من أواسط أقوامهم نسباً وحسباً، كي لايجد أعداء دعوتهم مدخلاً قد يحزن أنبيائه، مما قد يتعرضون له في صدق أقوال الكفار ومنها القول بأنهم دخلاء ومستعربين، أما القول بالسحر والكهانة فإنه من الكذب الذي يعلمه الأنبياء بل وشائينيهم ؟

أما الاستعراب والذي يطلق في حق نبي الله إسماعيل وذريته والتي فيها سيد ولد آدم محمد - صلى الله عليه وسلم - فهي من الواقع الذي يعرفه الأنبياء وأمتهم، فهل نصدق هذا القول ونوقعه عليهم، حاشا والله ؟

كيف إذاً والحال على غير هذا المقام، فالدلائل التي ثبتت عندي - وبالله التوفيق - تثبت بمالايدع مجالاً للشبهة أن نبي الله إسماعيل عليه الصلاة والسلام هو أصل العرب وبه كانت العرب ولا أحد سواه ؟ وأن قحطان هو أعجمي عبري ؟

وإليك الكشف والتبيان ؟

اتفق نسابة العرب على أن جنس العرب سمو بذلك من اللسان وليس من النسب لرجل عليه مدار الاسم " عرب " يقول العلامة الفهامة ابن خلدون الحضرمي - رحمه الله تعالى - ( ت 808 ) في تاريخه : " ثم إن العرب لم يزالوا موسومين بين الأمم بالبيان في الكلام والفصاحة في المنطق والذلاقة في اللسان ولذلك سموا بهذا الاسم فإنه مشتق من الإبانة لقولهم ‏:‏ أعرب الرجل عما في ضميره إذا أبان عنه " أهـ ج1 ص 50‏،

ومن قال بنسب العرب إلى يعرب بن قحطان، إنما رده إلى أن أول من تكلم بالعربية هو يعرب بن قحطان، وهذا باطل !! فالسند على هذا القول مقطوع ؟، بينما السند على أن أول من تكلم بالعربية هو إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ؟ سند ثابت من وجوه ؟

فقد ورد في صحيح الجامع 2581 من حديث علي بن أبي طالب : " أول من فتق لسانه بالعربية المبينة إسماعيل، و هو ابن أربع عشرة سنة ". الألباني حديث صحيح .

ولعل هذا الحديث يقوي الحديث الذي أورده الحاكم في المستدرك وقال عنه صحيح الإسناد وقد أعله غير واحد من العلماء بابن إسحاق الغسيلي ورد في السلسلة الضعيفة عن إمام أهل السنة أبي عبدالرحمن الألباني رضي الله عنه .

حدثنا عبيدالله بن سعد بن إبراهيم الزهري : حدثنا عمي : حدثنا أبي عن سفيان الثوري عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر رضي الله عنه : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا ( قرآنا عربيا لقوم يعلمون ) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألهم إسماعيل هذا اللسان إلهاما "، كذا قال " إسماعيل ". أخرجه الحاكم ( 2/439 ) وقال : " صحيح الإسناد ". ورده الذهبي بقوله : " قلت : حقه أن يقول (م) ( يعني أنه على شرط مسلم ) ولكن مدار الحديث على إبراهيم بن إسحاق الغسيلي، وكان ممن يسرق الحديث ". 2919 .

وروى ابن سعد ( ت 230 ) بسنده في الطبقات الكبرى عند ذكر إسماعيل عليه السلام بقوله : " أخبرنا إسماعيل بن عبدالله بن أبي أويس المدني قال حدثني أبي عن أبي الجارود الربيع بن قزبع عن عقبة بن بشير أنه سأل محمد بن علي من أول من تكلم بالعربية قال إسماعيل بن إبراهيم صلى الله عليهما وهو بن ثلاث عشرة سنة ". أ . هـ

