رد: عبد الله بن سبأ اليهودي
كُتب : [ 31 - 08 - 2009 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
عبدالله بن سبأ حقيقة أم خيال ؟
إن تشكيك بعض الباحثين المعاصرين في عبد الله بن سبأ وأنه شخصية وهمية وإنكارهم وجوده لا يستند إلى الدليل العملي، ولا يعتمد على المصادر المتقدمة، بل هو مجرد استنتاج يقوم على أراء وتخمينات شخصية تختلف بواعثها حسب ميول واتجاهات متبنيها، ويمكن القول إن الشكاك والمنكرين لشخصية ابن سبأ هم طائفة من المستشرقين، وفئة من الباحثين العرب، وغالبية الشيعة المعاصرين .
ومن العجب أن هؤلاء المستشرقين وذيولهم من الرافضة والمستغربين في عصرنا أنكروا شخصية عبدالله بن سبأ، وأنه شخصية وهمية لم يكن لها وجود، فأين بلغ هؤلاء من قلة الحياء والجهل، وقد ملأت ترجمته كتب التاريخ والفرق، وتناقلت أفعاله الرواة وطبقت أخباره الآفاق .
لقد اتفق المؤرخون والمحدثون وأصحاب كتب الفرق والملل والنحل والطبقات والأدب والأنساب الذين تعرضوا للسبئية على وجود شخصية عبدالله بن سبأ الذي ظهر في كتب أهل السنة - كما ظهر في كتب الشيعة - شخصية تاريخية حقيقية . و لهذا فإن أخبار الفتنة ودور ابن سبأ فيها لم تكن قصرا على تاريخ الإمام الطبري واستنادا إلى روايات سيف بن عمر التميمي فيه، وإنما هي أخبار منتشرة في روايات المتقدمين وفي ثنايا الكتب التي رصدت أحداث التاريخ ألإسلامي، وآراء الفرق والنحل في تلك الفترة، إلا أن ميزة تاريخ الإمام الطبري على غيره أنه أعزرها مادة وأكثرها تفصيلا لا أكثر . ولهذا كان التشكيك في هذه الأحداث بلا سند وبلا دليل، إن يعني الهدم لكل تلك الأخبار، والتسفيه بأولئك المخبرين والعلماء، وتزييف الحقائق التاريخية .
فمتى كانت المنهجية ضربا من ضروب الاستنتاج العقلي المحض في مقابل النصوص الروايات المتضافرة ؟ و هل تكون المنهجية في الضرب صفحاً والإعراض عن المصادر الكثيرة المتقدمة والمتأخرة التي أثبتت لابن سبأ شخصية واقعية !!
وفي ما يلي ذكر عدد من المحاور والتي تدور حول ورود أي ذكر لعبد الله بن سبأ أو السبئية - طائفته - في الكتب والمصادر المتقدمة ( السنية والشيعية، المتقدمة منها والمعاصرة )؛ لأن ورود أي ذكر للسبئية دليل على انتسابها له، و هذا دليل بدوره على وجود ابن سبأ في الحقيقة، مع الرد على محاولات التشكيك في وجود عبدالله بن سبأ، وما ينسب إليه من أعمال، وسأتّبع فيه الترتيب الزمني للأحداث :-
أولاً : من أثبت وجود عبدالله بن سبأ من الفرقين :-
أ – عبدالله بن سبأ عند أهل السنة :-
1 - جاء ذكر السبئية على لسان أعشى همدان ( ت 84هـ ) في ديوانه ( ص 148 ) وتاريخ الطبري ( 6/83 ) وقد هجى المختار بن أبي عبيد الثقفي وأنصاره من أهل الكوفة بعدما فرّ مع أشراف قبائل الكوفة إلى البصرة بقوله :-
شهدت عليكم أنكم سبئية
= وأني بكم يا شرطة الكفر عارف
2 - وجاء ذكر السبئية في كتاب الإرجاء للحسن بن محمد بن الحنفية ( ت 95هـ ) - راجع كتاب ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي للدكتور سفر الحوالي ( 1/345- 361 )، حيث تحدث عن معنى الإرجاء المنسوب للحسن، وذكر كلام أهل العلم في ذلك فليراجع للأهمية - ما يلي : ( ومن خصومة هذه السبئية التي أدركنا، إذ يقولون هُدينا لوحي ضل عنه الناس ) رواه ابن أبي عمر العدني في كتاب الإيمان ( ص 249 )
3 - وهناك رواية عن الشعبي ( ت 103هـ ) ذكرها ابن عساكر في تاريخه ( 29/7 )، تفيد أن : ( أول من كذب عبدالله بن سبأ )
4 - وهذا الفرزدق ( شيعي الولاء سني المذهب ) ( ت 116هـ ) يهجو في ديوانه ( ص 242-243 )، أشارف العراق ومن انضم إلى ثورة عبدالرحمن بن الأشعث في معركة دير الجماجم، ويصفهم بالسبئية، حيث يقول :-
كأن على دير الجماجم منهم
= حصائد أو أعجاز نخل تَقَعّرا
تَعَرّفُ همدانية سبئية
= وتُكره عينيها على ما تنكرا
رأته مع القتلى وغيّر بعلها
= عليها تراب في دم قد تعفّرا
أراحوه من رأس وعينين كانتا
= بعيدن طرفا بالخيانة أحزرا
من الناكثين العهد من سبئية
= وإما زبيري من الذئب أغدرا
ولو أنهم إذ نافقوا كان منهم
= يهوديهم كانوا بذلك أعذر
و يمكن الاستنتاج من هذا النص أن السبئية تعني فئة لها هوية سياسية معنية ومذهب عقائدي محدد بانتمائها إلى عبدالله بن سبأ اليهودي المعروف، صاحب المذهب .
