عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 2 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Post رد: عـــــــــامر الطــــــــــــــــفيـــــــــل

كُتب : [ 01 - 09 - 2009 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

= : [ مرعى ولا كالسعدان ] : =

أخي الكريم / الأضجم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فإن العرب يقولون في أمثالهم : ( مرعى ولا كالسعدان ) وقصة هذا المثل الذي تطلقه العرب أن السعدان : هو عشب يزيد بخثورة لبن بهيمة الأنعام وهو من أنجع الأعشاب للإبل والنعم والماشيه عموما ويضرب هذا المثل للشيء الذي يفضل أمثاله ويقال : أن أول من قالته هي الشاعرة الخنساء / تماضر بنت عمرو بن الشريد السلمية فإنها أقبلت يوما من الموسم فوجدت الناس مجتمعين على / هند بنت عتبة لتنشدهم مراثي في أهل بيتها فلما دنت الخنساء منها قالت لها على من تبكين قالت أبكي سادة مضوا وكانت الخنساء تحضر موسم الشعراء في عكاظ, فكانت تعاظم الناس في مصيبتها بأبيها وأخويها, إلى أن كانت وقعة بدر الكبرى وقتل والد هند وعمها وأخوها وهم من أشراف العرب في الجاهلية فأقبلت هند ترثيهم وقالت : أنا أعظم العرب مصيبة وأمرت بمحملها أن يقرن بمحمل الخنساء بسوق عكاظ فقالت لها الخنساء : من أنتِ ؟ فقالت : أنا / هند بنت عتبة أعظم العرب مصيبة, وقد بلغني أنك تعاظمين الناس بمصيبتك فبم تعاظمينهم أنت ؟ قالت الخنساء : بأبي / عمرو بن الشريد وأخواي صخر ومعاوية فبم أنت تعاظمينهم ؟ قالت هند بأبي عتبة وعمي شيبة وأخي الوليد . قالت الخنساء : أوسواءٌ هم عندك ؟! قالت هند نعم . قالت : الخنساء انشديني بعض ما قلت ثم أنشدت :-

أبكي عمود الأبطحين كليهما
= ومانعها من كل باغ يريدها

أبو عتبة الفياض ويحك فاعلمي
= وشيبة والحامي الذمار وليدها

أولئك أهل العز من آل غالب
= وفي العز منها حين ينمي عديدها

فقالت الخنساء : ( مرعى ولا كالسعدان ) فذهب قولها مثلا ثم قالت الخنساء :-

أبكي أبا عمرو بعين غزيرة
= قليل إذا تغفي العيون رقودها

وصخرا ومن ذا مثل صخر إذا غدى
= بساحته الأبطال قبا يقودها

فذلك يا هند الرزية فاعلمي
= ونيران حرب حين شب وقودها

وللعلم فإن هذه الشاعرة التي ضربت أعظم أمثلة الجزع على أخويها هي نفسها التي ضربت أعظم أمثلة الصبر والرضا بعد أن أسلمت, عندما استشهد أبناؤها الأربعة في سبيل الله فقالت جملتها المشهورة : ( الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وإني لأرجو أن يجمعني بهم ربي في مستقر رحمته ) مع أن عاطفة الأمومة أعظم عاطفة وأقواها إلا أن الإسلام يغير المفاهيم ويبدل السخط رضا فما أعظمه من دين وما أعظم الخنساء من أم وشاعرة .

والقول الاّخر في قصته : أنه اجتمع الرئيس / يزيد بن عبدالمدان والفارس / عامر بن الطفيل بموسم عكاظ وقدم / أمية بن الأسكر الكناني ومعه ابنة له من أجمل أهل زمانها فخطبها يزيد وعامر فقالت أم كلاب إمرأة أمية بن الأسكر : من هذان الرجلان فقال : هذا / يزيد بن عبدالمدان بن الديان وهذا / عامر بن الطفيل فقالت : أعرف بني الديان ولا أعرف عامرا فقال : هل سمعت بملاعب الأسنة فقالت : نعم قال : فهذا ابن أخيه وأقبل يزيد فقال : يا أمية أنا ابن الديان صاحب الكثيب ورئيس مذحج ومكلم العقاب ومن كان يصوب أصابعه فتنطف دما ويدلك راحتيه فتخرجان ذهبا . فقال : أمية بخ بخ فقال عامر : جدي / الأخرم وعمي / ملاعب الأسنة وأبي فارس / قرزل فقال أمية : ( بخ بخ مرعى ولا كالسعدان ) فأرسلها مثلا ومعني مرعى ولا كالسعدان : أي أنه المرعى الجيد ولكن ليس في الجودة مثل السعدان والسعدان عشب ينبت في الوسم الصيفي وهو يفترش الأرض وله شوك مستدير كمثل الهللة أو زرار المعطف وأظنه ما تسميه العوام الحسك من نباتات الصيف . هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات واسلم وسلّم والسلام .



رد مع اقتباس