وروى الحافظ ابن الجوزي الحنبلي - رحمه الله - ( ت 597 ) بسنده في المنتظم : أنبأنا أبو عبداللّه الحسين بن محمد بن عبدالوهاب الدّباس أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبدالرحمن المخلص أخبرنا أبو عبداللّه أحمد بن إسماعيل بن داود الطوسي حدثنا الزبير بن بكار قال‏ :‏ حدثني إسماعيل بن أبي أويس عن أبيه عن الربيع بن قريع الغطفاني عن عقبة بن بشير قال ‏:‏ سألت محمد بن علي بن الحسين قلت ‏:‏ يا أبا جعفر من أول من تكلم بالعربية قال ‏:‏ إسماعيل وهو يومئذ ابن ثلاث عشرة سنة ". أ . هـ

وقال محمد بن سلام الجمحي ( ت 232 ) في كتاب طبقات الشعراء‏ " قال يونس بن حبيب ‏:‏ أولُ من تكلم بالعربية إسماعيلُ بن إبراهيم عليهما السلام ثم قال / محمد بن سلاّم‏ :‏ أخبرني مِسْمَع بن عبدالملك أنه سمع محمد بن عليّ يقول - قال ابن سلاّم ‏:‏ لا ادري رَفَعَه أم لا وأظنه قد رفعه - أولُ من تكلَّم بالعربية ونَسِي لسانَ أبيه إسماعيلُ عليه السلام‏ ". أ . هـ المزهر للسيوطي ص 5 .

وقال الشيرازي ( ت 407 ) في كتاب الألقاب‏ "‏ أخبرنا أحمد بن سعيد المعداني‏:‏ أنبانا محمد بن أحمد بن إسحاق الماسي حدثنا محمد بن جابر حدثنا أبو يوسف يعقوب بن السكِّيت قال ‏:‏ حدَّثني الأثرم عن أبي عبيدة حدثنا مسمع بن عبدالملك عن محمد بن علي بن الحسين عن آبائه عن النبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏ أول مَن فُتق لسانُه بالعربية المتينة إسماعيلُ عليه السلام وهو ابنُُ أربع عشرة سنة فقال له يونس ‏:‏ صدقت يا أبا سيار هكذا حدثني به أبو جزيّ، هذه طريقةٌ موصولة للحديث السابق من طريق الجُمَحِي‏ ". أ . هـ المزهر للسيوطي ص 5 .

قال عبدالملك بن حبيب‏ : " وبقي اللسان السرياني في ولد ارْفَخَشْذ بن سام إلى أن وصل إلى يشجب بن قحطان من ذريته وكان باليمن فنزل هناك بنو إسماعيل فتعلّم منهم بنو قحطان اللسانَ العربي‏ ". أ . هـ المزهر للسيوطي ص 4 .

وفي هذا النص دلالة على عجمة اللسان في بني قحطان قبل تعلمهم اللسان العربي من إسماعيل عليه السلام، وسنورد مزيد أدلة في هذا بعد قليل ؟

قال الحافظ ابن الجوزي - رحمه الله - في تفسيره عند قوله تعالى : { وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ ... } ( الحج : 78 ) قال رحمه الله : فإن قيل : هذا الخطاب للمسلمين، وليس إِبراهيم أباً لكُلِّهم .

فالجواب : أنه إِن كان خطاباً عامّاً للمسلمين، فهو كالأب لهم، لأن حرمته وحقَّه عليهم كحق الولد، وإِن كان خطاباً للعرب خاصة، فإبراهيم أبو العرب قاطبة، هذا قول المفسرين ". أ . هـ

وقال البغوي - رحمه الله تعالى - ( ت 516 )، في معالم التنزيل عند تفسير هذه الآية قيل : خاطب به العرب وهم كانوا من نسل إبراهيم . وقيل : خاطب به جميع المسلمين، وإبراهيم أبٌ لهم، على معنى وجوب احترامه وحفظ حقه كما يجب احترام الأب ". أ . هـ،

ومن المعلوم أن إبراهيم والذي قال عنه الإمامان، أنه أبو العرب، ليس من صلبه يعرب بن قحطان !! وبهذا نعلم أن أصل العرب هم من صلب نبي الله إسماعيل - عليه السلام - وأن القحطانين قد تعربوا وأخذوا اللسان منهم، بعد أن كانوا يتكلمون بلسانٍ عبري، وإليك الشواهد في ذلك ؟

يقول ابن خلدون : " وفي التوراة أن عابر ولد اثنين من الولد هما فالغ ويقطن وعند المحققين من النسابة أن يقطن هو قحطان عربته العرب هكذا‏ ".