5 - وقد نقل الإمام الطبري في تفسيره ( 3/119 ) رأياً لقتادة بن دعامة السدوسي البصري ( ت 117هـ )، في النص التالي : { فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة } [ آل عمران : 7]، وكان قتادة إذا قرأ هذه الآية قال : ( إن لم يكونوا الحرورية والسبئية فلا أدري )
6 - وفي الطبقات الكبرى لابن سعد ( ت 230هـ ) ورد ذكر السبئية وأفكار زعيمها وإن لم يشر إلى ابن سبأ بالاسم . الطبقات ( 3/39 )
7 – وجاء عند ابن حبيب البغدادي ( ت 245هـ ) في المحبر ( ص 308)، ذكر لعبدالله بن سبأ حينما اعتبره أحد أبناء الحبشيات .
8 - كما روى أبو عاصم خُشيش بن أصرم ( ت 253هـ )، خبر إحراق علي رضي الله عنه لجماعة من أصحاب ابن سبأ في كتابه الاستقامة . انظر : منهاج السنة لابن تيمية ( 1/7 )
9 - وجاء في البيان والتبيين ( 3/81 ) للجاحظ ( من كبار زعماء المعتزلة ) ( ت 255هـ )، إشارة إلى عبدالله بن سبأ .
وخبر إحراق علي بن أبي طالب رضي الله عنه لطائفة من الزنادقة تكشف عنه الروايات الصحيحة في كتب الصحاح والسنن والمساند . انظر على سبيل المثال : سن أبي داود ( 4/126 ) والنسائي ( 7/104 ) والحاكم في المستدرك ( 3/538 )
10 - فقد ذكر الإمام البخاري ( ت 256هـ ) في كتاب استتابة المرتدين من صحيحه ( 8/50 ) عن عكرمة قال : ( أتي علي رضي الله عنه بزنادقة فأحرقهم، فبلغ ذلك ابن عباس فقال : لو كنت أنا لم أحرقهم لنهي النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تعذبوا بعذاب الله )، ولقتلتهم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من بدل دينه فاقتلوه )
ومن الثابت تاريخياً أن الذين حرقهم علي رضي الله عنه هم أتابع عبدالله بن سبأ حينما قالوا بأنه الإله .
11 - ذكر الجوزجاني ( ت 259هـ ) في أحوال الرجال ( ص 38 ) أن السبئية غلت في الكفر فزعمت أن علياً إلهاً حتى حرقهم بالنار إنكاراً عليهم واستبصاراً في أمرهم حين يقول :-
لما رأيت الأمر أمراً منكرا
= أججت ناري ودعوت قنبرا
12 - ويقول ابن قتيبة ( 276هـ ) في المعارف ( ص 267 ) : ( السبئية من الرافضة ينسبون إلى عبدالله بن سبأ ) وفي تأويل مختلف الحديث ( ص 73 ) يقول : ( أن عبدالله بن سبأ ادّعى الربوبية لعلي، فأحرق علي أصحابه بالنار )
13 - ويذكر البلاذري ( ت 279هـ ) ابن سبأ من جملة من أتوا إلى علي رضي الله عنه يسألونه من رأيه في أبي بكر وعمر، فقال : أو تفرغتم لهذا . أنساب الأشراف ( 3/382 )
14 – ويعتبر الإمام الطبري ( ت 310هـ ) من الذي أفاضوا في تاريخهم من ذكر أخبار ابن سبأ معتمداً في ذلك على الإخباري سيف بن عمر . تاريخ الطبري ( 4/283، 326، 331، 340، 349، 398، 493 – 494، 505 )
15 - وأكد ابن عبد ربه ( ت 328هـ ) أن ابن سبأ وطائفته السبئية قد غلوّ في علي حينما قالوا : هو الله خالقنا، كما غلت النصارى في المسيح ابن مريم عليه السلام . العقد الفريد ( 2/405)
16 - ويذكر أبو الحسن الأشعري ( ت 330هـ ) في مقالات الإسلاميين ( 1/85 ) عبدالله بن سبأ وطائفته من ضمن أصناف الغلاة، إذ يزعمون أن علياً لم يمت، وأنه سيرجع إلى الدنيا فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً .
