[شعيفان السويدي]

سوف أكون الأول


س / هناك من ينادي بربط المطالع كلها بمطالع مكة حرصا على وحدة الأمة في دخول شهر رمضان المبارك وغيره فما رأي فضيلتكم ؟




ج/ هذا من الناحية الفلكية مستحيل لأن مطالع الهلال تختلف باتفاق أهل المعرفة بهذا العلم وإذا كانت تختلف فإن مقتضى الدليل الأثري والنظري أن يجعل لكل بلد حكمه .

وأما الدليل الأثري فقال تعالى : (( فمن شهد منكم الشهر فليصمه )) .

فإن قدر أناسا في أقصى الأرض ما شاهدوا الشهر ( الهلال ) وأهل مكة شهدوا الهلال فكيف يتوجه الخطاب في هذه الآية إلى من لم يشهدوا الشهر وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته )) . متفق عليه

فإذا رآه أهل مكة مثلا فكيف نلزم أهل باكستان ومن وراءهم من الشرقيين بأن يصوموا مع أننا نعلم بأن الهلال لم يطلع في أفقهم والنبي صلى الله عليه وسلم علق ذلك بالرؤية .

وأما الدليل النظري فهو القياس الصحيح الذي لا تمكن معارضته فنحن نعلم أن الفجر يطلع في الجهة الشرقية من الأرض قبل الغربية فإذا طلع الفجر في الجهة الشرقية فهل يلزمنا ان نمسك ونحن في ليل الجواب لا وإذا غربت الشمس في الجهة الشرقية ولكننا نحن في النهار فهل يجوز لنا أن نفطر الجواب لا

إذن الهلال كالشمس تماما فالهلال توقيته توقيت شهري والشمس توقيتها توقيت يومي .


فمقتضى الدليل الأثري والنظري أن نجعل لكل مكان حكما خاصا به يتعلق بالصوم والفطر ويربط ذلك بالعلامة الحسية التي جعلها الله في كتابه وحعلها محمد صلى الله عليه وسلم في سنته ألا وهو شهود القمر وشهود الشمس أو الفجر .




المرجع / فتاوى أركان الإسلام .

لفضيلة الشيخ العلامة

محمد بن صالح العثيمين

رحمه الله تعالى و غفر الله له ولوالدية وأسكنه فسيح جناته

جمع وترتيب

فهد بن ناصر بن ابراهيم السليمان

دار الثريا للنشر

سلسلة مؤلفات فضيلة الشيخ (50)

الصفحة رقم ( 451) ( 452)

أخوكم ... شعيفان هذال السويدي