فإذا كان قحطان عربياً فلما يتم تعريبه من العرب ولما يذكر في التوراة على أنه يقطن وبلفظة عبرية ؟

كما أن أسماء أبناء يقطن " قحطان بالعربية " في التوراة والتي نقلها نسابة العرب هي أسماء عبرية، يقول ابن خلدون في تاريخه : " المرذاذ ومعربه ومضاض وهم جرهم وارم وهم حضور وسالف وهم أهل السلفات وسبأ وهم أهل اليمن من حمير والتبابعة وكهلان وهدرماوت وهم حضرموت ‏.‏ هؤلاء خمسة وثمانية أخرى ننقل اسماءهم وهي عبرانية ولم نقف على تفسير شيء منها ولا يعلم من أي البطون هم، وهم ‏:‏ بباراح وأوزال ودفلا وعوثال وافيمايل وأيوفير وحويلا ويوفاف وعند النسابين أن جرهم من ولد يقطن فلا أدري من أيهم‏ ". أ . هـ

من هذا وغيره - كما سيأتي - يتبين أن لسان القحطانيين، قبل نبي الله إسماعيل هو لسان عبري، وأن القول بأن جرهم التي نزلت في الحرم على هاجر وابنها إسماعيل - عليهما السلام - كانوا بلسان عربي، كلام باطل وعارٍ من الصحيح ؟

قال ابن خلدون في تاريخه : " وأما جرهم فكانت ديارهم باليمن وكانوا يتكلمون بالعبرانية‏ ". أ . هـ ج 1 م 2 .

وما ذهب إليه ابن خلدون - رحمه الله - هو الصحيح، فقد ورد في الطبقات لابن سعد بسنده : " أخبرنا إسماعيل بن عبدالله بن أبي أويس المدني قال حدثني أبي عن أبي الجارود الربيع بن قزبع عن عقبة بن بشير أنه سأل محمد بن علي من أول من تكلم بالعربية قال إسماعيل بن إبراهيم صلى الله عليهما وهو ابن ثلاث عشرة سنة قال قلت : فما كان كلام الناس قبل ذلك يا أبا جعفر قال العبرانية ". أ . هـ

وعند الحافظ ابن الجوزي الحنبلي في المنتظم بسنده : " أنبأنا أبو عبداللّه الحسين بن محمد بن عبدالوهاب الدّباس أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبدالرحمن المخلص أخبرنا أبو عبداللّه أحمد بن إسماعيل بن داود الطوسي حدثنا الزبير بن بكار قال ‏:‏ حدثني إسماعيل بن أبي أويس عن أبيه عن الربيع بن قريع الغطفاني عن عقبة بن بشير قال ‏:‏ سألت محمد بن علي بن الحسين قلت ‏:‏ يا أبا جعفر من أول من تكلم بالعربية قال ‏:‏ إسماعيل وهو يومئذ ابن ثلاث عشرة سنة قلت ‏:‏ فما كان كلام الناس قبل ذلك‏، قال ‏:‏ العبرانية‏ ". أ . هـ

فتبين من هذه النصوص الموثقة أن لغة جرهم القحطانية وعموم القحطانيين، لم تكن العربية، كما وأن كاتبي السير المسلمين كانوا يطلقون على بعض القبائل القحطانية، بالمستعربة، كآل جفنة المعروفين بالغساسنة، فهم ليسوا عرباً أقحاحاً بل ممن دخلوا في العرب وتعربوا ؟