17 - ويذكر ابن حبان ( ت 354هـ ) في كتاب المجروحين ( 2/253) : ( أن الكلبي سبئياً من أصحاب عبدالله بن سبأ، من أولئك الذين يقولون : إن علياً لم يمت، وإنه راجع إلى الدنيا قبل قيام الساعة )
18 – يقول المقدسي ( ت 355هـ ) في كتابه البدء والتاريخ ( 5/129) : ( إن عبدالله بن سبأ قال للذي جاء ينعي إليه موت علي بن أبي طالب : لو جئتنا بدماغه في صرة لعلمنا أنه لا يموت حتى يسوق العرب بعصاه )
19 - ويذكر الملطي ( ت 377هـ ) في كتابه التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع ( ص 18 ) فيقول : ( ففي عهد علي رضي الله عنه جاءت السبئية إليه وقالوا له : أنت أنت !!، قال : من أنا ؟ قالوا : الخالق البارئ، فاستتابهم، فلم يرجعوا، فأوقد لهم ناراً عظيمة وأحرقهم .
20 - وذكر أبو حفص ابن شاهين ( ت 385هـ ) أن علياً حرّق جماعة من غلاة الشيعة ونفى بعضهم، ومن المنفيين عبدالله بن سبأ . أورده ابن تيمية في منهاج السنة ( 1/7 )
21 - ويذكر الخوارزمي ( ت 387هـ ) في كتابه مفاتيح العلوم ( ص 22 )، أن السبئية أصحاب عبدالله بن سبأ .
22 - ويرد ذكر عبدالله بن سبأ عند الهمذاني ( ت 415هـ ) في كتابه تثبيت دلائل النبوة ( 3/548 )
23 - وذكر البغدادي ( ت 429هـ ) في الفرق بين الفرق ( ص 15 وما بعدها ) : أن فرقة السبئية أظهروا بدعتهم في زمان علي رضي الله عنه فأحرق قوماً منهم ونفى ابن سبأ إلى سباط المدائن إذ نهاه ابن عباس رضي الله عنهما عن قتله حينما بلغه غلوه فيه وأشار عليه بنفيه إلى المدائن حتى لا تختلف عليه أصحابه، لا سيما وهو عازم على العودة إلى قتال أهل الشام .
24 - ونقل ابن حزم ( ت 456هـ ) في الفصل في الملل والنحل ( 4/186 ) : ( والقسم الثاني من الفرق الغالية الذين يقولون بالإلهية لغير الله عز وجل فأولهم قوم من أصحاب عبدالله بن سبأ الحميري لعنه الله، أتوا إلى علي بن أبي طالب فقالوا مشافهة : أنت هو، فقال لهم : ومن هو ؟ فقالوا : أنت الله، فاستعظم الأمر وأمر بنار فأججت وأحرقهم بالنار )
25 - يقول الأسفرايني ( ت 471هـ ) في التبصرة في الدين ( ص 108 ) : ( إن ابن سبأ قال بنبوة علي في أول أمره، ثم دعا إلى ألوهيته، ودعا الخلق إلى ذلك فأجابته جماعة إلى ذلك في وقت علي )
26 - ويتحدث الشهرستاني ( ت548 هـ ) في الملل والنحل ( 2/116، 155 ) عن ابن سبأ فيقول : ( ومنه انشعبت أصناف الغلاة )، ويقول في موضع آخر : ( إن ابن سبأ هو أول من أظهر القول بالنص بإمامة علي )
27 – وينسب السمعاني ( ت 562 هـ ) في كتابه الأنساب ( 7/24 ) السبئية إلى عبدالله بن سبأ .
28 - وترجم ابن عساكر ( ت 571 هـ ) في تاريخه ( 29/3 ) لابن سبأ بقوله : عبدالله بن سبأ الذي تنسب إلى السبئية، وهم الغلاة من الرافضة، أصله من اليمن، وكان يهودياً وأظهر الإسلام .
29 - ويقول نشوان الحميري ( ت 573 هـ ) في كتابه الحور العين ( ص 154 ) : ( فقالت السبئية إن علياً حي لم يمت، ولا يموت حتى يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، ويردّ الناس على دين واحد قبل يوم القيامة )
30 - ويؤكد فخر الدين الرازي ( ت 606هـ ) في كتابه اعتقادات فرق المسلمين والمشركين ( ص 57 )، كغيره من أصحاب المقالات والفرق خبر إحراق علي لطائفة من السبئية .
31 - ويذكر ابن الأثير ( ت 630هـ ) في كتابه اللباب ( ص 2/98) ارتباط السبئية من حيث النسبة بعبدالله بن سبأ . كما وأنه أورد روايات الطبري بعد حذف أسانيدها في كتابه الكامل ( 3/114، 144، 147، 147، 154 إلى غيرها من الصفحات )
32 - وذكر السّكْسَكي ( ت 683هـ ) في كتابه البرهان في معرفة عقائد أهل الأديان : ( أن ابن سبأ وجماعته أول من قالوا بالرجعة إلى الدنيا بعد الموت )
33 - ويذكر شيخ الإسلام ابن تيمية ( ت 727هـ ) أن أصل الرفض من المنافقين الزنادقة، فإنه ابتدعه ابن سبأ الزنديق، وأظهر الغلو في علي بدعوى الإمامة والنص عليه، وادعى العصمة له . انظر مجموع الفتاوى ( 4/435 ) و ( 28/483 ) وفي كثير من الصفحات في كتابه : منهاج السنة النبوية .
34 - ويرد ذكر عبدالله بن سبأ عند المالقي ( ت 741هـ ) في كتابه التمهيد والبيان في مقتل الشهيد عثمان ( ص 54 )، بقوله : ( وفي سنة ثلاث وثلاثين تحرك جماعة في شأن عثمان رضي الله عنه .. وكانوا جماعة منهم، مالك الأشتر، والأسود بن يزيد .. وعبدالله بن سبأ المعروف بابن السوداء .
35 - وعند الذهبي ( ت 748هـ ) في كتابه المغني في الضعفاء ( 1/339 ) وفي الميزان (2/426) : ( عبدالله بن سبأ من غلاة الشيعة، ضال مضل )، وذكره أيضاً في تاريخ الإسلام ( 2/122-123 )
36 - وذكر الصفدي ( ت 764هـ ) في كتبه الوافي بالوفيات ( 17/20 ) في ترجمة ابن سبأ : ( عبدالله بن سبأ رأس الطائفة السبئية .. قال لعلي أنت الإله، فنفاه إلى المدائن، فلما قتل علي رضي الله عنه زعم ابن سبأ أنه لم يمت لأن فيه جزءاً إلهياً وأن ابن ملجم إنما قتل شيطاناً تصوّر بصورة علي، وأن علياً في السحاب، والرعد صوته، والبرق سوطه، وأنه سينزل إلى الأرض )
37 - وذكر ابن كثير ( ت 774هـ ) في البداية والنهاية ( 7/183 ) أن من أسباب تألب الأحزاب على عثمان ظهور ابن سبأ وصيرورته إلى مصر، وإذاعته على الملأ كلاماً اخترعه من عند نفسه .
38 - وجاء في الفرق الإسلامية ( ص 34 ) للكرماني ( ت 786هـ ) أن علياً رضي الله عنه لما قتل زعم عبدالله بن سبأ أنه لم يمت، وأن فيه الجزء الإلهي .
39 - ويشير الشاطبي ( ت 790هـ ) في كتابه الاعتصام ( 2/197 ) إلى أن بدعة السبئية من البدع الاعتقادية المتعلقة بوجود إله مع الله، و هي بدعة تختلف عن غيرها من المقالات .
40 - وذكر ابن أبي العز الحنفي ( ت 792هـ ) في شرح العقيدة الطحاوية ( ص 578 ) أن عبدالله بن سبأ أظهر الإسلام وأراد أن يفسد دين الإسلام كما فعل بولص بدين النصرانية .
41 - ويعرف الجُرجاني ( ت 816هـ ) في كتابه التعريفات ( ص 79 ) عبدالله بن سبأ بأنه رأس الطائفة السبئية .. وأن أصحابه عندما يسمعون الرعد يقولون : عليك السلام يا أمير المؤمنين .
42 - ويقول المقريزي ( ت 845هـ ) في الخطط ( 2/356-357 ) : ( أن عبدالله بن سبأ قام في زمن علي رضي الله عنه مُحدِثاً القول بالوصية والرجعة والتناسخ )
43 - وقد سرد الحافظ بن حجر ( ت 852هـ ) في كتابه لسان الميزان ( 3/290 ) أخبار ابن سبأ من غير طريق سيف بن عمر، ثم قال : ( وأخبار عبدالله بن سبأ شهيرة في التواريخ، وليس له رواية والحمد لله )
44 - وذكر العيني ( ت 855هـ ) في كتابه عقد الجمان ( 9/168 ) : ( أن ابن سبأ دخل مصر وطاف في كورها، وأظهر الأمر بالمعروف، وتكلم في الرجعة، وقررها في قلوب المصريين .
45 - وأكد السيوطي ( ت 911هـ ) في كتابه لب الألباب في تحرير الأنساب ( 1/132 ) نسبة السبئية إلى عبدالله بن سبأ .
46 - وذكر السفارني ( ت 1188هـ ) في كتابه لوامع الأنوار (1/80) ضمن فرق الشيعة فرقة السبأية وقال : ( وهم أتباع عبدالله بن سبأ الذي قال لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه : أنت الإله حقاً، فأحرق من أصحاب هذه المقالة من قدر عليه منهم فخدّ لهم أخاديد وأحرقهم بالنار )
47 - ويروي الزُّبيدي ( ت 1205هـ ) أن سبأ الوارد في حديث فروة بن مُسيك المرادي هو والد عبدالله بن سبأ صاحب السبئية من الغلاة . تاج العروس ( 1/75-76 )، وكلام الزبيدي هذا غير مقبول ويرده حديث فروة بن مسيك، راجع صحيح سنن أبي داود ( برقم : 3373 ) والترمذي ( برقم 3220 ) كتاب تفسير سورة سبأ، وفي الحديث زيادة تفصيل أن سبأ رجل من العرب ولد له عشرة من الأنبناء : سكن منهم ستة في اليمن وأربعة في الشام، وهم أصول القبائل العربية : لخم و جذام و غسان .. الخ، مما يدل على أن سبأ رجل متقدم جداً من أصول العرب، فما علاقة ذلك بسبأ والد عبدالله صاحب السبئية ؟ !!
48 - وتحدث عبدالعزيز بن ولي الله الدهلوي ( ت 1239هـ ) في كتابه مختصر التحفة الاثنى عشرية ( ص 317 ) عن ابن سبأ بقوله : ( ومن أكبر المصائب في الإسلام في ذلك الحين تسليط إبليس من أبالسة اليهود على الطبقة الثانية من المسلمين فتظاهر لهم بالإسلام وادعى الغيرة على الدين والمحبة لأهله .. وإن هذا الشيطان هو عبدالله بن سبأ من يهود صنعاء، وكان يسمى ابن السوداء، وكان يبث دعوته بخبث وتدرج ودهاء .
49 - ومحمد صديق حسن خان ( ت 1307هـ ) في خبيئة الأكوان في افتراق الأمم على المذاهب والأديان ( ص 8، 33، 44 )
هذا ما تيسر جمعه من أقوال العلماء، ومن سلف الأمة، وهناك الكثير غيرهم، وكلها تأكد وتجمع على ثبوت شخصية عبدالله بن سبأ اليهودي بكونه حقيقة لا خيال، وكوني آثرت ذكر المتقدمين، لأنه إذا ثبت عندهم؛ فهم أعرف منا، لأنه تسنى لهم الاطلاع على الكثير من الكتب التي تعد في زمننا هذا في عداد المفقود، فهم الأصل الذي نحن عيال عليه، نقتبس منه ونثبت، كما وأن هناك الكثير من المثبتين لهذه الشخصية من المعاصرين، راجع للأهمية كتاب : العنصرية اليهودية وآثارها في المجمع الإسلامي والموقف منها للدكتور / أحمد بن عبدالله بن إبراهيم الزغيبي ( 2 / 530-531 )، حيث ذكر عدداً كبيراً من المثبتين لشخصية ابن سبأ من المعاصرين . منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
|