يقول الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي - رضي الله عنه - في المنتظم بسنده : " أخبرنا محمد بن أبي القاسم أخبرنا أحمد بن أحمد أخبرنا أحمد بن عبدالله الحافظ حدثنا حبيب بن الحسن حدثنا محمد بن يحيى حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب حدثنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق قال ‏:‏ حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير قال ‏:‏ لما تجهز الناس وتهياؤا للخروج إلى مؤتة قال المسلمون ‏:‏ صحبكم الله ودفع عنكم فقال عبدالله بن رواحة رضي الله عنه ‏:‏ لكنني أسال الرحمن مغفرة وضربة ذات فرغ تقذف الزبدا أو طعنة بيدي حران مجهزة بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا حتى يقولوا إذا مروا على جدثي أرشدك الله من غاز وقد رشدا ثم مضوا حتى نزلوا أرض الشام فبلغهم أن هرقل قد نزل ماب من أرض البلقاء في مائة ألف من الروم وانضمت إليه المستعربة من لخم وجذام وبلقين وبهراء وبلي في مائة إلف منهم ". أ . هـ

وفي أسد الغابة : " أنبانا أبو جعفر باسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال ‏:‏ وقد قال قطبة بن قتادة العذري الذي كان على ميمنة المسلمين - يعني يوم مؤتة - وقد حمل على مالك بن رافلة، قائد المستعربة، فقتله ". أ . هـ ومالك بن رافلة قائد المستعربة هذا، قحطاني !!

وذكر صاحب الكامل ( ت 630 ) : " وفي هذه السنة غزا مسلمة بن عبدالملك الروم أيضًا ففتح ثلاثة حصون ‏:‏ أحدها حصن قسطنطين وغزالة وحصن الأخرم وقتل من المستعربة نحوًا من ألف وأخذ الأموال ". أ . هـ ابن الأثير ‏.

وذكر الإمام السيوطي - رحمه الله - ( ت 911 ) في المزهر ما نصه : " وقال يونس بن حبيب ‏:‏ أولُ من تكلّم بالعربية إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام‏ .‏

وقال أبو عمرو بن العلاء‏ :‏ العربُ كلّها ولدُ إسماعيل إلا حِمْير وبقايا جُرهم ونحن لا نجد لأوَّليّة العرب المعروفين شعراً فكيف بعادٍ وثمود ولم يروِ عربيٌّ قط ولا رَاويةٌ للشعر بيتا منها مع ضعْفِ أمره وقلَّةِ طلاوته ‏.‏

قال أبو عمرو بن العلاء ‏:‏ ما لسانُ حِمْير وأقاصي اليمن لساننا ولا عربيتهم عربيتنا فكيف بها على عَهْدِ عاد وثمود مع تَدَاعيه ووَهْنِه فلو كان الشعر مثلَ ما وُضع لابن إسحاق ومثل ما يَرْوى الصَّحَفِيون ما كانت إليه حاجة ولا كان فيه دليل على علم ‏.‏ هذا كله كلامُ ابن سلام‏ ". أ . هـ

وأبو عمرو بن العلاء هذا هو أبو عمرو بن العلاء أبو عمرو بن العلاء بن عمار، بن العريان التميمي، ثم المازني البصري النحوي .

قال عنه في الجرح والتعديل " روى عن الحسن وعطاء ومجاهد روى عنه عبدالوارث ووكيع والأصمعى وأبو زيد النحوي سمعت أبى يقول ذلك قال أبو محمد : روى عنه أبو أسامة حدثنا عبدالرحمن سمعت أبى يقول : كان لأبي عمرو بن العلاء أخ يقال له أبو سفيان سئل يحيى بن معين عنهما فقال : ليس بهما بأس ". أ . هـ

وقال ابن خلكان في وفيات الأعيان : " وكان أبو عمرو رأساً في حياة الحسن البصري مقدما في عصره . وقال أبو عبيدة : كان أبو عمرو أعلم الناس بالأدب والعربية والقرآن والشعر ". أ . هـ

وإن كان في قول أبي عمرو بن العلاء توضيحاً شافياً، إلا أنه قد أبعد النجعة كثيراً في نفي العربية عن حمير اليمانية هكذا دون تفصيل، فإن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يرده : فقد ورد في مسند الإمام أحمد - رضي الله عنه - بسند صحيح : " أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبأ ما هو أرجل أم امرأة أم أرض فقال : بل هو رجل ولد عشرة فسكن في اليمن منهم ستة وبالشام منهم أربعة أما اليمانيون فمذحج وكندة والأزد والأشعريون وأنمار وحمير عربا كلها وأما الشامية فلخم وجذام وعاملة وغسان ". أحمد شاكر 64 ص 322 .

فهنا يتبين لنا قول الرسول صلى الله عليه وسلم، عن حمير بأنها عربية، ولعل أبا عمرو ابن العلاء قد أسند قوله عن حمير قبل أن تتعرب .

فقد ذكر ابن منظور ( ت 711 ) في اللسان : " ودخل رجل على ملك من ملوك حمير فقال له الملك : ثِبْ، أي اقعد، فوثب فتكسر، فقال الملك : ليست عندنا عربيّتْ، من دخل ظَفَارِ حَمّر، أي تكلم بالحميرية . قوله : عربيتْ، يريد : العربية، فوقف على الهاء بالتاء وكذلك لغتهم ". أ . هـ لسان العرب 2/291 .

وأورد الرواية ذاتها ابن السكيت ( ت 244 ) ثم قال : " قال الأصمعي حمر تكلم بكلام حمير والعامة تقول ظفاري وتقول هي الدجاجة وهو الدجاج ولا يقال الدجاج وهي لغة ردية وتقول هو جفن السيف وجفن العين ولا تقل جفن وهي الشفة ولا تقل الشفة وتقول هم حوله وحوليه وحواليه ولا تقول حواليه وتقول هو الروشن وهي الروزنة وهو البثق وهو فقار الظهر والواحدة فقارة ولا تقل فقارة ولا فقار ". أ . هـ إصلاح المنطق ص 8 وانظر الخصائص 2/28 .

مما تقدم من نصوص وآثار ثابتة بأسانيدها، يتبين لنا أن العرب الأقحاح هم من نسل إسماعيل عليه السلام، بل وما تطمئن إليه النفس أنه لا عرب قبل إسماعيل عليه السلام ؟

وأما حديث أبي الدرداء الذي أورده ابن حبان في صحيحه وفيه : " وأربعة من العرب : هود وشعيب وصالح ونبيك محمد ". فهو حديث ضعيف وقد وهم ابن حبان - رحمه الله - في تصحيحه .

فقد أورد الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي الحنبلي - رحمه الله - هذا الحديث في الموضوعات وقد أعله بإبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني راوي الحديث ؟

قال أبو حاتم في الجرح والتعديل، عن / إبراهيم بن هشام الغساني " كذاب " !! 469 .

قال الإمام الألباني ( ت 1420 ) - رحمات ربي عليه تترا - في التعليقات الحسان، عن هذا الحديث، ضعيف جداً ج 1ص 387 .

وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط محقق صحيح ابن حبان، عن هذا الحديث، إسناده ضعيف جدا 361 .

بقي أن نقول، أن الإسلام جمع العدناني والقحطاني، والعربي والأعجمي، وأن لا أخوة تعلو وتثمر على أخوة الإسلام، وأن التفاضل بين الناس بالتقوى، وأن أكون عبداً حبشياً مملوكاً على سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، خيراً لي من أكون رأساً من رؤوس العرب في الحسب والنسب، وعلى ضلالة، والعياذ بالله وأن هذا الموضوع لا يعدو كونه دفع - بالحسنى - لمغالطة وضلالة قول : " مستعرب " عن نبينا إسماعيل عليه السلام أصل العرب والعروبة ومنشأها وأن العدنانيين والقحطانين هم أخوة في الدين والعروبة يتكافؤون حسباً ونسباً . هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس